مرة أخرى يثبت نظام العائلة السعودية انسجامه مع ذاته بوصفه وكيلاً صادقاً للقوى الخارجية التي تولت حمايته من الداخل النجدي والحجازي من فضائه العربي والاقليمي. بالأمس كان مصدر التهديد حركات وتجمعات وتيارات استجابت لدعوات الوحدة والتحرر العربيين. واليوم فإن مصدر التهديد هو رياح امبريالية اقليمية. وعندما هبت هذه الرياح في العام 1980 تصدى لها عربي من العراق لأسباب عربية. وما أن انقلب النظام السعودي على ذلك العربي لأنه هو نفسه أصبح في نظر سادة النظام السعودي في واشنطن مصدر الخطر.
خلال الزمن العروبي كانت العلاقة الأمنية مع 'المعزب' الأمريكي سراً ثم أصبحت علنية بعد عام 1995 (عام فتح الكويت). لكن العقدة الأساسية في علاقة الزنى مع الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً كانت دائماً القضية الفلسطينية ولهذا فإن تصفية هذه القضية وتحويل الفلسطينيين'من شعب يقاوم الاحتلال إلى شعب مارس الاحتلال طوال تاريخه ضد شعب آخر مظلوم هو الشعب اليهودي!
ضلالة 'حوار الأديان' التي تدور في أروقة الأمم المتحدة تأتي كضرورة أمنية جديدة للنظام الذي عجز عن الادراك بأن الأمن هو محصلة علاقة مع الداخل لا علاقة مع الخارج. ولمواجهة هذه 'الضرورة الأمنية' يهون كل شيء حتى تحريف آيات القرآن الكريم بهمة عمائم النظام. ولكي تظل العائلة السعودية في''سدة' وكالة الحكم في بلاد نجد والحجاز، وعلى ابن يافا وابن حيفا ان يخلعا من ذاكرتهما إلى الأبد أن أباءهما وأجدادهما أتيا من يافا وحيفا، كل ذلك لكي يتم تجنيد لصوص الحارة العربية في التصدي لأهل الحارة الايرانية.
التصدي لأهل الحارة الايرانية وأطماعهم ضرورة ولا شك. لكن هذه مشكلة عربية لا علاقة للص اليهودي فيها. لكن نظام المناقصات من أجل تحقيق الأمن الخاص لايفقه هذه اللغة. اللغة التي يفقهها هي لغة الأمن بأي ثمن ولو كان الثمن جل فلسطين والقرآن الكريم.
اللقب هو 'خادم الحرمين الشريفين'. فمن يخدم من؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن في ديار نجد والحجاز وديار لا إله إلا الله عموماً.. الباري يمهل ولا يهمل.
أحمد سرور ـ نيويورك