مجلس النواب والدكتور حنين ومقعد للشبك
الدكتور ياسين الملا شهاب
في البدء نود أن نهنئ أبناء الشبك جميعا على الاعتراف الرسمي الأول بهذا المكون من خلال تخصيص مقعد للشبك كأقلية اثنيه معترف بها. ونهنئ الدكتور حنين القدو الشبكي الباسل الذي وقف طيلة الفترة الماضية يدافع عن قضية هذا المكون والاعتراف به ، وعانى الدكتور حنين مثلما عانى أبناء قوميته من الظلم والتهميش والإقصاء طيلة السنوات الماضية. وفي الوقت الذي جرت فيها المساومات والحسابات بين البعض من الأطراف السياسية الكبيرة من أجل إلغاء هذا المكون وإلحاقهم بالأكراد. وبالرغم أن التمثيل الحقيقي للشبك هو أكثر من الاستحقاق المعطى له ، إلا أن ما تحقق سياسيا هو أكبر من المقعد ذاته. ولن يستطيع أحد بعد اليوم من إهمال هذا المكون ومحاولة صهره في مكون آخر. فالشبك أصلاء في الوجود على هذا الوطن منذ القدم ، وهم عراقيون في الانتماء والهدف ويريدون العيش في ظل عراق موحد يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
لقد أشرنا في مقالات سابقة إلى ضرورة تثبيت الهوية للشبك بعيدا عن حسابات أخرى لا لأجل إثبات عراقية الشبك فحسب وإنما منعا للتغيير المناطقي والسكاني في تلك المنطقة الحرجة التي يعيشون فيها. ومما يؤسف له أن البعض وحتى أثناء مداولات مجلس النواب في تعديل المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات حاول الاستمرار في إلغاء الشبك كمكون من خلال إثارة البعض من الأفراد من الشبك ممن آثروا على أنفسهم الارتباط مع الأكراد لدوافع معينة من أجل عرقلة التثبيت والاعتراف بهذا المكون عبر الإدعاء بأن الشبك أكراد ، وهم يعتقدون أنهم بعملهم هذا سوف يخدمون قضية الشبك ، فحضر ما يسمى بالهيئة الاستشارية للشبك ليصرحوا بأنهم أكراد في مقر مجلس النواب . وقسم منهم أصدقاء لنا كالأخ سالم جمعة خضر ، الذي لطالما كنا معا في كلية واحدة (كلية الآداب) وقسم واحد (قسم التاريخ) وصف واحد ، مشتركنا الرئيسي الدفاع عن هوية الشبك.
وفي المناقشات النيابية انبرى البعض أيضا للوقوف ضد مطالب الشبك في الاعتراف بهم كمكون اثني مستقل لمصالح حزبية وشخصية. والأكثر إيلاما أن أحدهم ويدعي بأن اسمه أحمد شبك من قائمة التحالف الكردستاني استعرض في مداخلة طويلة عن أصل الشبك ولغتهم ومحاولة ربطهم بالأكراد تاريخيا ولغويا عبر الإدعاء بأنه قد كتب بحثا في هذا المجال مما أثار سخرية في المجلس. فهو من جانب يؤكد على تكريد الشبك ومن جهة أخرى يطالب بثلاثة مقاعد لهم في مجلس محافظة نينوى.
ونحن نقول لهذا النائب إن كتابة البحث التاريخي له منهجه وأصوله واختصاصه. وأن تحديك لمن يأتي بدليل على ذكر اسم الشبك سابقا لا يمثل إلا رأي ساذج وغير علمي. فأنا بحكم الاختصاص الدقيق الذي أحمله ( دكتوراه/ تاريخ حديث / عثماني) اطلعت على الوثائق العثمانية منذ القرن السادس عشر الميلادي (أي قبل ما يقرب من خمسة قرون) وجدت فيها اسم الشبك والإشارة إلى مناطقهم وأراضيهم. ولمن أراد التأكد والدليل مراجعة سجلات الطابو العثمانية التابعة لولاية الموصل: ( دفتر طابو رقم 195 – سجل طابو رقم 90 لسنة 1575م )
وللمزيد يراجع: أطروحة الدكتوراه المقدمة لجامعة الموصل / كلية الآداب: ولاية الموصل في القرن السادس عشر) للأستاذ الدكتور علي شاكر علي عام 1992م.
إن القادم من الأيام بالنسبة للشبك ليس بأقل أهمية مما مضى. فالواجب الفعلي عليهم التفاعل مع القضية الشبكية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات المحلية القادمة. وقد أشرت في مقالة سابقة إلى ضرورة التنسيق بين الأطراف السياسية العاملة في الساحة الشبكية بالرغم من اعتراض البعض على هذا الأمر. لأن المطلوب إيجاد تنسيق مشترك لجمع أكبر عدد من الأصوات لمرشحين معروفين بالنزاهة ونكران الذات وحمل الهموم الشبكية ، خاصة بالنسبة للقرى المحرومة من الخدمات. ويقينا أن المخلصين من أبناء الشبك مثل الدكتور حنين سوف يعملون من أجل مصلحة الشبك ومناطقهم.
الدكتور ياسين الملا شهاب
أستاذ جامعي / جامعة الكوفة