ورفض القساوسة توجيه اتهام صريح.
وقال الاب جبرائيل توما من كبار القساوسة الكلدانيين في القوش "لست سياسيا ولا أعلم ماهي الاجندة السياسية. لا نريد ان نكون كبش فداء. لا نريد ان نصبح وقودا لالعاب الساسة تلك."
وحمل قس آخر رفض نشر اسمه السلطات مسؤولية الفشل في حماية الضحايا وقال للجنرال توماس متسائلا "اذا سُرق منزلي وهناك من يحرسه فمن أول شخص استجوبه عن السرقة؟.."
وقال توماس ان هدف المهاجمين "هو ان يفقدوا الحكومة هنا شرعيتها". وتابع "العدو الذي نحاربه يبحث عن النسيج الاجتماعي هنا .. ليمزق هذا النسيج الاجتماعي."
ويبلغ تعداد سكان محافظة نينوى وعاصمتها الموصل 2.8 مليون نسمة نحو 60 في المئة منهم من العرب السنة والربع تقريبا من الاكراد. ومعظم قوات الجيش حول الموصل من الاكراد وهو ما يغضب العرب من سكان المدينة.
كما ان معظم اعضاء المجلس الحاكم في المحافظة من الاكراد بعدما قاطع اغلب السنة الانتخابات المحلية الاخيرة في عام 2005 . ولكن من المتوقع ان يتغير ميزان القوى في المحافظة حين تجري الانتخابات المحلية في اواخر يناير كانون الثاني.
ويعتقد ان عدد المسيحيين في المحافظة بين 250 الفا و300 الفا وقد يؤثرون على نتيجة التصويت وقد يستهدفهم جانب أو اخر في الصراع على السلطة.
وتفاقمت الاوضاع في الموصل جراء نسبة البطالة المرتفعة التي تحوم حول 60 في المئة وتأخر اصلاح الخدمات العامة مثل الكهرباء والصرف الصحي والرعاية الصحية الملائمة والتعليم.
وقال مسؤول امريكي في الموصل ليس مخولا بالادلاء بتصريحات رسمية "تتجمع عوامل الاغتراب السياسي والبطالة وتعثر اقتصاد الريف .. من ثم هناك شكاوى سياسية. أضف الى ذلك تجمع من يمكن تجنيدهم كمسلحين ثم القي وسط كل هذا الخليط بمنظمات ارهابية أجنبية."
وتقوم القوات الامريكية والعراقية بعملية أمنية جديدة تأمل ان تقتلع خلالها جذور ما تبقى من مسلحين وقمع العنف السياسي وحماية الاقليات في الموصل.
ولكن حتى يوم السبت لم تعد سوى سبع أُسر مسيحية لديارها ويقول توماس "من الواضح ان لا يمكن اجبارها على العودة. نحاول تشجيعها."
ويشار انه يتكدس أفراد عائلة مسيحية في غرفة بسيطة بدير في شمال العراق وقد تكومت حولهم متعلقاتهم. انه منزلهم الجديد منذ أن أضحى أفراد أقليتهم الدينية هدفا لهجمات طائفية.
استبد الفزع بالأب وهو مهندس لدرجة جعلته يطلب عدم الكشف عن اسمه أو اسم عائلته بعدما فر بزوجته وابنتيه الى دير السيدة للكلدانيين عند سفح جبال قاحلة بشمال العراق في التاسع من اكتوبر تشرين الاول بعد يوم من سماعه نبأ مقتل أربعة مسيحيين.
ويقول "الانفجارات مستمرة. لا أمان."
انها مأساة نحو 1500 أسرة مسيحية فرت خلال الاسبوعين الماضيين من بيوتها في مدينة الموصل التي تعيش فيها طوائف عدة وتشهد أعمال عنف مستعصية.
وأدانت الولايات المتحدة والامم المتحدة الهجمات ويعتقد البعض في العراق انها قد تكون مقدمة لتجدد اراقة الدماء رغم تراجع العنف بدرجة كبيرة في البلاد.
ويبين الهروب الجماعي لنحو نصف مسيحيي الموصل هشاشة المكاسب الامنية وبصفة خاصة في المناطق التي تشهد صداما بين الثقافات أو العقائد أو الأعراق. كما يزيد احتمالات وقوع أعمال عنف قبل الانتخابات المحلية التي من شأنها أن تغير ميزان القوى في مدن استراتيجية مثل الموصل.
ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن مقتل حوالي 12 مسيحيا هذا الشهر والذي أعقبه تهديدات بالقتل وهجمات على ممتلكات دفعت الالاف للفرار.
ويهمس المسيحيون بأنهم هدف لحملة منظمة ضدهم. ويلوم البعض مسلحين اسلاميين بينما يلقي البعض المسؤولية في الخفاء على الاقلية الكردية القوية سياسيا في الموصل واستبد الخوف بمعظمهم لدرجة تمنعه من الخوض في تفاصيل.
وليست هذه هي المرة الاولى التي تسقط فيها الاقلية المسيحية ويقدر عدد افرادها بمئات الالاف ضحية اراقة الدماء التي اجتاحت العراق منذ عام 2003. وفي وقت سابق من هذا العام اختطف اسقف الكلدانيين المسن في الموصل بولس فرج رحو. وعثر على جثته لاحقا رغم مناشدات من البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان للافراج عنه
رويتر
المحرر :
تحرير : Salah / 2008-10-20