يعتبر كتاب الأستاذ صدقي إسماعيل أول كتاب وضع عن الشاعر في العربية وثمة كتاب كثيرون سجلوا أعجابهم بهذا الكتاب . من بينهم رجاء النقاش ومن البواعث التي دفعت إسماعيل إلى وضع هذا الكتاب ما يذكره في المقدمة أن هناك نماذج أعطت وجودها كلها لقضية العصر الذي عاشت فيها وكذلك عملت من أجل دفع الحضارة إلى الأمام وهذه الناحية من حياتهم جديرة بأن تجعلهم موضع أهتمام كبير لنا نحن العرب . في وقت يبدأ فيه شعبنا أولى خطواته في طريق نهضة علمية كبيرة يقدر لها أن تعيد للأنسانية فتوتها وعنفوانها بعد أن أنهك قواها الغرب كما أن أعتماد هذه النهضة المتحفزة على وعي الأفراد ويقظة ضمائرهم وصدق تجاربهم في ظروف أجتماعية دخيلة نعاني وطأتها لما يزيد في قيمة التعرض لمثل هذه النماذج الثائرة .
قسم الكاتب كتابه إلى قسمين : فتحدث في قسمه الأول عن رامبو الشاعر ثم قسم هذا إلى عنوانين رئيسين تتخللهما عناوين صغيرة شاعرية ، القسم الثاني، رامبو المغامر وهو بدوره مقسم إلى عنوانين كبيرين .
1- في اثر المجهول
2- العودة ، تتخللهما عناوين صغيرة وكل عنوان يمهد له الكاتب بأقوال أو أبيات أو مقتطفات من رسائل رامبو وكذلك ثمة مقاطع لفرلين ، وبودلير وهذه المقاطع تتسم بالتوتر والشاعرية والأشراق وهي في رأيي خير مدخل إلى ما يرمي إليه الكاتب وهو نفس الشيء الذي سنلاحظه عند سمير الحاج شاهين في كتابه ( رامبو )
يمتاز أسلوب صدقي إسماعيل في تأليف هذا الكتاب بالعذوبة والجمال وربما يكتسب فرادته من هذا الإشراق الذي يتسرب من خلال سطور الكتاب وكأن الكاتب عرف أن رامبو وروحه القلقة لا يفهم ألا من خلال أسلوب يوحي للقارئ بالتوتر والجمل القصيرة ولكن المتصفة بالرقة ، أن أدب رامبو صعب وأن حياته أصعب وأخصب . حياة الطفل الذي أحب أن يكون أبناً للشمس فمن الصعوبة بمكان الأحاطة بأدبه وحياته وخاصة عندما خلق تياراً جديداً في الشعر الفرنسي ، فالكاتب أحاط لنا بكل هذا في تقسيمه الكتاب إلى رامبو شاعراً . وإلى رامبو مغامراً وحتى القصائد والقطع النثرية التي ترجمها أحتفظت بطابعها ورموزها وغموضها لأننا نعرف أن الترجمة تسقط الكثير من جمال النصوص المنقولة أن لم تكن يد المترجم بارعة .
ثمة مأخذان بسيطان يؤخذان على الكتاب فالأول هو أن الكاتب عندما أشار إلى المصادر التي أستقى منها مادته عن حياة رامبو ومغامراته وكذلك القصائد التي ترجمها ، أقول أشار إليها إشارة سريعة في المقدمة والأولى ، أنها كانت تذكر في الهوامش ، وكذلك تبوب في خاتمة الكتاب . والمأخذ الثاني أن كل الأشعار التي ترجمها أو القطع النثرية ليست كاملة بل موزعة هنا وهناك بين العناوين وكم كان يبدو رائعاً لو ترجم بعض الأعمال الأولى للشاعر ثم قطعاً من (الأشراقات ) وبعض الصحائف من ( فصل في الجحيم ) وألحقها في خاتمة الكتاب فعنذاك كان القارئ يحصل متعة نادرة من مطالعة هذه النصوص البحتة . ويكشف ما فيها من جمال ودهشة وأشراق ولم يكن يلهث وراء المقاطع المترجمة الموزعة خلال سياق الحديث.
أن المتصفح لكتاب سمير الحاج شاهين ، يجد أستطرادات تدفعه إلى الضياع والتعب ، فقد قسم سمير كتابه إلى ثمانية فصول حيث حمل الفصل الأول عنوان طفولة وكانت خاتمة الكتاب نصوصاً مترجمة من رسائل وأشعار الشاعر الأمر الذي لم نجده في كتاب ( قصة شاعر متشرد ) ، وعين التقليد نجده في كتاب سمير حيث يمهد لفصوله بمقتطفات من أقوال شعراء وكتاب مختلفين وهي بمثابة أجراس صغيرة تمهد بدقاتها لدخول القارئ إلى صالات المواضيع . ففي فصل ( طفولة ) يحاول الكاتب أخبارنا بأن الشاعر عشق طفولته وأراد المحافظة على حالته الطفولية المدهشة وكذلك فأن الشاعر أنجز كل أنتاجه وهو لم يكد يبلغ سن الرشد فلهذا أراد الشاعر أن تستمر هذه الطفولة ، أطول فترة ممكنة وعندما استيقظ في أحد الأيام ولم يجد هذه الطفولة سرعان ما ذوت أزهار شعره ، يسوق لنا قول الناقدة أميلي نوليه في هذا الصدد أن كل مجهوده يتلخص في تمديد زمن الطفولة المطلق ، الحيوي )) وكذلك يحاول سمير أن يعلل سبب سكوت الشاعر (( أن عبقرية رامبو مرتبطة بطفولته التي ما أن أجتاز عبثها حتى ماتت شاعريته ، أن رامبو لم يهجر الشعر ، أن الشعر هو الذي هجره )) وهنا يسوق الكاتب قول سوزان برنار (( لأن المراهق الذي أراد أن يخلق عالماً جديداً بفضل سحر الكلمة الشعرية قد بلغ الان طور الرجال ، كل البشر شعراء تقريباً عندما يكونون أطفالاً ، ولكن قليلون هم الذين تعيش فيهم المقدرة العجيبة على أعادة خلق الواقع بعد سن العاشرة ، عند رامبو أيضاً الينبوع نضب معينه ذات يوم )) يحمل الفصل الخامس من الكتاب عنوان ( الأبدية المستعادة )) وهنا الكاتب يلح ويستطرد كثيراً على عشق رامبو الطفولة والطبيعة (( لقد رفض رامبو كل معطيات الحياة ما عدا أمرين الطفولة والطبيعة )) وهو من أجمل فصول الكتاب حيث يقدم للقارئ متعة حقيقية فرامبو كم كان يعصف به الحنين إلى الأنطلاق نحو الأراضي البعيدة عندما كان الثلج يغطي كل شيء، ويحيطه فرح غامر حيث الشمس والربيع والأزهار وليست بي حاجة إلى تلخيص هذا الفصل وأنما أعرض على القارئ أن يعود إليه بنفسه ويكتشف عن ولع رامبو الصوفي بالطبيعة ومن السهولة أكتشاف هذا الولع وهو منثور بين ثنايا (أشراقات ) أو ( فصل في الجحيم ) وقصائده الأخرى .
يخلو كتاب سمير عن ذكر أسماء المصادر التي ساق منها آراء الكتاب والنقاد التي أستدل بها في فصوله المختلفة وكذلك غفل عن أية أشارة إلى طبعات كتب رامبو نفسها والتي عرب منها النصوص الشعرية وعين الشيء سيلاحظ على كتاب الشاعر خليل الخوري : رامبو ، حياته وشعره .
تعددت الآراء في رامبو ، فبعضهم أعتبره رجلاً يأتي بالأقوال الغريبة ويتصنع الشذوذ في أفعاله . وآخرون أعتبروه شاعراً صاحب لطافات ملهمة . وساحراً يملك قشعريرة النبوة . وكأني بهم أستمدوا هذا الرأي من رامبو نفسه (( لم أكن أنا الذي يكتب بل كان يُملْى علىّ )) فالشاعر خليل الخوري في كتابه عن رامبو يدافع بحرارة عن شخصية الشاعر ويدفع عنها كل ما ألتصق بها من تفاهات وأعمال حمقاء ، أو كل تلك الأشياء التي كانت تصدر من الشاعر سواء من افعاله أو أقواله أخطأ بعضهم في فهمها ، كان يحس أنه شقيق البؤساء ، وواقعياً أهناك رجل حمل على منكبه جميع عذابات العالم أكثر مما فعل عديم الشفقة رامبو .
فأذن يملك رامبو نفساً كبيرة . بالرغم أنه كانت هناك حماقات أقترفها بين الحين والأخر ، ثم ينتقل خليل الخوري في مقدمة الكتاب التي تستمر إلى الصفحة السادسة والأربعين إلى الحديث عن نظرية رامبو الرائي أو البصير لأكتشاف الأشياء التي تكمن وراء الظواهر وبالأخص محاولته في أبداع لغة فرنسية جديدة مترعة بالرؤى متصفة بلونها وطعمها الجديدين وهذا مالاً يتأتى للمرء ألا بعد أن يزرع خللاً في حواسه العادية .فالشاعر عند رامبو هو ذلك الأنسان الذي رأى وحتى يؤدي (( الشاعر رسالته فهو بحاجة إلى تثقيف روحه وهذه الثقافة – تتطلب عملية طويلة عريضة ومفكراً بها كثيراً لإحداث الأحتلال في الحواس كلها )) .
وبعد المقدمة هناك جدول تاريخي مفصل يتضمن في سطوره حياة الشاعر وهي صفحات تثري معرفة القارئ . ولكن الشيء المشرق في عمل خليل الخوري أنه بالإضافة إلى ترجمة القصائد المختلفة للشاعر من ( المشدوهين ) الراقد في الوادي ( المركب السكران ) وقصائد كثيرة أخرى ، قدم ترجمة كاملة ولأول مرة في العربية لـ ( صحارى الحب ) و ( فصل في الحجيم ) و ( الأشراقات ) مع مقدمتين وافيتين لهذين العملين الأخيرين . شرح فيهما الظروف التي أحاطت أنجازهما وكذلك أراد أن يقرب للقارئ التواريخ المضبوطة التي تمت فيها كتابة العملين ولا يسع المرء ألا أن يثني على جهود الشاعر خليل الخوري في تقديم هذا الكتاب إلى القارئ العربي وخاصة أذا عرفنا صعوبة أدب رامبو الملئ بالرموز والرؤى الغريبة واللغة الثرة المتبرعمة فتوة وعنفواناً وما يقابل المعرب في ذلك من صعوبات ومخاطر .
انني متيقن من أن المطابع سوف تُحبرُ صفحات كثاراً . متحدثة عن رامبو في الأيام القادمة . وأنه سينال إهتماماً أكثر من لدن كتابنا وقرائنا . لأن شاعراً وأنساناً كرامبو لا يمكن أن تطويه غياهب النسيان . بل على نقيض ذلك سيزيد لمعاناً وشهرة . لأنه وهبنا أدباً غنياً وحياة حافلة وتجارب ملأى بالصدق والنماء.
سركون بولص في إضمامةٍ من قصائده القديمة
صَدم الموت الفجائعي للشاعر الكركوكي الحميم (( سركون بولص )) قلوبنا لأننا نعلم نحن صحبه وقراءه انه لم يكمل المشوار الذي حلم به لأنه كان يحمل الكثير من النصوص التي لم يكتبها بعد وكنا نحن بأنتظار تلك الأوراق التي كعادتها تحمل الأبهار والأدهاش وأنهاراً من الأسئلة الدافقة ، سركون هذا الشاعر الجوّاب والسارد والجوّال قضى أعوامه الأخيرة متنقلاً بين (( سان فرانسيسكو )) و (( برلين )) و (( لندن )) حاملاً فانوسه وعابراً اقاليم خوفهِ وأسيجة أحزانه في مركب نوح بحثاً عن الأزهار الفريدة في ضوْعِها والغريبة في لونها المبتل في أمطار (( كركوك )) والمسنبل في أقاحي نيران (( بابا كركر )) الأزلية .
قدم (( سركون )) إلى كركوك عام 1956 وتتلمذ في مدارسها وأبصرته أول مرة في اعداديتها العتيدة كان يسبقني عاماً دراسياً جسده النحيل وشعره الفاحم غدوا مَعْلمين أليفين عندي ، ومع مصادقتي لوجوه الصحب الذين عرفوا فيما بعد بـ (( جماعة كركوك ) (( سركون )) زهرة الجماعة – يأتي إلينا دائماً ممتطياً دراجته الهوائية وهو يهبط من بيتهِ المستلقي على مرتفعات (( تبة )) شمالي المدينة / جيوبه ملأى بأوراقه التي حبرّها : قصائد ، قصص ، مترجمات ، وصديقنا رسام وقد أطلعنا على العديد من لوحاتهِ وكثيراً ما كان يدفع لي قصائده أقرؤها بصوتي ، يطرب ويخبر بقية الأصحاب بتلذذه بذلك ، في هذا الوقت بدأت نتاجات (( سركون ) تظهر على صفحات مجلة (( العاملون في النفط )) وصحف بغدادية أخرى ، وفي وقت قريب تخطت كتاباته العاصمة (( بغداد )) وعبرت الحدود وطفقت تظهر في (( بيروت )) في مجلتي : (( الأداب )) و ((شعر )) وخاصة المجلة الأخيرة فتحت صفحاتها لأستقبال هذه الموهبة الثرة وجعل أسمه يترسخ في خريطة الأدب يقيم عوالمه الشعرية ويغتصب الأيام الهاربة بكلماته المجنحة .
يقول الشاعر في قصيدته الموسومة (( آلام بودلير وصلت )) المنشورة في مجلة (( شعر )) العدد / 41 السنة الحادية عشرة شتاء / 1969
ماذا أفعل بحياتي ؟
هنالك باخره ضائعة ترعى بين أحشائي
وأصادف ذات يوم ملابس بودلير الداخلية في طريقي
كيف وصلت ‘إلى بيروت ؟
الام بودلير وصلت عن طريق البحر
وكذلك "سركون" ركب غيمة غضبه وعبر الحدود العراقية الى بلاد الشام ومنها هبط بيروت وهناك أُحتفيَ به من قبل مجلة ((شعر )) وفي مقدمتهم الشاعر (( يوسف الخال )) الذي عاد ((سركون)) وأهدى إليه مجموعته الخامسة (( إذا كنت نائماً في مركب نوح)) إلى يوسف الخال (( الأب )) في ذكراه الدائمة ولم يطل به المقام بلبنان إذ تركه إلى الولايات المتحدة عام 1969 واستقر في سان فرانسيسكو )) .
قصائد (( سركون )) حملت نكهة جديدة وكأنها قادمة من جزر الكلمات البعيدة وقد أغتسلت بضوء النجوم وهي مبتلة بأسئلتها الدافقة التي تكشف عن ذلك المبحر في نهر الحياة الغامر إنه يجذف ويجذف للوصول إلى مدينة (( أين )) وقد ألتقت في قصائده ثقافتان, الثقافة العربية وقد طعّمها بقراءاته العميقة في الأدب الأنكليزي ثم أضاف إليها خلفيته المسيحية التي أصطبغت بثقافة كركوك الأثنية التي تعيش فيها عدة قوميات متآخية من هذا المَصْهر خرجت قصائده لتحرث في أرض جديدة وتنبت فواكهها الغريبة والمدهشة وهو شاعر المجازات المانعة التي تسيل بين يديه ، يقول في احدى قصائده (( تاريخ حياة مفتوحة))
ماضٍ وسكين تريد الأرتجاف
في شرق أعصابي ، في مرتفعات ضجري
ماضٍ من النثرِ ، من السير
هناك في وعاء المطر
إنه ينحت اشراقاته الشعرية بأصابعه النحيلة ، ولكن المقتدرة ويجعلها تضيء دواخلنا لأنها تكشف أعماقنا ، حنيننا ، توقنا إلى معرفة المجهول والأبحار في تيهِ الأنسان الذي يضرب قوارع الطرقات تحت أمطار الشتاء نحو أية زاوية حسنة الأضاءة .
أية أنواءٍ هناك
تسحب الأجناسَ نحوَ
هوّةِ النوم ، إضاءة ، ظلام
ليل على النهود والأطفالِ والزنوج
مناهج الريح المقوسة
ترمم الألسنة المهجورة
الشهور
منافذ ، باب ، هناك ، لم يعد
انه حلم الأنسان الشاعر ، الجوّال في أن ينفتح البابُ ليبصرَ ما لا يبصر ويعانق ما لم يعانق ، وهكاذ حَلق (( سركون )) من كركوك إلى بغداد ومنها إلى بيروت ثم عانق العالم الجديد وأقامَ فترة في (( سان فرانسيسكو )) ثم عادَ إلى أوربا وبالتحديد إلى (( برلين )) ليكون قرب أصدقائهِ من جماعة كركوك ، فاضل العزاوي ومؤيد الراوي ، إلا أن المرض لم يرحم جسده فتوقف قلبه صباح أحد الأيام في مشفى من مشافي العاصمة الألمانية .
يقول عنه الشاعر اللبناني (( عباس بيضون )) : (( هو أقرب الشعراء إليّ والحق أنني ما إن قرأت قصائده في (( مواقف )) حتى ذهلت كانت هذه واحدة من اللحظات التي نشعر فيها بشرارة الشعر تخترقنا )) هذهِ الشهادة التي جاءت بكل صدقٍ في حق (( سركون )) تضاف إلى عشرات الكلمات التي كتبت في تأبينه في مديح هذا الأنسان الذي ترفع عن التوافهِ وسكن شعره حيث جعله وطنه البديل وبحث عن الأنهار التي تقوده إلى الضفاف البعيدة ليأتي لنا بقصائده المحملة ببروقها وأمطارها وهي عزاؤنا برحيله الذي صَدمنا وصدم القلوب التي أحبته ، وهنا أضمامة من قصائده القديمة ، أرسلها من بغداد إلى بيروت وقد ظهرت على صفحات مجلة (( شعر )) البيروتية العدد 36 خريف 1967.
1- (( الغيوم في الجسد ))
يرى سياج الصبر ، الخوفُ
نبيذ في زجاجة الجسد
يرى وتنحني الغيوم في الجسد
العشب يخفي أثر الكحول
وبصمات الليل والذي يرى
يتابع القوس الوحيد
مملكة الزبدْ
يتابع الجرح الذي يعزف في الجسد
والمرض المحاط بالطيور
بالملح والنشيد.
2-(( مدخل ))
تمهيدُ هذا المدخل المليء
بالأوراق
بالسنوات المجهضة
ثم العبور نحو هذا البيت
نحو يدين نامتا في نافذة
نحو فم مبتهل
يجرفه نحو حقول الدمع جفن امرأه
ثم العبور للجموع والخروج
للطرقِ المخفاةِ في صيحة ذئب
في ثلوج النوم في موتِ الزنوج
الطرقات المخفاةِ في السرير
في خريطة الخوف . وهل أجدها
قبل احتضار العازر الأخير
3-(( فنار ))
لا لست أعني جسداً
أربطة بشهوتي
أخفضه ، أرفعه
أجره بين فنارات الحقول
أعني يديكِ أنتِ
أو
أعني وقوفكِ خلال موجتي
تمشطين غضبي وترفعين لي فم الطبيعة
4- (( ذاكرة في حدود الماء ))
البحر ينفي نفسه وينتهي بمهلْ
ويبدلُ الموتَ بلون
مغرم الأيدي بتجويف الصباح
عاشقاً ومقفراً . وربما
جاءت إلى مياهه الخضر فتاة
واستسلمت ) .
البحر ينتهي بمهل
والليل لا يتقذ من شيء
ولكن له الثبات
دون أنحناءٍ ، حركاته
أحتفال بالسرير
والموت سهل
باب ، وعين تلتقي هادئةً
لبحرها
والبحر يبدأ
وينتهي بمهلْ .