في حضرة القائد الشبكي الدكتور حنين القدو ....... بقلم محمد إبراهيم الشبكي
((السياسـة بـنـــكهــة شـبكـية ))
الحلقة الثانية
متى رجعت الى العراق وماذا عانيت منذ بدايــة رجوعك اليها؟
وبعد عودتي إلى العراق نهاية عام 1988 بسبب الضغوطات التي مورست ضد إخوتي من قبل المقرات الحزبية في المجموعة الثقافية ووكلاء المخابرات العراقية في الحي الزراعي وحجز والدي لمدة ثلاثة أيام في احدى المقرات الحزبية (فرقة أندلس) قررت الرجوع إلى العراق بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك , وحال وصولي إلى ارض الوطن تم استجوابي لمدة ثلاث ساعات في المطار وعند وصولي إلى مدينة الموصل تم استدعائي من قبل مديرية امن الموصل لعدة مرات ومن قبل النقيب الأمني ابن محمد سلطان, بناءا على التقارير التي كانت تصلهم من خلال المخابرات العراقية المنتشرة حينها في بريطانيا كوني كنت ناشطا هناك لكن لم أودع السجن مرة واحدة بالرغم من كوني كنت مستهدفا من قبل الأجهزة الأمنية.
بداية عودتك كانت أمامك القضية الأكبر لتهجير العوائل الشبكية من منازلها عنوة
على أي أساس تم تهجير كل هذه العوائل ؟
تم ترحيل الشبك عام 1988 بناءا على إحصاء سنة 1987 حيث قام بعض الشبك ومن اجل التنصل من الدخول في الحرب العراقية الإيرانية مع القوات النظامية بتسجيل قومياتهم إلى الكردية ليتم استثناءهم من الخدمة العسكرية لان النظام العراقي استثنى الأكراد من المشاركة في جبهات الحرب من خلال القوات النظامية العراقية في 1986 بعد دخول القوات الإيرانية إلى مثلث الفاو حيث سمح للأكراد بالانضمام إلى الأفواج الخفيفة للدفاع عن المنطقة الشمالية من العراق ومن كان يسجل اسمه ضمن أفواج الفرسان كان غير مشمولا بالتجنيد الإلزامي وهذا ما دفع الكثير من الشبك إلى التسجيل كيفما كان من اجل التخلص من التجنيد الإلزامي والذهاب إلى جبهات القتال .وبغض النظر عن خلفية الحدث وكيفية تسجيلهم إلا أن قسما من العرب والتركمان أيضا قاما بتسجيل أسمائهم فيه. واستغرب من قيام بعض الجهات بتسمية هذه العملية لصالحها.
وعلى هذا الأساس تم تهجير 3000 ألاف عائلة شبكية إلى مناطق ( جمجمال ,وحرير ,وباطاس ). إلى أن تدخل طه ياسين رمضان الجزراوي سنـة (1991) في حـل القضية وتم على أثرها إعادة الشبك إلى مناطقهم الأصلية وقراهم لكن دون تعويض يذكر لهم والى الآن, وتـم الاستيلاء على الأراضي والبيوت التي امتلكـوهـا في المناطق المهجرة إليها لكنهم لم يحصلوا منها دينارا أو شبرا واحدا .... وأيضا إلى الآن . وحينها اتصلت بإذاعة (بي بي سي ) العربية ونددت بالعملية . وتم إذاعة الخبر ليلة التهجير .
بعد سقوط النظام حاولنا إيجاد صياغة سياسية لقضيتنا ؟؟ هل كانت الخلفية السياسية التي تمتد أكثر من 15 عاما كانت كفيلة بذلك؟؟
كان جل اهتماماتي ينصب بصورة عامة على الواقـع السياسي في العراق وخاصة على وضع (الشبك) هذه العرقية المهملة والتي كانت تعاني من عقدة الانعزال والاحتماء والذوبان والتهميش والاضطهاد وللتخلص من مضايقات سلطات النظام التي أدت إلى قيام البعض من الشبك باللجـوء إلى القبائل العربية والبحث عن بعض الجذور العربية للاحتماء بها بعد ما عانوه من تغيير الهوية واعتبارهم دوما مواطنين غير (مستقري الولاء) كما ورد هذا في التقارير الأمنية للنظام السابق بشان الشبك ومن الجدير بالذكر أن النظام الصدامي اصدر في يوم 19 شباط 2003 كتاب رسمي يطالب فيه سلطات محافظة نينوى الاستحواذ على أملاك الشبك ولكن إرادة الله كان فوق إرادة النظام وكل هذا كان منصبا على عاتقنا للخروج من هذه الأزمات الاجتماعية ومن الضياع والاحتماء بالآخرين ثم بدأنا بحملة لإعادة الثقة بالهوية الشبكية المتميزة وبناء مقوماتها والثقة بالنفس , وأدركت حينها أن هذا العمل لايتم إلا من خلال العمل المؤسساتي والجماعي ولابد لي أيضا أن اذكر في هذا السياق باني حال رجوعي من بريطانيا وبعد أداء الخدمة العسكرية لمدة خمسة أشهر التحقت بجامعة البصرة ومن هناك بدأت أمارس النشاط السياسي وبقيت في جامعة البصرة إلى نهاية حزيران عام 1994 وبعدها انتقلت إلى جامعة الموصل وخلال هذه المدة كنت بعيدا عن الشبك وحال استقراري في المدينة بدأت أركز جل اهتمامي على معاناة أبناء الشبك وكنت أحاول مد يد المساعدة بقدر الإمكان للعوائل الشبكية, وقد استفدت من موقعي كأستاذ في كلية القانون والإدارة والاقتصاد بان أساهم في حل المشاكل لبعض العوائل الشبكية فمن خلال موقعي وعلاقاتي الشخصية استطعت أن اعمل على إطلاق سراح بعض من أبناء الشبك من سجون النظام وبدأت بالاهتمام أيضا بشحة المياه غير المتوفرة وقلة الخدمات المقدمة لقرى الشبك وبالإضافة إلى ذالك كانت هناك مراقبة صارمة مفروضة على أبناء الشبك خاصة إثناء أداء مراسيم العزاء المقامة في قرى الشبك بمناسبة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
كيف وصلتم الى مجلس محافظة نينوى ؟
بعد أن انزاح شبح نظام الحزب الواحد والوحيد أي بعد سقوط قطب الدكتاتورية بدأنا نفكر بجدية بان الفرصة آتية للبدء بإبراز قضيتنا بالشكل الذي كنا نعتقد انه الأفضل ... بدأت الاتصال ببعض الشخصيات الموصلية ودخلت ضمن اللجنة التي قامت بالتهيئة لتشكيل أول مجلس محافظة في العراق, أتذكر أن أول تحدي بدأ منذ الأيام الأولى حيث كانت هناك معارضة شديدة من قبل شخصيات كردية وعن طريق الأشخاص المكلفين بوقتها بقضية تكريد الشبك ( د. شوكت بامرني من الحزب الديموقراطى ,واللواء خليل من الاتحاد الوطني الكردستاني).حيث صرخت بوجههم في الاجتماع التمهيدي الذي تم عقده في مجلس محافظة نينوى بان الشبك ليسوا كردا ولاعربا فاستشاط اللواء خليل غضبا, واعترضا الاثنان بقوة على تخصيص مقعد للشبك ولكن بعد الاتصال بالجنرال( بترايوس- قائد الفرقة المجوقلة 101 المحمول جوا للقوات المتعددة الجنسية ) واللقاء به أطلعته على بعض المصادر والمقالات العربية والانكليزية حيث أبدى مساعدته في هذا الأمر وموافقته على تخصيص مقعد للشبك.
هنا أتذكر ولو سأسبق الحدث تلك الحركة من مشعان الجبوري عندما كان على المنصة وهنأ البصو بتوليه محافظ الموصل وقال بصوت مرتفع على المنصة بأنه بشر البصو بهذا المنصب من أول يوم دخول القوات إلى الموصل .
داخل النادي الاجتماعي .. كان على المنتخبين اختيار أعضاء مهمين وكان الأشخاص الذين بصحبتي هم كل من ( د. ماجد فتحى والعقيد عطا الله جعفر وفارس ناصر ) لكننا فوجئنا بشخص آخر اسمه احمد شوكت الذي كان لاجئا في كردستان وأدركت انه كان مدفوعا من قبل الأحزاب الكردية لمنافستي بعد أن تم تخصيص مقعد للشبك في مجلس محافظة بالرغم من المحاولات الكردية من إلغائه ولكنهم فشلوا بعد أن حصلت على الدعم من السيد وليام وردة ممثل الحركة الأشورية الذي كان يمثل المسيحيين في المفاوضات والمناقشات وقد توصلت إلى قناعة الانسحاب من الانتخابات وقتها لولا أن المرحوم ( فارس ناصر ) ألح علي بالبقاء وعدم الانسحاب من المنافسة... بعدما جلسنا في الغرف المخصصة لنا داخل النادي الاجتماعي هنا كان القاضي يقوم بجولة داخل الغرف المخصصة للمكونات التي كانت آتية للانتخابات وبعد أن وصل إلينا طلب منا أن نغادر الغرفة المخصصة باعتبار أن الناخبين ستة ونحن اثنان فيجب اختيار احدنا وإلا لا يحق لنا في حال التساوي الترشيح مرة أخرى ..بعد أن أتينا إلى الغرفة كان الناخبون قد اختاروني ولا اعرف ما السبب الكلام لك الان لتوضح لي لماذا تم اختياري ..؟
محمد الشبكي : بعد أن دخل غرفتنا أتذكر مجيء إبراهيم عرفات وإحدى الشخصيات الايزيدية اعتقد تحسين بك طالب القاضي أن لا نفرط بالأصوات وانه يجب اختيار احد الأشخاص حسب ما نراه نحن الأصلح لهذا المكان هنا القاضي سد باب الغرفة ليتحدث عن آلية الانتخاب وان الأصوات المتساوية مصيرها الخروج بدون مرشح... تساءل بعضنا بعضا عن من هو الأصلح هنا لانتخابه ,الموقف من الجانبين لايمكن تغييره تكلم المرحوم فارس ناصر عن أن حنين القدو هو الأصلح وانه يحمل العديد من المزايا تؤهله . هنا كانت لي مداخلة انتظرني على أثرها أردت من خلالها أن اقطع نزاع القوم , لحظتها قلت مع العلم أنني قد أتيت مع احمد شوكت وهو ابن قريتي إلا أنني لا اعرفه شخصيا ولم يكن موجودا بيننا لذا لا انتخب شخصا كان لاجئا ويحاول الآن أن ينقذنا الأولى به أن ينقذ نفسه.
تغيرت المعادلة فورا وتم الانتخاب هنا بالكامل لصالح القدو ...
هنا اخذ القاضي الأوراق ليعلن أن الفائز هو ( حنين القدو ) بعدها دخل المرشحان القاعة ونزلنا إلى القاعة الكبرى تحت والى تناول الغذاء ليتم بعدها اختيار المحافظ ونائب المحافظ وبقية الهيكل الإداري الخاص بمجلس المحافظة بعد ذلك قبل خروجنا كانت هناك مؤتمرات صحفية كان إبراهيم عرفات يتكلم عن الانتخابات ونزاهتها والدور المنشود لهؤلاء في العراق الجديد لإذاعة (CNN) وجين غراف مديرة مكتب بغداد حينها كانت حاضرة هناك لتتوجه بالسؤال إلي قائلة باعتبارك اصغر الناخبين هنا من بين الحضور كيف ترى المشهد السياسي اليوم قلت انه العراق الجديد ولا اعرف عن الجديد أي شي بعد .. وهنا ابتسمت وأعطتني البطاقة التعريفية لها. خارج القاعة في محيط النادي الاجتماعي حيث ينتظرنا الأخ عبد الوحيد وكذلك هاني ابن الدكتور ليعرفوا ما الخبر ..؟ انتهى كلامي
د حنين: شكرا لك نعم تم تشكيل مجلس محافظة نينوى في يوم 5/5/2003 أول مجلس محافظة في العراق بعد أن تم ترشيحي كان لي لقاءات صحفية مع عدة قنوات إعلامية كانت حاضرة هناك لنقل لهم اسم الشبك الاسم الذي كان غائبا ومحظورا عن الإعلام والصحافة في العراق بل في منطقة الشرق الأوسط وأتذكر بان التركمان لم يكن لديهم أي حضور منذ الأيام الأولى إلا بعد أن اتصلت بإبراهيم عرفات من خلال السيد عباس مسلم بناء على طلب من الجنرال الأمريكي الذي كان يشرف على العملية بكاملها. وحينها اتصل بى العديد من الشخصيات الموصلية أما مباشرة أو من خلال أشخاص ومنهم اللواء طارق متعب واللواء غانم البصو وآخرين لإعطاء صوتى لهم وفى حينها قررت أن أعطى صوتي لصالح السيد غانم البصو الذي أصبح محافظاً لمحافظة نينوى .
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الإثنين 15 سبتمبر - 13:15