عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: محمد أمين العمري من شخصيات الموصل الأربعاء 23 يوليو - 21:07
محمد أمين العمري من شخصيات الموصل العظام رحمه الله
عبد الجبار محمد جرجيس
العائلة العمرية من العوائل العريقة في الموصل، فهي تصل إلى جدهم الأكبر(الحاج قاسم بن علي بن محمد بن الحسين) سبق وان استقدمت الدولة العثمانية كبيرهم من الأرض الحجازية لما عهدته من حسن سلوك ورجاحة عقل وسلامة دين، محمد أمين العمري هو من أنجال هذه العائلة التي سكنت باب الجديد في الموصل، ولديهم جامع كبير وأوقاف كثيرة لهذا الجامع ومشاريعهم الدينية. في سنة1978 طلبتُ من ابنه البار خيري ان يزودني بما عنده عن هذا الرجل العظيم.
فهو بالأصل من مواليد الموصل سنة(1889م) وهو ابن احمد أفندي ابن السيد طاهر العمري. كان والده معروفا عند الموصليين من هواة ركوب الخيل، وهو احد فرسانها في هذا المجال.. أكمل دراسته الأولية والثانوية في الموصل. وسافر إلى بغداد، حيث دخل(الإعدادية العسكرية) وتخرج منها سنة(1905)، ثم سافر بعدها إلى اسطنبول لغرض الدراسة التخصصية في المدفعية في تركيا. وهناك التحق في المعاهد العسكرية لنيل شهادة الأركان، ثم تخرج منها بتفوق.
ساهم بعد تخرجه في حرب البلقان، ثم في المعارك الحربية التي دارت بين الجيشين (البريطاني والعثماني) في الحرب العالمية الأولى سنة(1914م) وفي العراق لأن العراق كان ضمن الحكم العثماني آنذاك. في هذه الفترة استطاع أن يؤلف كتاب (تاريخ حرب العراق) في ثلاثة أجزاء، وتزخر المكتبات العربية والإسلامية به. ونظرا لأهمية هذا الكتاب في السوق العسكري وتاريخ الحروب، ثم الموافقة على تدريس هذا الكتاب في الكليات العسكرية.
استقال الجيش العثماني، وعلى ذلك شارك في العمليات العسكرية في دير الزور وساهم في حرب تلعفر.
عندما استكمل الحكم الوطني في العراق، وأصبح الملك فيصل الأول بن علي بن الحسين رحمه الله ملكا على العراق. كان العمري من الضباط العراقيين وتدرج الى رتبة فريق ركن في الجيش العراقي. وكان رئيسا للفرقة الأولى.ووصل إلى رئاسة أركان الجيش. اقترن اسم هذا الموصلي البار بالانقلاب العسكري الذي أقيم في الموصل في آب/1937م. وعلى أثره سقطت حكومة(حكمت سليمان)، بعد مقتل الفريق بكر صدقي وبعد ذلك أصبح(جميل المدفعي) رئيسا للوزراء في ذلك الوقت، الذي سبق إعلان العصيان،وعدم الرضوخ الى أوامر بغداد. عندما طلبت منه إرسال المتهمين في اغتيال المرحوم بكر صدقي الى بغداد مخفورين ومكبلين. رفض العمري هذا الطلب وهذا الإجراء، وحدثت الأزمة بين العمري وهو يمثل الموصل وبين بغداد. يقول المؤرخون إن العمري أسهم في الحركة الوطنية في الموصل، وساهم مع رجالها في الذود عن تربة الوطن. وكان له نشاط سياسي وطني كبير خلال فترة وقوع العراق تحت الاحتلال البريطاني، وكان له اطلاع واسع في البحوث العسكرية ومما ألفه العمري:
1.تاريخ حرب العراق خلال الحرب العظمى1914-1918م وهو من ابرز كتبه.
2.كما قام بتدريس مادة حرب العراق في الكلية العسكرية/الأركان من الفترة(1930-1932) وكان لهذا الكتاب والمعلومات قيمة علمية عسكرية كبيرة نظرا لاحتوائه على مصادر وثائقية مهمة.
3.تاريخ مقدرات العراق السياسية. والذي قام بنشره باسم أخيه(محمد طاهر العمري) ويقع هذا الكتاب بثلاثة أجزاء مهمة، ويعتبر من الوثائق الموثوق بها تاريخيا. هذا الكتاب مهم أيضا للأدوار السياسية التي لعبت بها القوى الوطنية في الموصل.
ويعتبر العمري من رواد المدينة في كتابة الأحداث التاريخية الذي مر بها العراق خلال الحكم العثماني والبريطاني ثم الحكم الوطني. ويبين كثيرا من الأحداث التي عاشها هذا القائد بحس وطني مرهف، صحيح ليس به تصنع أو كتابة أحداث بدون معايشه.
كان العمري نزيها ونظيفا لأنه من عائلة ليست فقيرة، فزهد في الدنيا وعمل لوطنه وشعبه وأمته.
4.كان له كتاب مهم(سر انتصار عبد الكريم الريفي(الجزائري) باسم مستعار(أ.ف) أي أبو فتحي. وهو اسم ابنه الكبير(فتحي) درس فيها الثورة الجزائرية في ذلك الوقت.
وكان للعمري حضور واسع في الرأي والأحداث التي عاشها العراق. كما ساهم العمري في جمعية العهد التي تأسست في الموصل سنة1919م، وكان له حضور واسع مع زملائه آنذاك محمد رؤوف الغلامي، وضياء يونس، وإبراهيم عطار باشي وسعيد ثابت، وياسين العربي، وعبد الله باشعالم.
بقي العمري في أواخر أيامه مريضا أتعبته الحياة، وتوفي رحمه الله في 17حزيران من سنة 1946. ودفن بمراسيم مهمة في جامع العمرية في محلة باب الجديد، رحم الله العمري واسكنه فسيح جناته.