بسم الله الرحمن الرحيم
{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }
عند خروج الحسين عليه السلام لمقارعة المفسدين والمستكبرين على الأرض ولإصلاح أمة جده محمد صلى الله عليه واله وسلم كان من ضمن المجاهدين الذين وقفوا معه وقفة الرجال هو الإمام العباس عليه أفضل الصلاة والسلام لينال من أعداء الله بقوة إدراكه وعمل سيفه وشجاعته المحمدية وتمسكه بالقيم التي أمن بها. واليوم بعد سقوط النظام وإطلاق مفهوم الديمقراطية المزيفة على مرحلة ما بعد السقوط وتثبيت القوميات والأقليات العراقية في الدستور العراقي الجديد وقف أبو الفضل العباس الشبكي رحمه الله مع المظلومين الشبك في العراق لمقارعة الفساد وتذكير من يرفع الشعارات الديمقراطية بأن هناك أقلية مظلومة في العهد السابق ولازالت في العهد الديمقراطي الجديد.
لقد كان العباس بن علي عليه السلام يصول ويجول على ساحة عاشوراء الأليمة ليضحي بدمه وروحه الطاهرة من أجل تقديم قطرات من الماء حرمها الخوارج وقتذاك على أحفاد النبي صلى الله عليه واله وسلم . ووقف اليوم العباس الشبكي رحمه الله ليصول ويجول على ارض العراق وفي كل مكان في سهل نينوى وفي مدينة الموصل الحضارية وفي العاصمة بغداد الحبيبة وعلى أرض النجف الأشرف من أجل الدفاع عن حقوق الشبك المظلومين وإعلان خصوصيتهم وقوميتهم في العراق.
لقد نال خوارج الأمس من العباس بن علي عليه السلام المندفع لنصرة المظلومين كما نال خوارج اليوم من العباس الشبكي رحمه الله وهو يجاهد في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل. فما أشبه اليوم بالبارحة فالرجال الشجعان يقتلون بأيدي أشباه الرجال والمدافعون عن الحق يقتلون كما قتل الإمام العباس عليه السلام والمصيبة أن كلا الطرفين وأعني بهما القتلة على ساحة عاشوراء والقتلة في سهل نينوى يدعون الإسلام.
لقد قام الخوارج بقطع الأيادي الكريمة والطاهرة للإمام العباس عليه السلام وفعلها اليوم خوارج سهل نينوى بالعباس الشبكي رحمه الله عندما أمطروه بوابل من الرصاص لتسيل دماءه الطاهرة على مقاعد مركبته ويقتل عطشى كما قتل الحسين عليه السلام
ما أشبه اليوم بالبارحة لأننا على يقين بان هذا هو مصير الرجال الشجعان المدافعين عن المظلومين وهذا هو أسمى المعانى للشهادة من أجل رفع الظلم ومقارعة الظلام، وها هي جنات عدن تستقبل الشهداء الأبطال ومنهم البطل الشبكي أبو الفضل الملا عباس الشبكي ليخلدوا فيها مثلما يخلد القتلة في الدرك الأسفل من النار.
ما أشبه اليوم بالبارحة ولتكن من الذكريات التي تقرع أمام أبصار المجرمين {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } وليتذكروا جيدا ما هو مصير قتلة الحسين عليه السلام وقتلة أحفاد الرسول صلى عليه واله وسلم وعلى أي مزبلة هم راقدون وعلى أي مزبلة عراقية حديثة هم اليوم سيقذفون.
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
ندعو من الله العلي القدير أن يتغمد رفيقنا وحبيبنا الملا عباس الشبكي برحمته الواسعة وهو ارحم الراحمين وان يسكنه جنات النعيم خالدا فيها إلى ابد الآبدين وان ينتقم من القتلة المأجورين ويجعل بأسهم بينهم لأنه الحاكم العادل وهو احكم الحاكمين كما نسأل الله أن يلهم عائلته ومعيته الصبر والسلوان وأن يهدي العراقيين إلى طريق الحق والصواب وان يبعدهم عن جهل الجاهلين خوارج العراق الديمقراطي . وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أبو القاسم محمد الأمين وعلى اله الطيبين الأطهار وصحبه المنتجبين الأخيار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل