مواقع إلكترونية - « خالد أبو بكر - موقع إسلام أون لاين.نت » - 17 / 6 / 2008م - 10:47 م
الشيخ مخلف بن دهام الشمري
يتوجه نحو 50 مواطنا سعوديا شيعيا الجمعة المقبل لأداء صلاة الجمعة بأحد المساجد السنية في محافظة الخبر السعودية؛ وذلك ردا على قيام عدد من المواطنين السنة بصلاة الجمعة الماضية بأحد مساجد الشيعة في محافظة القطيف، في مساع شعبية متبادلة للتقريب بين أبناء الطائفتين.
وقال الكاتب والناشط الشيعي السعودي زهير الحجاج الذي سيترأس الوفد الشيعي لأداء صلاة الجمعة المقبلة بأحد المساجد السنية: "أتوجه مع وفد مكون من 50 مواطنا شيعيا الجمعة المقبلة لأداء صلاة الجمعة في مسجد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود بالخبر، وهو مسجد سني".
وأضاف الحجاج في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" بقوله: "هذه الزيارة تأتي في سياق زيارات متبادلة بين مواطنين سنة وشيعة لدعم أواصر التعاون والتقارب بين أبناء المذهبين الذين هم في الأساس أبناء دين واحد".
وشدد الكاتب الشيعي على أن "مساحات التقارب بين المذهبين أكبر بكثير من مساحات الاختلاف"، ولكنه استدرك مضيفا: "لكن التقارب العميق يحتاج إلى مبادرات من العلماء ومن قادة الرأي والفكر في الطائفتين.. ولعل تبادل الصلوات في المساجد السنية والشيعية يكون خطوة على هذا الطريق".
وأدى وفد سني قاده الشيخ مخلف بن دهام الشمري صلاة الجمعة 13 - 6 - 2008 بأحد مساجد الشيعة في محافظة القطيف.
وقوبل الوفد السني بترحاب كبير من قبل المصلين الشيعة وخطيب المسجد المعروف حسن الصفار الذي أكد على أهمية الحرص على وحدة الصف الإسلامي والوطني.. معتبرا أن الحرص على وحدة المسلمين يندرج في صميم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما دعا الشيخ الصفار إلى سنّ تشريعات وأنظمة رسمية تجرم إثارة الفتنة والتحريض على الكراهية بكل أشكالها بين فئات وطوائف الشعب السعودي.
تجاوز سوء الفهمومن جهته، شدد الشيخ مخلف بن دهام الشمري الذي ترأس الوفد السني في صلاة الجمعة بالمسجد الشيعي "على أهمية الحوار بين المواطنين السنة والشيعة في كل مكان"؛ لأن سوء الفهم الذي يحصل أحيانا بين أبناء المذهبين يكون ناتجًا عن غياب الحوار بينهما.
وأضاف: "دعونا نعترف بوجود صورة ذهنية سلبية عن كل مذهب عند أبناء المذهب الآخر.. وهذا يحتاج جهودًا عديدة من ضمنها الحوار لإزالة هذه الصور".
ولفت الشيخ الشمري إلى أن "الصلوات المتبادلة في المساجد السنية والشيعية بين مسلمين من المذهبين هي تحركات شعبية، أي ليست بين علماء رسميين من السنة والشيعة في السعودية".
واعتبر أن هذه التحركات الشعبية "أكثر إيجابية من اللقاءات التي تتم بين العلماء (السنة والشيعة) الرسميين"، والتي اعتبر أنها تكون (بروتوكولية) يتبادل فيها المشايخ القبلات.. لكنها لا تمنع احتقانًا، ولا تدعم تقاربًا".
وقال الشمري: "إن الصلوات المشتركة هي خطوة على طريق التقارب بين السنة والشيعة في السعودية؛ حيث تجرى دراسة إنشاء مجالس وصالونات خاصة تضم عددًا كبيرًا من المثقفين من أتباع المذهبين، وتكون مفتوحة للجمهور السني والشيعي".