بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين:
ولدت الصديقة العقيلة سلام الله عليها على الارجح في الخامسة من الهجرة وذلك حسب الترتيب الوارد في اولاد الزهراء عليهم السلام ابوها علي وامها فاطمة الزهراء سلام الله عليهم اجمعين ،
لقد تربت تلك العقيلة الطاهرة تربيتا الهية ونشات هذه الطاهرة الكريمة في حضن النبوة ودرجت في بيت الرسالة ورضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول عليها السلام وغذيت بغذاء الكرامة من كف ابن عم الرسول عليه السلام فنشات نشاة قدسية وربيت تربية روحانية مرتدية رداء العفاف والحشمة فا لخمسةاصحاب الكساء هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها وكفاك بهم مؤدبين ومعلمين وقد روى الطبراني وغيره وباسانيد مختلفة كما في الشرف المؤبد للنبهاني عنه صلى الله عليه واله (ان الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وان الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن ابي طالب عليه السلام ) فهذا الشرف الحاصل لعقيلة الطالبيين زينب عليها السلام شرف لا مزيد عليه فاذا ضممنا الى ذلك ان اباها علي المرتضى وامها فاطمة الزهراء وجدتها خديجة الكبرى وعمها جعفر الطيار في الجنة وعمتها ام هاني بنت ابي طالب واخواها سيدا شباب اهل الجنة واخوالها وخالاتها ابناء رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين فماذا يكون هذا الشرف والى اين ينتهي ؟
اضف الى ذلك علمها وفضلها وتقواها وورعها وزهدها وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى حقا انه شرف لا يضاهيه شرف وقد ورد في بعض الااخبار ان الحسين عليه السلام اذا زارته يقوم اجلاالا لها ويجلسها في مكانه وان الحسين ائتمنها على اسرار الامامة الذي ورد في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة لقد كانت زينب عليها السلام اكثر اهل البيت جراة وبلاغة وفصاحة وقد استطارت شهرتها التي ظهرت يوم كربلاء وبعده وما تمتلكه من حجة وقوة وجراة حتى ضرب بها المثل وشهد لها المؤرخون والكتاب انها عليها السلام المتربية في مدينة العلم النبوي قد طوت عمرا من الدهر مع الامامين السبطين يزقانها العلم زق ، من عياب علم ال محمد وهي عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة هذه هي كلمة ابن اخيها علي ابن الحسين عليه السلام .
فزينب سلام الله عليها ام المصائب ولقد اصبتها المصائب الكثيرة وهو ما راته اول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر واجبار اخيها على النزول ومنها القلة في اصحاب اخيها وكثرة جيوش الاعداء ومنها ما شاهدته من تفرق من كان مع اخيها وذهاب الاكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعدما بلغه خبر مقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رضي الله عنهما فتفرق عنه الناس يمينا وشمالا حتى لم يبقى الا الذين قتلوا معه ومنه ما شاهدته من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء وما اصابهم من العطش ومنعهم القوم الماء وصراخ الاطفال والنساء ومنها مشاهدة اخواتها وبني اخواتها وبني عمومتها وشيعة اخيها بارزون يقتل الواحد منهم بعد الواحد ومنها مقتل ولديها ومنها حين شاهدت اخاها الحسين وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين وقد احاط به الاعداء من كل جانب ومنهتا حمل راس اخيها على الرمح داني الوجه خضيب الشيبة ومصائب كثيرة وكثيرة جدا اكتفيت بهذا القدر من ملامح هذه السيدة العظيمة البطلة فمناقبها واسرارها كثيرة وتحتاج الى مجلدات لحصر كل الجوانب المتعلقة بهذه السيدة الكريمة .
فالسلام عليكي سيدتي ومولاتي زينب الكبرى وعلى اباءك الطيبين الطاهرين .
اهنئك يا بقية الله بهذه الولادة الطاهرة الميمونة وعجل الله فرجكم انه سميع مجيب .
والحمد لله رب العالمين .
اخوكم محمود الجولاغ الاعرجي الحسيني