دعوة لنهضة من أجل المبدئية
وجه سماحة حبيب الله المختار دعوة الى كافة مكونات المجتمع العراقي وفئاته وجهاته لبدء حملة من أجل إحياء المبدئية وجاء فيها :
أيها الأحبة إن المبدئية ميزة الإنسان الكبرى وإن الإنسانية تتميز بمبدئيتها ، فالإنسان عندما يبتعد عن المبدئية لا يستحق أن يكون من أهل الكرامة الحقيقية أي الكرامة الإنسانية ، والمبدئية أيها الأحبة هي التي تجعل الإيمان في الإنسان قوياً ، بل هي التي تُدخِل الإنسان على الإيمان لأن الإنسان المبدئي لا يستطيع إلا أن يكون مُنصفاً للحقيقة ، والحقيقة تقود الى الله ، والمبدئية هي ضمانة سلامة المجتمع ووحدته ، وهي أقوى من الأثر القانوني ومن العقوبات في حماية المجتمع من كل المساوئ والمخاطر والأذى والضرر المادي والمعنوي ..
والمبدئية هي ركن أساسي وكبير من أركان الدعوة الإلهية ، بل هي المقصد الأكبر بعد التوحيد والإيمان بالآخرة ، وهي المقصد الأكبر للإيمان بالآخرة والنتيجة الأولى لحب الله الحبيب .
والمبدئية هي التي تؤسس الأخلاق الفردية والأخلاق الجماعية في المجتمع ، وهي التي تنشر القيم السامية بين الناس ، وهي التي تؤسس السبل الصالحة للعلاقات الإجتماعية .
والمبدئية هي العامل الأساسي في تطور أي أمة ورقيها روحياً وفكرياً ومعنوياً وإيمانياً ، لأن المبدئية تُعطي القوة اللازمة للإنسان والبوصلة الصحيحة للإنسان من أجل التكامل .
والمبدئية هي أساس النضال في كل مراحل التأريخ ، فكل نضال شريف كان مُنطلقاً من مبدئية الإنسان ومن إلتزامه لأحد القضايا الشريفة التي تدعمها مبادئ الإنسان والسماء .
والمبدئية هي أساس الإصلاح فلا يمكن للإصلاح أن ينطلق في أي مكان إلا إذا كان أهل الإصلاح هم أهل مبدئية عالية وكان الإصلاح نفسه مُستنداً الى مبدئية صادقة .
والمبدئية هي المُشترك الأساسي بين كل شعوب العالم ، وهي المُشترك الأقوى لأن المبادئ الطاهرة والسامية لا تختلف عليها شعوب العالم بل تعرفها من فطرتها ومن إيمانها .
لذلك فنحن في ثورة الحب الإلهي ندعو كل فئات المجتمع العراقي الى نهضة كبيرة في المجتمع من أجل المبدئية ، نهضة يكون فيها الكل مُشاركاً مشاركة إيجابية مهما كان موقعه ومهما كان وصفه ومهما كان انتماؤه ومهما كان عمله ومهما كانت ثقافته ، فالمبدئية ممكنة للجميع ، فالأمي الذي لم يتعلم القراءة والكتابة يعرف المبادئ لأن المجتمع والفطرة والدين تُعلم المبادئ للإنسان ، فالكل قادر على الدخول في نهضة إصلاحية كبيرة من أجل المبدئية ..
ولا يمكن أن نتوقع الاستقرار والسلام والأمان والورع عن الظلم بالسلاح وعن الاستبداد على الناس ، والورع عن أموال الناس وعن الطمع والغش ، والورع عن التصارع والتنازع على المناصب والمكاسب إلا بانتشار كبير في المبدئية ..
ونحن نعرف أن الظروف القاسية والمشوهة التي مرّ بها مجتمعنا في سنين طويلة سابقة وحالية وأدت الى زعزعة في المبدئية توجب علينا ترميم ما تم تخريبه ، ولو لم يمر المجتمع بهذه الظروف لكان أيضاً مُحتاجاً الى نهضة مبدئية ، لذلك ندعو الكل للمساهمة بها ..
وثورة الحب الإلهي تريد أن تنشر هذه المبدئية في كل المجتمع ، وتريد كل فئات المجتمع أن تنهض الى المبادرة من أجل إحياء المبدئية ، وتريد أن تُنشئ صحوة معنوية مبدئية كبيرة في المجتمع لكنها تعتمد حب الله الحبيب كأساس للمبدئية لأن الله سبحانه هو خالق المبدئية وهو المحب للمبدئية وهو المُطالب بالمبدئية وهو الساند للمبدئية وهو الراعي للمبدئية ، وأن المبدئية إذا لم تكن لأجل الله فلن تكون صادقة ولن تصمد ولن تكون كاملة ولن تتصاعد ..
ومن أجل إحياء المبدئية في المجتمع ندعو الى :
أولاً .. كثرة ذكر الله سبحانه في أي مكان واحتضان الخطاب الإلهي الذي لا يُفرق بين الناس والنافع للجميع والمؤثر في الكل وجعله موجوداً في كل مُنشأة ومؤسسة ودائرة ومكان .
ثانياً .. تبني الفضائيات والإذاعات والصحف والمجلات جميعها خطاباً مبدئياً في عرض الأخبار السياسية وفي النقاش وفي المواضيع وفي الكتابة وفي البرامج وفي كل نشاط .
ثالثاً .. يعرض جميع السياسيين خطابهم السياسي مُمتزجاً مع المبادئ التي يتفق عليها ضمير البشرية كله وتتفق عليه الأديان وجاء من أجلها الأنبياء ، ويبتعدوا عن أي خطاب يثير الفتنة .
رابعاً .. يُساهم المثقفون والأدباء والمفكرون والشعراء والنشطاء في العمل الديني بكل فئاتهم بحملة شعبية من أجل نشر المبادئ كالتسامح والعفة والبعد عن الظلم والتعاون .
خامساً .. يتم تبني المبادرات المبدئية التي فيها تحفيز للمجتمع نحو الإيثار والمروءة ومنها حملة لمُساعدة المهجّرين من قبل كل الأفراد في المجتمع وكل المؤسسات في الدولة وغيرها .
سادساً .. يتم التوعية في كل مكان وكل مؤسسة وكل دار عبادة وكل بيت وكل مكان على أن العنف يؤدي الى الضرر بالمبدئية لأنه يؤدي الى الفتنة والى الظلم وأذى الناس .
سابعاً .. يتم الإعلان من قبل الدولة عن حملات طوعية يُشارك فيها كل أبناء المجتمع لتنظيف المناطق أو زرعها أو أي خدمة أخرى ، فالعمل الطوعي يُعزز المبدئية عند الإنسان .
ثامناً .. التركيز في الثقافة الدينية على البعد المبدئي والأخلاقي وعدم اختزال الثقافة الدينية والممارسة الدينية بالفقهيات ، فالمبادئ والأخلاق لها المكانة الأعلى والدور الأكبر .
تاسعاً .. يتجنب الرجال الإساءة الى النساء لأن ذلك يؤدي الى ضعف المبدئية عند الرجال نتيجة اعتمادهم على منطق القوة وإضعاف المبدئية عند النساء نتيجة قلة التشجيع والاحترام لهن .
عاشراً .. يتحمل المعلمين والمدرسين والأساتذة المسؤولية الكبرى في استنهاض المبدئية وتتكفل جميع إدارات المدارس والجامعات بوضع منهج للتثقيف والتوعية والنشاط المبدئي .
أيها الأحبة إن الجيل القادم أمانة في أعناقنا وعلينا أن نرعى المبدئية فيه ونعطيه المبدئية الكبيرة التي تحصنه من الوقوع في أي خلل أخلاقي أو فتنة ، وإن أفضل أسلوب لإعطاء الأجيال القادمة الدفعة المبدئية الكبيرة هو في تبني الأجيال الكبيرة لنهضة مبدئية كبيرة ، وإن المطلوب من كل أبناء المجتمع صغاراً وكباراً حكاماً ومحكومين مثقفين وبسطاء أغنياء وفقراء أن يبدءوا جميعاً بنهضة إصلاحية كبيرة وهي نهضة المبدئية لأجل الله وفي حب الله وهي سهلة ومُمكنة لكل إنسان وهي موفقة ومؤيدة من الله الحبيب وهي مُثمرة ونافعة ومُصلحة لمجتمعنا..
والحمد لله رب العالمين