الـعـلـويـون فـي سـوريـة

إن الطائفة العلوية التي تقطن جبال الساحل السوري ولواء الإسكندرون وفي دمشق وبعض مناطق الجولان وسهول نهر العاصي حتى بعض قرى شمال لبنان خصوصا قضائي عكار والهرمل ، هي من أحفاد الدولة الحمدانية العلوية الشيعية التي حكمت في حلب ومعرة النعمان وما جاورهما .

وما جعل العلويين يصلون إلى وضع العزلة في جبال الساحل السوري هي المجازر التي ارتكبها المجرم (سليم الأول العثماني) حين دخل بجيشه إلى سورية عام 1515 فاستباح حلب ومعرة النعمان وما تبعهما أسبوعا كاملا ذبح خلالها أكثر من 15 ألف من العلويين الشيعة الحمدانيين وأرغم الباقين على الانعزال في الجبال .

كما ساهمت ممارسات الحكومات السورية المتعاقبة بعد العثمانيين في ترسيخ عزلة الطائفة العلوية مثلما صار في عهد الاحتلال الفرنسي البغيض الذي أراد تجزئة سورية فأنشأ في الساحل السوري (دولة العلويين) وأكثر من استخدام العملاء والأجراء الذين شوهوا عقيدة العلويين بمؤلفاتهم ودعاويهم أمثال سليمان المرشد زعيم جماعة (الفيسية) التأليهية وأيضا سليمان الميدي زعيم جماعة (السنجرية) ، لكن ثورات مشايخ العلويين كصالح العلي في جبال الساحل وأحمد مريود في الجولان السوري أحبطت مساعي الفرنسيين لتفكيك سورية طائفيا وعرقيا .

ولم تتغير حال العزلة والاضطهاد بعد الاستقلال عام 1946 حتى عهد الوحدة مع مصر عام 1958 عندما أراد الطائفي الحموي اللئيم (أكرم الحوراني) إقناع الرئيس المصري (جمال عبد الناصر) بكون العلويين كفارا لا يؤمنون بالله وطالب بتهجيرهم من مناطقهم في الجبال وإبعادهم إلى إقليم الجزيرة ، لكن جمال عبد الناصر قال له: "لست فقيها ولا رجل دين" وأوكل مهمة تقصي حقيقة العلويين والشيعة إلى الشيخ الأزهري المعروف (محمود شلتوت) فكان نتيجة مهمته الفتوى التاريخية بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإثني عشرية ، وحينها قام عبد الناصر بحبس وسجن الشيخ الوهابي المصري (حسن عمر عمر) الذي ألف رسالة في تكفير العلويين والفرق الإسلامية وبقي سجينا حتى هلاكه .

بعد صدور فتوى الشيخ شلتوت تقرر السماح للعلويين بالانتساب إلى الكلية الحربية بسورية فتدافعوا بالآلاف وتخرج منهم العديد من الضباط البارزين كصلاح جديد وحافظ الأسد الذين استلموا حكم سورية فيما بعد ، غير أن عصابات الإخوان المسلمين السورية ناصبت العداء للطائفة العلوية فقتلت عددا من خيرة رجالها وأبرزهم الدكتور محمد الفاضل وزير العدل الأسبق ورئيس جامعة دمشق عام 1976 فكان استشهاده الشرارة الأولى في الحرب على الإرهاب الذي مارسته تلك العصابة المجرمة وبلغت ذروتها بصدور القانون 49 لسنة 1980 القاضي بإعدام كل منتسب إلى تلك العصابات قبل أن تأتي النهاية الفعلية لهم في سورية عام 1982 في مدينة حماه العدية بعدما طوردوا في كل شبر ومدر حتى تم إفناؤهم عن بكرة أبيهم وهرب من هرب منهم إلى خارج سورية حيث استضاف المجرم صدام حسين بعضهم في العراق .

إن العزلة الطويلة التي عانى منها العلويون هي التي رسخت عند البعض الفكرة القائلة بأن هؤلاء طائفة لا علاقة لهم بشيعة علي عليه السلام كما هو واضح في المباحث التاريخية التي تناولت حقيقتهم ، أما من يريد التعرف أكثر إلى العلويين وكونهم من شيعة علي عليه السلام فليتفضل إلى الروابط التالية:

مقابلة موقع المعصومين الـ 14 مع الشيخ العلوي كامل حاتم:
www.14masom.com/leqaa/29/29.htm

المسلمون العلويون شيعة أهل البيت عليهم السلام / بيان عقيدة المسلمين العلويين:
http://alawi12.tripod.com/wathiqa.htm

رأي سماحة الشهيد السيد محمد الحسيني الشيرازي في طائفة العلويين:
http://alawi12.tripod.com/shirazi.htm

الكاتب العلوي السوري (محمد غانم) في وثيقة بعنوان (العلويون ... رؤية ووثيقة)
http://bahzani.net/bahzan%20Ordner/b276.htm

كما يمكنكم زيارة بعض مواقع العلويين السوريين على الإنترنت مثل:

http://alawi12.tripod.com

www.alaweenonline.com

www.myali.net

www.alaween.net

هذا والله من وراء القصد

نسر العاصي