كان عابداً وفيّاً، وجواداً حفيّاً، وأمّه شاه زنان بنت يَزْدُجرد بن شهريار بن كسرى، ومولده بالمدينة سنة 38 من الهجرة.
• عن سفيان بن عُيينة، عن الزهريّ، قال: كنّا عند جابر فدخل عليه عليّ بن الحسين عليه السّلام، فقال: كنتُ عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل عليه الحسين بن عليّ عليه السّلام فضمّه إلى صدره وقبلّه وأقعده إلى جنبه، ثمّ قال: يُولَد لابني هذا ابنٌ يقال له « عليّ »، إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: لِيَقُم سيّدُ العابدين. فيقوم هو
قلت: هذا حديث ذكره محدّث الشام في مناقبه ـ كما أخرجناه ـ وسنده معروف عند أهل النقل.
• وعن ابن شهاب الزهريّ قال: شهدتُ عليَّ بن الحسين عليه السّلام يوم حَمَله عبدالملك بن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديداً، ووكّل به حُفّاظاً في عدّة وجمع، فاستأذنتُهم في التسليم عليه والتوديع له، فأذِنُوا لي، فدخلت عليه وهو في قبّة، والأقياد في رِجلَيه والغلّ في يديه
، فبكيتُ وقلت له: وددتُ أنّي مكانَك وأنت سالم، فقال: يا زهريّ، أتظن أنّ هذا ممّا ترى علَيّ وفي عنقّي يكربني؟ أما لو شئتُ ما كان، فإنّه ـ وإن بلغ بك وبأمثالكِ ـ لَيُذكّرني عذابَ الله. ثمّ أخرج يديه من الغلّ ورِجلَية من القيد، ثمّ قال: يا زهريّ، لا جزت معهم على ذا منزلتَينِ من المدينة.
قال: فما لبثنا إلاّ أربع ليال حتّى قدم الموكَّلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه، فكنت فيمَن سألهتم عنه، فقال لي بعضهم: إنّا لنراه متبوعاً أنه لنازلٌ ونحن حوله لا ننام نرصده، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلاّ حديدة. قال الزهريّ: فقدمت بعد ذلك على عبدالملك بن مروان فسألني عن عليّ بن الحسين فأخبرته، فقال لي: إنّه قد جاءني يومَ فَقَده الأعوان فدخل علَيّ فقال: ما أنا وأنت ؟! فقلت: أقِمْ عندي، فقال: لا أحب. ثم خرج، فواللهِ لقد امتلأ ثوبي منه خِيفة. قال الزهريّ: فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس عليّ بن الحسين حيث تظنّ؛ إنّه مشغول بنفسه، فقال: حبّذا شغلُ مِثْله! فنِعم ما شُغِل به.
قال: وكان الزهريّ إذا ذكر عليَّ بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين!
قلت: هكذا أخرجه صاحب حلية الأولياء، وتابعه محدّث الشام سواء.
• وعن عبدالرحمان بن حفص القرشيّ قال: كان عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام إذا توضأ اصفرّ، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟! فيقول: أتدرون بين يدَي مَن أُريد أن أقوم!