شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد480
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
ماجد480


عدد الرسائل : 167
العمر : 82
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع Empty
مُساهمةموضوع: كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع   كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع Icon_minitimeالسبت 2 فبراير - 19:17

كلمة
الأستاذ الدكتور
علي عقلة عرسان
الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب
المركز الثقافي العربي بالمزة
كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع 04

التقديم:
أول مرة أدخل على مكتب مسؤول كي أتشرف بلقائه وأدعوه للكلام في هذه الندوة الثقافية فلا يستوقفني أحد، سألت: (أين غرفة السيد رئيس الاتحاد؟)، قالوا: (هذه هي الغرفة، اطرق الباب وادخل)، قلت: (ألا يوجد مدير مكتب؟!)، قالوا: (لا، فقط اطرق الباب وادخل)، فحمدت الله عز وجل على هذا التيسير...
رجل أديب لبيب عرفته كل المحافل الثقافية والسياسية والدينية، واستمعتُ له واستمتعت بحديثه وهو يتحدث عن الإمام الحسين (ع) في مكتبة الأسد بدمشق حديثا تاريخيا عقائديا، وسنستمع اليوم لحديثه عن شريكة الحسين (ع) بطلة كربلاء ومنارة الشام، إنه الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الكرام... أيتها الكريمات...
أن نحيي ذكرى أعلامنا يعني أن ننعش ذاكرتنا، ونحن أحوج ما نكون إلى أن ننعش الذاكرة لينتعش معها الوجدان في ظروف فقدت فيها الذاكرة وخبا الوجدان.
كانت السيدة زينب هي التي استقبلت في دار الإمارة بالكوفة الإمام علي بن أبي طالب في ذلك الفجر الذي نالته فيه يد الغدر وبقيت إلى جانب والدها المدة القصيرة التي قضاها بعد أن جرح وقبل ذلك تراكمت على صدرها آلام منها فقد الوالدة وفقد الرسول (ص)، كانت في كربلاء وعاشت المحنة وعندما استأنفت مسيرتها الجديدة إلى كربلاء مع الحسين (ع) وركبه انطلاقاً من المدينة فمكة، حاول أصحاب الحسين أن ينهوه عن السفر وقصد العراق وعندما لم يجد ذلك نفعاً نصحه بعضهم بأن يترك النساء والأطفال ويقصد العراق فأبت زينب وقالت: (والله لا نتركه أبدا) ومضى الركب... فيه زينب وبقية النساء وفيه الشباب الذين شكل مجموعهم حدود 17 نفراً هم معظم بقية آل هاشم... قصدوا كربلاء، وفي الطريق كانت النذر تصل إليهم ومن ذلك كان مقتل مسلم بن عقيل وفكر الحسين رأفة بالناس أن يعود فقال ابن عقيل: (والله لا نعود حتى نأخذ ثأرنا) فقال لهم: (نكون معا... نعيش معا... نموت معا) ومضى الركب إلى مصيره وكانت سيدة الخيمة زينب تتحمل عبء الجميع. وفي اللحظة التي غفا فيها الحسين قليلا واقتربت الخيل نحو خيمته وخيام الذين معه شعرت السيدة زينب بأن عليها واجبا ما فتقدمت منه ولمسته بيدها مشيرة إلى أن القوم يقدمون عليه بخيل ورجل فكأنه كان في نوم طويل، وقال لها بعد أن صحا صحوته تلك: (رأيت جدي رسول الله (ص) وكأنه يقول لي إنك تروح إلينا) فبكت ولكنه هدأها قليلا ليلتفت إلى القادمين إليه ومما قاله لها -وله معنى ومغزى-: (لو ترك القطا ليلا لنام). بدأت تلك الواقعة بالقاسم بن الحسن وكان يذود عن قومه ويعود إلى عمه ويقول: (العطش)... وبقيت مسيرة العطش... حملتها السيدة زينب مع كل من استشهد، وكانت هي المعنية بالألم والواقعة التي وقعت على ذلك الركب الذي فقد 73 شخصا بمن فيهم الحسين بن علي... كانت هي الأم والأخت والقبيلة والعترة المتبقية وحامل الراية عندما دخلت الكوفة، كان من المفترض أن يهدها الألم وأن تأخذها جثث المقطعين إربا للخوف، ولكنها في قصر ابن زياد قالت ما لم يجرؤ على قوله الرجال وما لم تجرؤ على قوله امرأة ومنعت ابن زياد من أن يقتل زين العابدين إذ نصح بقتله حتى لا يبقى من أثر الحسين أحد من الرجال، وطلبت أن تقتل معه إذا ما أصر ابن زياد على أن يقتله، فارتدع عندما رأى صدقها وموقفها ذاك. ثم حملت من الكوفة مع ركبها ذاك وسار الركب.
أذكركم بجملتها لابن زياد بعد أن اعتنقت علي بن الحسين، قالت له: (أسألك بالله إن كنت مؤمنا لما قتلتني معه)، وناداه علي فقال: (يا بن زياد، إن كان بينك وبينهن قرابة -أي النسوة- فابعث معهن رجلا تقيا يصطحبهن بصحبة الإسلام)... وما كان ذلك الرجل إلا زين العابدين وبقي مع عمته وشدا ظهرهما بتاريخ النبوة وشهادة الشهداء وتضحية ابن أبي طالب والحسين وكم في كربلاء من ذكرى.

سار الركب ووصل أخيرا إلى دمشق وأدخل إلى حضرة يزيد بن معاوية ودارت أحاديث أقتطف منها شيئا من كلامها، همّ رجل في المجلس بالقول ليزيد: (هبني هذه الجارية -يعني فاطمة بنت الحسين-) فقالت له زينب: (والله لا يكون ذلك إلا أن تخرج من ديننا) فقال يزيد: (إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك) فقالت: (بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وجدك) فقال: (كذبت يا عدو الله) فقالت زينب: (أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك) وكأنه القول الذي نذكره ويجب أن نذكره ونستذكره جيداً: (خير الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر) وقد بدأت زينب خير الجهاد.
وفيما يروى في التاريخ أن يزيد خجل أو استحى أو استكان فكف عنها ولم يلبِّ طلب الرجل. وربما -كما يروي التاريخ- أخذه شيء من حنين الرحم فأدخلهن بيته إلى نسائه وعندما دخلن ضج القصر بالنحيب... الكل يبكي ابن بنت رسول الله... والكل يبكي شهداء كربلاء.
ماذا يعني أن تبدأ زينب ذلك الموقف ولا تتوقف بعد ذلك عن وقوفه وإعلامه ومن ثم تحريض الناس على تذكره وعلى اتخاذ موقف جريء، كان من الممكن أن تكون زينب امرأة عادية وتعود إلى زوجها عبدالله بن جعفر في المدينة بعد أن عاد الركب إليها وأن ترتاح ولكن حامل الراية... حامل الرسالة... حامل الوجدان لا يرتاح أبدا وكما كان جعفر الطيار ينقل الراية في مؤتة من يد انقطعت إلى أخرى تستعد للكفاح وللموت أيضا كانت زينب تستعد من معركة إلى معركة وكأنها تحمل إرث التبشير المحمدي، وواجب المؤمن عندما يتوجب عليه أن ينصر الحق ويصدع به. كانت السيدة زينب بهذا الخطاب شخصية متفردة.
ماذا نستفيد عندما نعيد هذه القصة بعد كل هذه السنوات؟ هل لنحيي ما اندثر من مرارات؟ أم لنستفيد من تلك الواقعات بدروس يحيين موات الأمة ونحن على مشارف ما يمكن أن يسمى الموت؟ نرى الدم يراق يوميا في فلسطين وكأنه لا يعنينا، أفلا نستذكر زينب وهي تحمل رسالة الدم من كربلاء قبل أكثر من ألف وثلاثمائة وخمسين سنة إلى يوم الناس هذا؟ حيث هي في الذاكرة بفضلها في الدرجة الأولى لأنها لو لم تتكلم ولم ترو لدفن الركب وانتهت القصة.
في الدم الذي يجري في فلسطين نحتاج إلى زينب تبشر وتصدع لقول الحق وتحاول على أن يكون هناك رجال وسيوف ومواقف. وكم نحن بحاجة اليوم لأن نستفيد من هذه الذكرى لكي نضع أمامنا حقيقة المواقف التي تتوجب علينا نحو أهلنا وأشقائنا وقضايانا ونحو الظالمين الذين نتعثر بهم أينما مضينا في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، ونحو صور الظلم والفساد التي نراها بأشكال مختلفة، وكل واحدة من تلك تحتاج إلى مواقف وتصحيح، ولن يكون التصحيح إلا بجرأة موقف وشجاعة قلب وكلام يضع يزيد في موقع المستسلم، بكلام زينب الذي جعله يتعلم.
أيها الكرام لقد رأيت أبطالاً حسينيين شقوا طريقا للأمة في جنوب لبنان فكانت المقاومة، ولو لم تكن رسالة الحسين قد وصلت إليهم سلفا لما كانت المقاومة، وفي تقديري أن أهم ما يمكن أن نستخلصه من إحياء هذه الذكرى بالذات، وإحياء مواقف السيدة زينب بالذات هو أن نؤسس لقوة تحرر أرضنا وإرادتنا وعقولنا وتكشف الغطاء عن وجداننا الذي كاد أن يموت لكي نعود بقوة الإيمان إلى قوة الحياة. قال أويس القرني وهو من أصحاب رسـول الله الذين قتلوا في صفين مع علي بن أبي طالب: (لا تنظر في صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت) أفما يرتكب كل منا خطيئة بل خطايا حين يسكت عن الظلم، ويسكت عن نصرة أشقائه وإخوانه الذين يدافعون عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟ أفما يرتكب كل منا خطيئة حين يسكت عن نصرة المظلوم وحين يسكت عن الفساد الذي يأكل الإنسان والناس جميعا وقد أمرنا في القرآن بقوله تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ولا تحيا النفس بالطعام فقط، بل تحيا بالعدل ونظافة مناخ العيش والحرية والإيمان وكل ما يجعل الإنسان قادرا على أن يجدد الحياة وأن يمنحها القوة، فهل نفعل ذلك؟ هل نقوم بهذا النوع من الواجب؟ إننا لا نفعل ذلك ونتيجة لهذا نحن مهددون بأشكال مختلفة، ونطأطئ رؤوسنا للظلم والظالمين بأشكال مختلفة، فمن هو السيد الأمريكي الذي يجعلنا في وطننا العربي وفي بعض مواقعه نترنح تحت ضرباته وهو ظالم بكل المقاييس لو لم نكن نحن مجردين من موقف ومن كلمة حق ومن شجاعة كشجاعة زينب؟!
تذكروا مواقف زينب، وتذكروا مواقف في تاريخكم، وتذكروا أن عليكم واجباً وتذكروا أن هذه المناسبة يجب أن تحيي نفوسا وأن تبعث فيهم شيئا حيا، وأن تجعلنا نتعلق بالحرية بإيماننا بقضايانا العادلة وبالجهاد الذي طلب إلينا أن نختاره لنختار أفضل ما في الدنيا، وقد قال رئيسنا الراحل: (الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) والشهيد مجاهد ولولا ذلك لما استحق الشهادة.
تحية في ذكرى سيدة الشجاعة زينب بنت علي، والشكر لمنظمي هذا اللقاء ولكم أنتم الذين تقبلون على الحق بإقبالكم على أهل البيت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر:
http://www.al-najma.org/najma/najma4/04.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamajidalmajid4@gmail.com
 
كلمة الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان في زينب ع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقابلة قناة آفاق مع الأستاذ عباس البياتي
» اسرار السيدة زينب عليها السلام
» مرئيات , لقاء مع د زينب
» مؤتمر جنيف.. و كلمة نجاد
» كلمة زعيم الائتلاف في واشنطن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: اهل البيت عليهم السلام :: ائمة الهدى وسفن النجاة عليهم السلام-
انتقل الى: