قبيل خمسة أعوام وتحديدا في عام 2003 ، ضبطت قوات الأمن اللبنانية محاولة لنشر الكتاب الوهمي (لله ثم للتاريخ) في إحدى المطابع اللبنانية ببيروت حيث تم اعتقال الوهابي السوري الجنسية (مهند كحلوس) المتورط في القضية ، وبعد تحقيق استمر بضع ساعات اعترف المجرم اللعين إنه هو من ألف كتاب (لله ثم للتاريخ) وانتحل فيه اسم (حسين الموسوي) وكان ذلك أثناء إقامته في العراق بتشجيع ودعم من النظام البائد في العراق .
النتيجة الرسمية والفعلية لهذا الاعتراف أن سيق مهند كحلوس إلى محكمة استئناف بيروت المختصة بالمطبوعات ، وبعد الاستماع إلى المرافعات وجهت إلى الكحلوس تهمة تحقير إحدى الطوائف اللبنانية فحكم عليه بالسجن مدة عامين مع غرامة مقدارها 50 مليون ليرة لبنانية .
لكن ما زلنا ننتظر أن تأخذ العدالة يوما من الأيام مجراها في شأن بعض الوهابيين السوريين الذين ترعرعوا في كنف الإجرام الإخواني لعصابات الإخوان المتأسلمين وذهبوا إلى العراق زمن النظام البائد للمقبور صدام بن أبيه ، ومن هؤلاء المجرم (تمام البرازي) ....
ولمن لا يعرف حقيقة هذا المجرم ، ذكر المؤلف (محمد غانم) في وثيقة أصدرها حول حقيقة الطائفة العلوية المسلمة وعنونها بـ (المسلمون العلويون ... رؤية ووثيقة) ما يلي:
"أصدرت مخابرات البعث العفلقي الصدامي الإرهابي في الثمانينات كتابا باسم [ العلوية النصيرية ] كتبه الطائفي السوري " تمام البرازي" عميل المخابرات العراقية البعثية سابقاً وعميل المخابرات الأمريكية حالياً .. ولكنه لم يضع اسمه على الكتاب بل وضع اسم وهمي له دلالة شيعية هو " عبد الحسين العسكري " شخصية لا وجود لها و تبرأت جميع مراجع الشيعة من الكتاب , راجع كتاب "المسلمون العلويون في مواجهة التجني" ." انتهى ....
للمراجعة سنرى أنه نفس أسلوب مهند كحلوس ونفس صياغاته: التشويه والسب والطعن في العقائد مع انتحال أسماء وشخصيات وهمية شيعية الهدف منها تشويه صورة شيعة آل البيت عليهم السلام والإساءة للطائفة العلوية الشيعية المسلمة وإحداث الفرقة والنزاع بين الطائفتين المسلمتين .
تمام البرازي حاليا هارب من العراق إلى أمريكا بعد سقوط النظام الصدامي البائد وهو في حماية المخابرات الأمريكية وتحت عنوان "عضو في المجلس الوطني السوري في المنفى" وهو مجلس معارض للدولة السورية ولا يضم إلا غلاة الوهابية والطائفيين الحاقدين ، وكثيرة هي مقالاته التي يلمح فيها تلميحا مباشرا إلى ضرورة استفراد السنة بالحكم والسلطة واستعباد باقي الطوائف الأخرى خصوصا المسلمة منها .
تمام البرازي ليس سوى فقاعة من سلسلة الفقاعات الطائفية السورية التي هربت من سورية لمجرد أن رئيس الجمهورية ليس من "الطائفة المنصورة" التي ينبغي أن يكون لها الحكم ، ومن الأفضل عدم تلويث ألسنتنا بتعداد وتفصيل هذه الفقاعات المجرمة .
لقد أخذت العدالة مجراها في قضية مهند كحلوس وغيرها من القضايا التي تعلقت بتحقير وتكفير المسلمين والتفريق بينهم على الهوية ، لكن متى تأخذ العدالة مجراها في قضية تمام البرازي وغيره من هؤلاء الذين يملؤون الإنترنت بسمومهم الحاقدة والطائفية المجرمة ؟ وكلنا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل .