آل طباطبا
آل طباطبا، أسرة شيعية إمامية وزيدية عاشت خلال 13 قرناً ( 2 ـ 14 هـ / 8 ـ 20 م ) في الحجاز والعراق واليمن والهند ومصر والشام وإيران، حيث يتوزّع قسم منهم اليوم في العالم الإسلاميّ أيضاً.
نشأتها
يعتبر الإمام الحسن بن علي عليه السّلام ( 3 ـ 50 هـ / 624 ـ 670 م ) جدَّ آل طباطبا الأكبر، ولهذا اشتهروا بـ « السادات الحسنيّة ». وكان مؤسس هذه السلالة إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليه السّلام.
وإبراهيم هو أول من اشتهر بـ « طباطبا »، وقد عزا البعض سبب اشتهاره بهذا اللقب إلى أنّه كان يلفظ « القاف » طاءً، للثغة في لسانه، ولذلك كان يلفظ « قَبا » « طَبا » وعرف إثر تكرار هذه الكلمة بـ « إبراهيم طباطبا »، وأولاده وأحفاده بـ « ابن طباطبا ».
وقال البعض الآخر: إن طباطبا تعني باللغة النبطية « سيد السادات »، وعندما أُطلق سراح إبراهيم من سجن أبي جعفر المنصور الدوانيقي ( ت 158 هـ / 775 م )، وسكن العراق مرغماً، دعاه الأنباط المحلّيون في ما بين النهرين بهذا الاسم، والرأي الأخير أصح. وكان إبراهيم من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام ومن رواة الحديث.
وقد اتهم العلويون دولة الخلافة بالانحراف عن مبادئ الإسلام وغصب حق الإمام عليّ عليه السّلام وأولاده منذ البداية، خاصة عندما استولى الأمويون على العالم الإسلاميّ واستشهد الإمام الحسين عليه السّلام ( 4 ـ 61 هـ / 625 ـ 680 م )، حيث كانوا يقومون أحياناً بثورات مسلّحة. وكان إبراهيم نفسه شخصيّةً علويّةً معارضة للخلافة العباسية، ولهذا السبب كانت الخلافة العباسية تضايقه وتلاحقه دائماً، حيث سُجن مدة طويلة وتُوفي في الكوفة ودفن فيها. وقد ثار أبوه إسماعيل الديباج أيضاً في عصر حكومة الهادي العباسي ( ت 170 هـ / 786 م ) في المدينة مع أفراد آخرين مثل الحسين بن علي بن الحسن بن علي عليهم السّلام ويحيى وإدريس وعلي وعمر الأفطس، وأخرجوا الحاكم العباسي من المدينة، وأخيراً قُتل مع ابنه الآخر حسن في وقعة « الفخّ ».
وواصل ابنه محمد وأغلب أولاده وأحفاده الثورة بعده على الحكّام العباسيّين، وهاجروا إلى أماكن أخرى بسبب الظروف السياسية الصعبة في العراق والحجاز، ونظموا القوى المعارضة للخلافة العباسية سرّاً وعلانية. وذهب محمد بن طباطبا أحد أحفاده إلى اليمن وتسنّم الحكم في صَعدة، كما حكم أفراد آخرون من هذا البيت هذه المدينة وأقاموا دولة اتسعت رقعتها، حيث استمرت ـ رغم حكمها المنقطع أحياناً ـ إلى أواسط القرن 14 هـ / ق 20 م.
ولا يُعلَم بدقة متى اعتنق هؤلاء المذهب الشيعي الزيدي، بيد أنهم كانوا ملتزمين بالآراء السياسية والفقهية الزيدية منذ أواخر القرن 3 هـ / ق 9 م، حيث بدأوا حكمهم في اليمن، وقد أجروا تغييرات في آراء هذا المذهب طوال القرون، وسافر قسم آخر من أحفاد إبراهيم طباطبا إلى إيران، وأقاموا في طبرستان والديلم ( مازندران وجيلان ) وسَعَوا مع الشيعة الزيدية الآخرين، بالعمل ضد العباسيين، إلى إيجاد حكومة شيعية. وعندما توطّد حكم الطباطبائي في « صعدة » انحازوا إليها ولا سيما من الناحية السياسية والعقائدية، ولم يتوانوا عن دعمها عسكرياً.
وكان فرع من هذه السلالة يلقّب بـ ( كيا ) ويسكن في جيلان ومازندران أيضاً، وكان لهم دور ديني وسياسي واجتماعي مهمّ، وقد قُتل أحدهم وهو « خرم كيا » في 674 هـ / 1276 م ودفن في لاهيجان ونقش اسمه على اللوح الحجري الذي نحت في سنة 1105 هـ / 1694م. ويبدو أنهم غير السادات الأمير كيائية الحسينيين الذين كانوا يحكمون قسماً كبيراً من جيلان والمنطقة الشرقية بمازندران منذ سنة 769 هـ إلى 1000 هـ / 1368 م إلى 1592 م.
كما ذهب حفيد آخر لابراهيم إلى أصفهان في أواخر القرن 3 هـ / ق 9 م، وأقام فيها، وأكثر السادات الطباطبائية في إيران من نسله، حيث رحلوا من أصفهان إلى زوارة وأردستان ثم ذهبوا إلى أماكن أخرى، وعُهد إلى أغلب الذين رحلوا إلى تبريز في القرن 9 هـ / 15 م منصب « شيخ الإسلام بأذربايجان » في عهد دولة الآق قويونلو، ثم انقسموا إلى بيوتات مختلفة بأسماء متنوعة مثل: الوهابي والوكيلي والعدل ودِيبا والقاضي.
وقد تزوّج زيد الأسود ـ وكان أحد السادة الطباطبائية ـ ابنة عضد الدولة « شاهان دُخْت » وذهب إلى شيراز وسكنها، والسادات الأنجوية في شيراز من نسله، وبرز من هذا البيت علماء وأمراء وقضاة كثيرون، وكان الطاطبائيون في إيران كما يبدو من الشيعة الإمامية.
وقد ذهب عدد من الطباطبائيّين في مصر، في القرن 3 و 4 هـ / 9 و 10 م وتابعوا هناك حركاتهم السياسة والفكريّة والعلمية، ولكنهم لم ينجحوا في تأسيس حكومة لهم. وسكن بعضهم في الشام أيضاً منذ القرن 3 هـ / 9 م، وتمكّن يحيى بن قاسم بن إبراهيم الطباطبا الشهير بالرسيّ من تولي إمارة الرملة بالشام، وكان قاسم بن محمد بن أحمد قاضي الشام منهم.
ويبدو أن جماعة من أفراد هذا البيت، وكذلك عدد من السادات الحسينية، اقاموا في الهند أيضاً منذ الأيام التي أُبعد فيها قاسم الرسيّ إليها، وكان للسادة الطباطبائية دور سياسي وديني واجتماعي مهم في شبه القارة الهندية خلال القرون الوسطى والأخيرة، ولا يُعلَم عنهم الكثير. وقد ألف السيد علي بن عزيز الله الطباطبائي الحسني في 1003 هـ / 1595م كتاباً بعنوان « تاريخ برهان مآثر » وطبع في دلهي سنة 1355 / 1936، فورد في هذا الكتاب أسماء بعض كبار الطباطبائيين في الهند. منهم « سيد شاه ميرطباطبا » أحد علماء وأمراء هذه السلالة، وكان يعيش في الهند في القرن 10 هـ / 16م.
ويقال إن شرفاء مراكش ـ أي الشرفاء الحسنيين ـ الذين حكموا من 951 هـ / 1544م إلى سنة 1069 هـ / 1659م، والشرفاء الفلاليين ـ الذين كانوا أمراء في مراكش من 1075 إلى 1311 هـ / 1664 إلى 1893 م ـ كانوا من الطباطبائيين ومن نسل قاسم بن إبراهيم.
ويبدو من المستحيل تدوين أنساب هذا البيت بشكل كامل رغم الشهرة الكبيرة التي حظي بها آل طباطبا في التاريخ. وفيما يلي سلالات آل طباطبا وشخصياتهم العلمية والسياسية استناداً إلى المراجع المتوفّرة:
دولة بني طباطبا في الكوفة
بدأت هذه الدولة في 199 هـ / 815 م ودامت سنتين، أسسها أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل ( 173 ـ 199 هـ / 789 ـ 815 م ) المعروف بابن طباطبا، وكان فقيهاً ومحدّثاً وخطيباً وأديباً وشاعراً ومنجّماً وثورياً. وُلد محمد في المدينة وقضى أكثر حياته القصيرة فيها، وكان له ـ كبقية السادات العلويّين ـ دور مهمّ في التطورات السياسية ـ الثورية في عصره.
وقد ثار محمد في السنوات التي تلت وفاة هارون الرشيد ( 148 ـ 193 هـ / 765 ـ 809 م )، حيث نشبت الحرب حول الخلافة بين ولدَيه الأمين ( ت 198 هـ / 814 م ) والمأمون ( 170 ـ 218 هـ / 786 ـ 833 م ) ودعا الناسَ إلى البيعة لـ « الرضا من آل محمد ». وقيل إن نصر بن شبيب ( شَبَث ) التقاه، وكان أحدَ معارضي الخلافة العباسية أيضاً. ويُعتقد بأن محمداً أرفع شأناً من بقية الشخصيات العلويّة المعارضة للعباسيين مثل عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن، وعلي بن عبيدالله بن الحسن بن الحسن عليه السّلام اللذَينِ كانا لا يريان جدوى من الحرب إلى حدٍّ ما، ولهذا حثّه على الثورة ضد الخلافة. وقد قدم محمّد إلى العراق لتوسيع دائرة الحركة الثورية واستنجد بأتباع ومؤيدي نصر، ولكنهم لم يستجيبوا له في الكوفة واعتذر نصر نفسه عن دعمه بسبب مخالفة قبيلته ومؤيديه، فقصد المدينة مضطراً، ولكنه التقى وسط الطريق في « عانات » بأبي السرايا ( السريّ بن منصور الشيباني ) الذي كان من قواد هرثمة بن أعيَن، وانفصل عنه. وبادر إلى تنظيم الثورة ضد العباسيّين، وكان كل منهما بحاجة إلى مناصرة الآخر، فتعاهدا على الثورة ضد المأمون الذي سيطر على العالم الإسلامي بعد انتصاره على أخيه الأمين. وقد جمع أبو السرايا ومحمد جيشاً يرتدي أفراده الملابس الخضراء، ودخلا الكوفة وفتحاها بعد هجوم صاعق سنة 199 هـ / 815 م، فاستقبلهم الناس وبايعوا محمداً. وقد دعا الفاتحون حاكم الكوفة الفضلَ بن العباس للبيعة، ولكنه أبى واضطُرّ للهرب إلى بغداد، فأرسل والي المأمون في العراق الحسنُ بن سهل ( ت 203 هـ / 818 م ) زهيرَ بن المسيّب مع عشرة آلاف مقاتل إلى الكوفة لإخماد الثورة فيها، ولكنه تراجع مندحراً. وفي الوقت الذي كانت ثورة الكوفة تتسع، دولة ابن طباطبا الجديدة وتتوطّد، تُوفّي محمد فجأة.
وقد ذكر أغلب المؤرخين أن أبا السرايا دَسّ له السم، وذكروا أن سبب ذلك يعود إلى أن محمّداً كان قد عاتب أبا السرايا لهجومه المفاجئ ودخوله الكوفة قبل أن يدعو أهلها إلى التسليم وفق المبادئ الإسلاميّة، وكان وَقْعُ ذلك على أبي السرايا كبيراً. كما ذُكر أيضاً أن محمداً طلب من أبي السرايا أن يُرجع جميع أموال الكوفيين المسلوبة منهم، وخالفه أبو السرايا في ذلك. كما قيل إنه خشي من شعبيّة ابن طباطبا ونفوذه وكان يراه عائقاً في طريق بسط نفوذه ووصوله إلى الحكم. ويبدو أن جميع هذه العوامل دفعت أبا السرايا ـ الذي كان فترةً ما من الخوارج، كما كان لفترة رئيساً لعصابة من قطّاع الطرق ـ إلى إزاحة محمد من طريقه. وكان قد وصّى محمد في آخر لحظات حياته أن يلي الإمامةَ بعده عليُّ بن عبيدالله، ولكنه لم يقبل ذلك، واختار أبو السرايا محمدَ بن محمد بن زيد بن علي ليقوم مقام ابن طباطبا وهو صبي، وبهذا أصبح أبو السرايا الأميرَ المقتدر الذي لا ينافسه أحد. وقد أرسل المأمون قائده الشهير هرثمة بن أعين لإخماد الثورة في الكوفة، فدارت حرب سِجال في 200 هـ / 816 م بينه وبين أبي السرايا وانتهت بهزيمة الأخير، حيث أُسِر مع محمد بن محمد، وأرسلهما هرثمة إلى الحسن بن سهل في بغداد، فقتل الحسنُ بن سهل أبا السرايا وبعث بمحمد إلى المأمون في خراسان ولكنّ محمداً مات بعد مدة قصيرة أيضاً.
وذكر البعض أن الدافع لنهضة ابن طباطبا هو أن نصر بن شبيب حثّه على الثورة لأغراضه الشخصية، ويعتقد البعض الآخر أن سلوك الحسن بن سهل ( 154 ـ 202 هـ / 771 ـ 817 م ) التعسفيَّ مع الناس وبني هاشم والعلويين في العراق، دفع محمداً إلى النهوض. ومع احتمال صحّة هذه الآراء، إلاّ أن عداء العلويين القديم لسلطة الخلافة واعتقادهم بأنهم أولى بالإمارة منهم يؤكّدانِ أنّ الحافز الأول والمهم لهذه الثورة وأمثالها هو إسقاط السلطة الظالمة واستلام السلطة السياسية، ولهذا أعلن محمد نفسه خليفة وأميراً للمؤمنين بعد انتصاره بالكوفة وأخذ البيعة من الناس، وكان شعاره تنفيذ أحكام القرآن والعمل بالسنة النبوية، ونقشُ خاتمه الآية القرآنية: إنّ اللهَ يُحبّ الذين يُقاتِلون في سبيلهِ صفّاً كأنّهم بُنيانٌ مَرصُوص ( الصفّ :4 ). ويدل أخذ محمد البيعة لنفسه وجعل الخلافة الإسلاميّة باسمه ـ مع وجود الإمام الرضا عليه السّلام في المدينة ـ على أن ثورته كانت مستقلة، أو على الأقل ليست ذات علاقة مباشرة بالإمام الرضا عليه السّلام.
وفي نفس السنّة التي ثار فيها ابن طباطبا على المأمون، ثار أهل المدينة بقيادة علويّ آخر هو محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السّلام. وقد ظهرت ثورة أخرى أيضاً في ذلك الحين بقيادة الحسين بن الحسن بن علي [ الأصغر ] بن الحسين بن علي، المعروف بـ « ابن الأفطس »، وكان ينحاز إلى محمد بن إبراهيم في البداية، ولكنه دعا الناس إلى البيعة لنفسه بعد وفاة محمد. وفي ذلك الوقت بدأت ثورة في اليمن بقيادة إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام، وثورة أخرى في البصرة بقيادة علي بن محمد بن الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام.
دولة بني طباطبا الرَّسيّة في اليمن
انهارت دولة الطباطبائيين في العراق، ولم يصل إلى السلطة من أولاد محمد بن إبراهيم أحد. ولكنّ أحد أحفاده « محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد » ثار بعد مدة في الحبشة، كما ثار عمّه « محمد بن جعفر » في كرمان، ولكنه لم ينجح وأُعدم شنقاً. وبعد أقل من قرن، أسّس فرع من هذا البيت دولةً في اليمن دامت سنين طويلة، ويذكر السيد حسن الأمين أن اليمن منذ البداية وحتّى التطورات الجديدة للأوضاع السياسية والاجتماعية في اليمن ـ حَكَمها 66 إماماً من هذا البيت، كان 59 منهم من نسل الهادي ابن حسين بن القاسم بن إبراهيم طباطبا، و 5 منهم من ذرية أحد أحفاد الإمام الحسين عليه السّلام، واثنان من أحفاد علي بن محمد الهادي عليه السّلام ( 214 ـ 254 هـ / 829 ـ 868 م ) إمام الشيعة العاشر. وقد مهّد لتأسيس هذه الدولة على يد الهادي يحيى فكرياً وسياسياً العالِمان القاسم الرسيّ وابنه الحسين.
وكان ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم الرسيّ ( 170 ـ 244 هـ / 786 ـ 858 م ) فقيهاً ومتكلّماً ومحقّقاً ومؤلّفاً، ومكافحاً. وُلد في المدينة ونشأ وتعلم عند أبيه وعلماء آخرين من قومه، وعاش مدة في الرّس ( جبل قرب المدينة ) ولهذا عرف بالرسيّ وانتقل هذا اللقب إلى أولاده وأحفاده في اليمن ومصر والهند. طلبه المأمون بعد إخماد ثورة أخيه محمد الأمين في العراق، ولكنه هرب إلى الهند وتوفي هناك سنة 245 هـ / 859 م، وعاد ابنه حسين إلى اليمن. اما ابن عنبة فيقول بأنّه أقام في جبل الرّس وكان يأخذ البيعة باسم « الرضا من آل محمد ». ويُذكر أن أتباعه بايعوه في 221هـ/835م وتوفي في الرسّ في 246 هـ/ 860 م.
وبهذا تولّى القاسم إمامة الزيدية بعد أخيه وخلّص هذه الفرقة من التشتّت، وهو يحظى عند الزيديين باحترام ومنزلة خاصة، لكونه أولاً الجدَّ الأعلى للملوك والأئمّة الزيديين في اليمن، وثانياً كانت لأفكاره وآرائه الفقهية من الأثر البليغ في نشر المذهب الزيدي هناك، فعُرفت زيدية اليمن بـ « القاسمية » أيضاً.
وكان لقاسم أتباع له خارج اليمن، فقد ساعدت تعاليمه على نشر المذهب الزيدي في أماكن أخرى. وانتقل بعض أولاده وأحفاده إلى مصر وقاموا بنشر مذهبهم. وكان أحد أتباعه « جعفر بن محمد النيروسي »، من إهالي مدينة نيروس رويان ( ناحية في الديلمان القديمة ) فدعا إلى المذهب الزيدي في « رويان » و « كلار » ومهّد لنشر الإسلام في جيلان.
وله تأليفات في الفقه والكلام والتاريخ، هي: الدليل على الله الكبير؛ المكنون؛ صفة العرش والكرسي وتفسيرها؛ الهجرة؛ العدل والتوحيد ونفي الجبر والتشبيه؛ الدليل الصغير؛ مسألة الطبريّين؛ الإمامة؛ المسترشد؛ سياسة النفس؛ القتل والقتال؛ المديح الكبير للقرآن المبين؛ المديح الصغير؛ الناسخ والمنسوخ؛ الرد على الزنديق اللعين ابن المقفّع؛ الرّد على الملحد؛ الرد على الروافض من أصحاب الغلو؛ الرد على النصارى.
ويذكر بروكلمان أن أغلبها خطّية وموجودة في مكتبات انجلترا وألمانيا، وإيطاليا.
وكان ابنه الحسين الرسيّ أيضاً من الفقهاء والمحقّقين والمناضلين الطباطبائيين، نشر المذهب الزيدي وآراء هذه الفرقة الفقهية في اليمن وأبوه على قيد الحياة، وبذلك انتشر المذهب الشيعي الزيدي ونما في اليمن إلى جانب المذاهب الإسلاميّة الأخرى، وبعد مدة قصيرة أصبح أكثر المذاهب الإسلاميّة نفوذاً في تلك المنطقة، ممّا ساعد على التمهيد لإنشاء دولة بني طباطبا، )