إعلام الخَلف
بمن قال بتحريف القرآن من
أعلام السّلف
بـحث مقارن في تحريف القرآن من وجوهه الـمخـتلفة
بين مذهب أهل البيت عليهم السلام ومذهب العامة
مع بيان بعض افتراءات وجهالات الوهابية
أيْ نفس أخيك الرسول ،
أي عين الله في أرضه وسيفه المسلول ،
أيْ صابرا عدد أمواج البحر وتعاريج السيول ،
أيْ عـرس مكسـورة الـضـلـع فـاطمة البـتـول ،
أيْ أبا الحسنيـن وأبا الـمحسن سِقطـها الـمقتول ،
هديتـي تمشي على استحياء زيتها ووقودها عطفك الـمأمول ،
أي أمير المؤمنين ، أنت أنت ، ونحن نحن ، ومن مواليك نرجو القبول .
بِِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، نحمدك يا رب بما أنت أهل له ، ونصفك بما وصفت به نفسك ورضيته لنفسك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم صل على أشرف أنبيائك المرسلين وسيد خلقك أجمعين ، نورك الذي لا يخبو ، وحبيبك الذي لا يجفو ، نزيه الشرك أبًا وأما وأخًا وابنا ، من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم ، سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعلى أهل بيته فخر خليقتك وأفضل بريتك ، السادة المنتجبين والهداة الميامين ، مصابيح الظلام وهداة كل الأنام والقادة إلى دار السلام ، حججك على خلقك من اقتدى بـهم اهتدى ومن أبى زُخّ إلى لظى .
اللهم وفق ويسر واعن واستر ، ولا تجعل أمرنا علينا غمة يوم نلقاك بحق محمد وآل محمد صلواتك عليهم كل صباح ومساء ، آمين رب العالمين .
المقدمة
التشويه العقائدي مستمر !
الركل والخيزران هو الخطاب الذي كان يخاطب به الشيعة قبل بضع سنين ، ومن قبله لـهيب السياط وحز السيف الذي كان يتعرض له الشيعة من قبل أمراء سلفهم الصالح حتى قضي ألوف من الشيعة صلبا وتقطيعا للأطراف وسجنا حتى الموت في المطبق وغيره ، وقد انزوت هذه الأفاعيل اليوم وصار محلها الدهاليز العطنة والسراديب المظلمة مراعاةً لمشاعر العالم الغربي ولجان حقوق الإنسان ، وأما على مستوى عقائد الشيعة فكان الأسلوب القهري الجبروتي الخطاب المعتاد ، كالتكفير والإخراج من الدين والتبديع والتفسيق ، ومازالت رحى أسلوبـهم المنطقي هذا دائرة على رؤوس أتباع أهل البيت عليهم السلام ، وصواعق الافتراء والكذب عليهم كالمطر الهاطل ، ومازال الشيعة ينتظرون الخطاب العقلائي منذ أكثر من ألف سنة !
ولو أراد أحدنا أن يدون التهم التي أنيطت بالشيعة الإمامية والخزعبلات التي نبزوا بـها من أول التاريخ إلى يومنا هذا لكتب من جنسه أنواعا ، كراريس ودفاتر بل موسوعات ، وقد كتبت بالفعل ! لكن بأقلام مأجورة فرحين بـها ترضي أحلامهم وآمالهم ، فبدلا من مقارعة الحجة بالحجة أخذا وردا قاموا بكل قوة وحماس بقذف الحمم البركانية وتلبيد سماء التشيع لأهل البيت عليهم السلام بسحائب التنكيل والتشنيع والتبديع والتهديد والإخراج من الملة وأن الشيعة هم وقود النار ، كفار مشركون ، عبدة طين وأوثان ، هدفهم الأول والأخير إحياء أصل مذهبهم المزدكي المجوسي الزرادشتي القرمطي الهندوكي الساساني الكنفوشي وكل عجيب وغريب ، وأن الشيعة فعلوا ، وما فعلوا ، وما أدراك ما فعلوا ؟! إلى غير ما هنالك من الافتراء والكذب !
وكله يحقق لـهؤلاء غايتين في طول بعضهما لا أرى ثالثة لهما ، أولهما أن هذه المكدسات من الكذب والأراجيف ترتفع وتتراكم لتكون ساترا كثيفا يقف دون علم الناس بحقيقة ما يقوله أهل البيت عليهم السلام ويمنع من فهمه على النحو الصحيح ، ولا ريب لهؤلاء المهرجين العذر في إثارة الأتربة ونفضها في وجوه من يحاول فهم مذهب أهل البيت عليهم السلام ، لأن أثر كلمات أهل البيت عليهم السلام في النفوس الطيبة قوي جدا ، وأقل النور يخرق الظلام وإن كان دامسا ، فما بالك بنور أناس أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
وغايتهم الأخرى من هذا الكذب المتواصل والافتراء على مدى أكثر من ألف سنة ، هي المنع من نتيجة الفهم الصحيح لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، فهذا المنع والحرمان ينتج عنه يقف دون أي مقايسة حقة ومقارنة صحيحة يقوم بـها الناس الطيبون بين ما يدين به أولئك وما يدين به أهل البيت عليهم السلام ، لئلا يظهر فساد المعتقد وفراغ المذهب وعوار الفكر ، ولكي لا يتضح الأصيل من اللصيق والنور المبين من الضلال القديم ، وإلا بماذا نفسر قولهم لعوامهم : لا تناقش شيعيا فإنه يسحرك بالكلام ! ، { قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }(البقرة/118) ،
{ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }(الذاريات/52) ،
{ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ }(الطور/15).