جرت العادة أن يقوم الناس بالاتجاه إلى الشيوخ لاستيضاح أي لبس يحصل في حياتهم اليومية المتعلقة بأمور الدين، ليستوضحوها ويطلبوا النصيحة والفتوى، لأن الشيوخ يفترض بهم أن يكونوا من التقوى والعلم بما يفيد المسلمين، أما أن يكون الشيخ فاجرا ويتستر تحت عباءة الدين فتلك مصيبة، فكيف لمسلم أن يتجه لفاجر التماسا لفتوى دينية يسير عليها ويطبقها في حياته وحياة أسرته من أجل الابتعاد عن الحرام، وتقربا لله عز وجل.
الأمر الآخر في هذا الشأن وفي مملكتنا فإن شيوخ المساجد هم موظفون في الحكومة حيث يتم تعيينهم وتكليفهم بهذه المهمة وتنفيذ التوجيهات العليا فيما يتعلق بوظيفة المسجد ووظيفة إمامه، وهؤلاء الأئمة في بلادنا هم من أتباع الوهابية الذين لا يفتون أو يقولون ما يخالف هذه الفلسفة لأن في ذلك يعني مخالفة للتعليمات كما أنها مخالفة لتوجيهات أولي الأمر، لذا فالناس يتجهون إلى هؤلاء الأئمة طلبا للفتاوى البسيطة أو المشورة والنصيحة يقينا منهم بأن الأئمة أناس صالحون ومتدينون وهابيون يأتمرون بأوامر أولي الأمر.
أما خلاف هذا فيعني بالضرورة أن هناك خللا في هذه المنظومة الدينية بداية من تعيين الأئمة ونهاية بالفلسفة الوهابية التي تخلط السياسة بالدين وحياة الناس اليومية.
نسوق ذلك بعد أن كشفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالصدفة المحضة عن تورط إمام وخطيب بأحد المساجد في قضايا سحر وشعوذة، وقالت إنها وجدت 52 مقطعا جنسيا على ذاكرة هاتفه النقال.
ونقلت صحيفة 'الوطن' السعودية في أحد أعدادها الصادرة خلال الأسبوع الماضي عن مصادر مطلعة بالهيئة وشرطة جدة قولها إن قصة الكشف عن تورط خطيب الجامع جاءت بالصدفة أثناء تنفيذ الهيئة لخطة ألقت خلالها القبض على ساحر سوداني كان 'ينوي استلام مبلغ مالي من مواطن مقابل عمل سحر كان قد أبلغ الهيئة عنه'.
وأوضحت المصادر أن الإمام 'حاول مقاومة الهيئة إلا أنه رضخ أخيرا للأمر الواقع، ورصدت بحوزته تأشيرة (فيزا) جديدة 'للساحر السوداني، و' ذاكرة هاتف نقال تحوي 52 مقطعا جنسيا إضافة إلى صورته '.
وقال مسؤول بالهيئة إن المقبوض عليه يعمل إماما وخطيبا لجامع كبير بأحد أحياء شرق جدة.
فهل نثق نحن المواطنون بهؤلاء الأئمة بعد الآن، خاصة وأن هذه ليست الحادثة الأولى التي يضبط فيها أحد الوهابيين بالجرم المشهود والمخل بالآداب، فخلال السنة الماضية تم تداول مقطع فيديو عبر المواقع بالإنترنت توضح أحد القضاة الكبار وهو شيخ معروف يضاجع خادمته الإندونيسية وحالات أخرى كثيرة تناولتها وسائل الإعلام.
الغريب في الأمر أن كل الممارسات التي يضبط فيها شيوخ وقضاة المملكة تتعلق بأمور الجنس رغم أنهم جميعهم متزوجون، فهل يفسر ذلك بفشل هؤلاء أسريا أم جنسيا أم أنه مرض عضوي يحتاج إلى علاج أم أنه حالة نفسية تؤدي بهم إلى ممارسة هذه التصرفات المهينة؟..
نقلا عن وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]