بعد أن كانت في الخفاء

بدأت الصراعات على كرسي الحكم تظهر على السطح خلال الفترة الماضية وتحديدا مع تأكيد الأطباء أن شفاء الأمير سلطان الذي يعاني سرطان البروستاتا والأمعاء ميؤوس منه.
وبدأت التكتلات المصلحية تبرز للعيان بين جناح السديرية وخصومهم الذين يعتبرونهم أبناء جارية ليس لهم الحق في الحكم.
ويبدو أن الملك عبد الله قد بدأ يستغل هذه الظروف المشحونة بين أعضاء أسرة آل سعود ليلعب لعبته ويزيد من الفتنة بين أعضاء الأسرة خاصة أولئك الذين يرى فيهم خطورة عليه.
فقد قام خلال اليومين الماضيين بتعيين الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء من أجل إثارة منافسي نايف عليه وخلق صراع بين تلك الأقطاب قد يستمر لفترة طويلة تبعد الخطر عن عبد الله مؤقتا على الأقل حتى يعد نفسه للمواجهة مع من ينتصر من خصومه هؤلاء.
ويبدو أن الملك عبد الله قد نجح في إثارة حفيظة أعداء نايف من اخوته حتى الآن، خاصة أنه جرى العرف في العائلة على أن النائب الثاني لرئيس الوزراء في مملكة آل سعود يصبح تلقائيا وليا للعهد، وهو ما أقلق بقية أفراد العائلة التواقين لكرسي العرش، خاصة وأن هذا القرار قد اعتبره الكثير من أفراد العائلة يتعارض ومجلس البيعة المخول بتعيين ولي العهد.
فقد أصدر عضو العائلة الحاكمة طلال بن عبدالعزيز بيانا أمس الأول وزّع نسخة منه على جميع الصحف، ونشره على موقع مؤسسته في الإنترنت، يعترض فيه على إسناد منصب النائب الثاني لرئاسة مجلس الوزراء إلى أخيه نايف بن عبدالعزيز.
وطالب طلال في بيانه، بضرورة أن يقوم الملك من خلال ديوانه بإصدار توضيح يؤكد فيه أن تعيين نايف نائبا ثانيا لا يعني أنه سيكون وليا للعهد.
وقال بيان طلال "أن العادة جرت في المملكة العربية السعودية أن يصبح النائب الثاني وليا للعهد بصورة تلقائية. وهذا الترشيح الأخير للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء سيعطي الانطباع بأنه سوف يصبح وليا للعهد تلقائيا. وبالتالي فإنني أنادي بأن يقوم الديوان الملكي بتوضيح ما عناه بهذا الترشيح وأن ذلك لا يعني بأنه سيصبح وليا للعهد. فنظام البيعة هو المسؤول عن ذلك. وأكرر.. فإنه لابد أن يكون هناك بيان يوضح فيه مغزى هذا المرسوم وأنه ليس سوى ترشيح إداري.
وفي خضم هذا الصراع واتساع رقعته التي باتت تكتلات الفرقاء واضحة فيه أعلن أمير تبوك فهد بن سلطان بن عبد العزيز تأييده المطلق لتعيين نايف نائبا ثانيا، معارضا بذلك رفض طلال هذا التعيين.
وأكد فهد بن سلطان: أن قرار تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، حكيم وأنه جاء ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
وقال إن الأمير نايف كما يعرف الجميع رجل دولة محنك ذو خبرة واسعة ورؤية ثاقبة خدم دينه ومليكه ، وهو محل ثقة الجميع منذ توليه إمارة الرياض في ذلك الحين.
وأضاف، إن سجل الأمير نايف حافل بالإنجازات في مختلف الجوانب، وقد نال ولا يزال ينال إعجاب وتقدير الجميع.
وبين الأمير فهد بن سلطان أن أمراء المناطق وبحكم تشرفهم بالتعامل المباشر مع الأمير نايف يعرفون عن كثب من هو نايف بن عبدالعزيز، ونعرف مدى حزمه، وهذا في الواقع ما يسعى إليه الأمير نايف ويحث عليه بشكل مستمر.
وإمعانا في استفزاز خصومه الرافضين لتعيين نايف خاصة أخاه طلال تقدم فهد بالتهنئة لحليفه نايف بقوله ونحن نتقدم بالتهنئة الصادقة للنائب الثاني بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والتي نعتز بها جميعا فإننا ندعو المولى عز وجل للأمير نايف بن عبد العزيز بالمزيد من العون والتوفيق.

وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]