شارع الملك غازي

شارع الملك غازي من شوارع الموصل المهمة

عبد الجبار محمد جرجيس

يعد هذا الشارع من الشوارع الحيوية في المدينة. فهو يصل شارع نينوى بساحة باب الطوب الحالية. تخفيف الزخم في السير المروري آنذاك. في عهد رئاسة البلدية من قبل حسن فائق (أفندي بن إسماعيل بك) للفترة من سنة (1922-1927) وقدم أعمالا جليلة لهذه المدينة, ومنها قيامه بفتح هذا الشارع الذي أطلق عليه (شارع الملك غازي) وهو بن الملك فيصل الأول بن علي بن الحسين, وثاني ملك على العراق.

يبدأ الشارع من أمام (عمارة جردق) المتكونة من (3) طوابق تم بناؤها خلال تلك الفترة من قبل البنا الماهر(عبود الطنبوري), على طرف الدرب أو الطريق الذي يصل الى سوق الميدان.

في بداية الشارع مدخل يقودإلى علوة الحنطة التي جددت من قبل المرحوم الحاج أمين بك بن إسماعيل بك الجليلي سنة (1214هـ/1907م) على شكل سوق للحنطة, والتي اتخذها (عبد حمو النيش) علوة. ثم تأتي بعد ذلك (المعصرة) التي كان يعصر السمسم فيها وبقية المواد المتبقية تسمى آنذاك (عسير) وهو التلف, يباع على شكل قوالب أو قطع تشبه (الزبد) حاليا, وهذا هو طعام بعض الفقراء الذين كانوا يشترون هذا (العسير). هدمت المعصرة وتم بناء دكاكين, حاليا تعرف بدكاكين المرحوم (مثنى حديد). الى جانب هذه المعصرة كان(خان الحبوب), وهنا الحبوب جمع حُب. وهو حُب الماء الذي يصنع من الطين, وليس الحب البشري. وكانت هذه الحبوب تباع في هذا الخان, ثم استغل في نهاية السبعينات لبيع (الفحم), وهدم في السنوات الأخيرة, وتم إنشاء (عمارة الأوقاف) فوق أرضه, وهي مجموعة من الدكاكين الوقفية التي أوقفت لله. وهذا البناء استكمل سنة (1995م). ثم نزولا بعد الخان بمحاذاته كانت بعض الدكاكين والمحلات فوق طابقها الأول (قهوة) كانت تعمل الى قبل سنوات قليلة, إضافة الى بعض محلات بيع وشراء الساعات والمواد الأخرى. كالمواد الكهربائية.

ثم يأتي درب (فرع) يدخل الى جامع الشيخ عبدال, مع مواصلة السير باتجاه الدخول الى باب السراي. ثم توجد محلات أخرى على نفس الاتجاه الى طرف الحائط والدكاكين العائدة الى خان حمو القدو, ومن معالم هذه المنطقة (فندق السعادة) الطابق الأعلى من الجهة الغربية للخان, وهو من أملاك آل القدو وعلى على الجهة مجموعة المحلات والدكاكين التي كانت تبيع احتياجات الناس من المسامير والأسلاك والتيل الخاص بالشبابيك وملحقاتها ومواد أخرى متعددة. وكان محل (إدارة حمو القدو) في إحدى هذه الدكاكين تحت الفندق.

ويحدثنا الأستاذ غانم عماد الدين الحمداني عن هذه المنطقة في كتابه محلة باب السراي فيقول بتصرف في نفس المنطقة كان هناك محلات أخرى, منها محل لبيع الحلويات, وبجانب هذا المحل كانت قهوة صغيرة يديرها المرحوم البطل محمد طاهر, وبقربه كانت نقليات (الهلال) التي تنقل المسافرين خارج الموصل.

وكانت هناك دكان لبيع الدهن الحر المعروف (بالسمن) وهو الدهن الخالص من الأغنام تباع في هذه الدكان وكان صاحبها (أحمد عقراوي), والى جانب هذا, كانت دكاكين محلات الخياطة للرجال, وأخرى لبيع المرطبات, وكانت الدوندرمة أشهر هذه المرطبات الى جانب النامليت والمشن وسفن آب وكان صاحبها كما يقول عماد (بشير الخطاب). وأشهر الخياطين يحيي محمود و أحمد سعيد و صديق القزاز.

في الطرف الآخر (المقابل) بناية البريد القديم, وكان هذا البريد في منطقة قرب (قهوة التوب) السابقة بالقرب من نهر دجلة, وهي شارع الكورنيش حاليا. وتم بناء هذا البريد في الثلاثينات من القرن الماضي, وبقي يقدم الخدمات البريدية الى المواطنين وهدم في المرحلة ما بعد 1973, وانشأ مكانه دائرة البريد الحالية في منطقة النبي شيت (عليه السلام), وكان يتكون من طابقين. أمام بناية البريد القديم أي في المكان الذي عليه الان (بناية بنك الرافدين) محلات في الواجهة كان في البداية محل (المرحوم خيري محمد صالح) للمفروشات, ثم ثاني دكان زكي المسيحي لبيع المشروبات, ثم دكان صالح الشيخ نوري لبيع ساعات (ريمو),وبيع الراديوات ثم مكتب الخطوط الجوية العراقية.

بعد ذلك يأتي درب (طريق) الى سوق الحصيرجية وحمام الصالحية الحالي, خلف هذه الواجة يأتي الطرف الغربي لخان حمو القدو, الذي في هذه الواجهة كانت عدة دكاكين, أمام الدكاكين أنشأت دائرة البلدية ودائرة للحكام ودائرة للدرك (الجندرمة) خلال فترة رئاسة بلدية الموصل من قبل حسن أفندي للفترة من (1887هـ-1891م) والتي هدمت فيما بعد وأنشأ عليها بنك الرافدين. بعد هذا البنك تأتي بناية (مركز السراي) الذي أنشأ سنة 1921م, وكان سابقا في البناية في مدخل شارع النجيفي التي أنشأت سنة (1913م) خلال فترة رئاسة بلدية الموصل من قبل أمين المفتي في زمن الوالي سليمان لطيف العثماني. وكانت البناية من الأبنية الحديثة. وكانت شرطة المركز يهتمون برفع العلم العراقي صباح كل يوم, وينزلونه مساء نفس اليوم بتحية ونفخ البوق, وعدم التحرك من قبل الماشين من الأهالي والشرطة احتراما للعلم. الى جانب المركز هذا, تقع البناية التي عمرتها بلدية الموصل خلال رئاسة المرحوم (خير الدين العمري) خلال السنوات 1933م وما بعدها بناية سينما الملك غازي والتي عرفت بسينما الفردوس بعد سنة 1958م وبناية أسواق حسو أخوان التجارية في الطابق الأرضي من العمارة. وكانت تتكون من طابقين الأولى بناية سينما والثانية محلات. وهدمت هذه العمارة في سنة 1989م, كما تم إنشاء بناية الشرقي القديم في تلك الفترة.

أما الأبنية التي كانت في الطرف الآخر. والمقابلة للعمارة والمركز العام فهي المقهى التي بناها في حينه الصابونجي, وكانت في الأربعينات ملهى. ثم ملهى ومقهى وكان في فترة من الفترات يديرها (سهيل أبو نجم) وتحتها في الطابق الأرضي كانت بناية المحكمة الشرعية, ثم دائرة البلدية. ثم قهوة ثامر الصغيرة المقابلة للمركز وفي النهاية كان البنك المعروف باسم (استر بنك ليستد) باسم انكليزية, بعد ذلك استقر الأمر بوجود المحلات بائع التتن من الدكاكين المعروفة آنذاك وبعده المرحوم (عزيز فتحي) الذي كان وكيل دراجات الحدباء ثم دكان (عبد القادر أرحيم), ثم دكان فتحي جمقجي ومطعم كباب, ومطعم الأمة, ثم دكان لبيع الحاجيات الأخرى لآل عفاص, ولو وصلنا الى باب علوة الحنطة الكبيرة التي كانت محلا لبيع الحنطة ومتكونة من طابقين الأول دكاكين واسعة للحنطة, والعليا غرف للخزن والإدارة والمبيت. الى الطرف الآخر قبل الباب كانت محلات ودكاكين فوق مقهى (عبد المعين) الذي كان يسمع الناس اسطوانات أم كلثوم, ثم مقهى الجزائر, التي تحولت بعد سنة 1958م الى قهوة الطليعة العربية, وفي بعض الدكاكين كان صاحب محل يصنع من قرون البقر أو الجمس أساور لزينة الأيدي والى جانبه المرحوم أيوب سلو الباججي المشهور. هذه بعض المحلات التي كانت في هذا الشارع واليوم هي غير موجودة حيث بادت, وبقيت ضمن الموروث الشعبي لهذه المدينة لأن معظم هذه الشواهد والمحلات بنيت عليها عمارة نفذتها بلدية الموصل باسم عمارة الشواف.

بعد ثورة 14 تموز 1958م, أبدل اسم الشارع الى شارع الثورة. الا أن الناس لم يستعملوا الا اسم شارع غازي, وبقي هكذا إلى سنة 2002م حيث حصلت الموافقة على إرجاع اسم الشارع الى شارع غازي ولنعد الى الجهة اليمنى من بداية الشارع, حيث يأتي بعد العمارات التي كانت فوق الدكاكين المواجهة لعمارة جردق. هذه كانت محلات لبيع المواد الكهربائية والساعات والمكائن الخاصة بالخياطة. فوقها طابع تميز بعمارتهالفريدة والمتأثرة بالعمارة التركية وهي الكوشكات المزخرفة والمطعمة بالخشب والألواح المنقوشة. الى جانبها مباشرة يأتي الدرب الذي يوصل الى سوق الصياغ ثم الى شركة ياتا لصناعة الأحذية بعدما انتشر هذا النوع من الأحذية التي أثر في حينه على المنتوج المحلي. بعدها تأتي دكاكين ومحلات مثل دكاكين محلات المرحوم خيري الدباغ الذي كان متميزا ببيع الألبسة والقمصان الجيدة, والفرش الجميلة والحاجيات البيتية. الى جانبه (حمام العلا) الذي كان بابها الى الداخل لسوق الصياغ وهذه الحمام بناها (عبد الرحمن جلبي بن محمد الصائغ) وتأتي بعدها مدرسة الصائغ الدينية في محلة أيام إبراهيم سنة (1260هـ / 1844م), الى جانب ذلك عمارة كانت في السابق قهوة ملهى, عرف في القديم ملهى سامية, هدم وانشئ محله عمادة وعمارة مديرية عقارات الدولة سابقا والتي نقلت بعد سنة 2003م الى بناية الجمعيات الفلاحية في الساحل الأيسر قرب المكتبة المركزية العامة بالموصل, وهي من طابقين, حيث أن الطابق الأول شغل من قبل مصرف مايزال موجودا. الى جانبه طريق يودي الى سوق الصياغ الحالي. فيه الساعات والزجاجيات وفوق هذه المحلات كان الطابق الأعلى فيه بعض العيادات ومكتب المحامي عبد القادر العبيدي وقريبا من حمام العلا, كانت دكان الخياط جاسم وخلفته المرحوم عبدالله عباس رحمه الله.

في الوقت تبدل الواقع لهذا الشارع, وأصبح من الشوارع المزدحمة, التي كانت فيها محلات غير ما كان عليه سابقا, وأكثرها تبيع المدافئ والحاجيات المصنوعة من البلاستيك والساعات والزجاجيات. في السبعينيات كانت فيه دورة كبيرة أمام مدخل شارع النجيفي فيها أكثر من ثلاثين صقرا من الحلان فوق قواعد حلانية خاصة بهم, ولهذا سميت هذه الدورة (ساحة صقور الحضر) لأن هذا الصقر نقر على نموذج من الصقور التي كانت هناك, وهو الصقر العربي وهدمت هذه الساحة في السبعينات من القرن الماضي

» الملك غازي وقبر سلمان الفارسي
» السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية
» ابنة الملك السعودي تطالب بعقوبات صارمة
» حصار سلطان وابن الملك ولياً للعهد
» مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات : إلى أين ؟ !