رغم المجازر الوحشية التي حلت بأبناء شعبنا في قطاع غزة على أيدي أعداء الإنسانية الصهاينة، ورغم أن العالم كله حتى الحاقدين على العروبة والإسلام قد نددوا واستهجنوا هذه المذابح الجماعية ضد شعب أعزل من السلاح، فإن بعض ممن يدعي العروبة والإسلام قد انتهز هذه المذابح ليقلب للمسلمين والعرب بل والإنسانية قاطبة ظهر المجن، مدعيا باسم الدين أن التعامل مع الأعداء أمر جائز شرعا، وأي شرع هذا الذي يجيز التعامل مع الأعداء سوى الوهابية.
فقد انتقد المفتي العام لآل سعود عبد العزيز آل الشيخ، الأصوات المطالبة بالمقاطعة التجارية لبعض المنتجات العالمية في السعودية والتي يمتلكها صهاينة ومتصهينون، ووصفهم بـ«المطعطعين»، مؤكداً أن التبادل التجاري في مثل هذه الحالة جائز.
وقال في محاضرة بجامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض: «إنه من الواجب علينا الابتعاد عن الطعطعة، فأنت تضر نفسك وتضر الناس (هكذا قال)، والعالم الآن كالحلقة الواحدة لا يغتني بعضه عن بعض، فالعالم كله كما يحتاجون لنفطك، تحتاج أنت لسلعتهم، والتهديد بالمقاطعات التجارية لبعض المنتجات لا يخدم شيئاً».. وأي شيء هذا بعد قتل أخوة عرب مسلمين- مشيراً إلى أن التسرع في التفسيق والتبديع والتكفير بهدف الانتقام وإساءة الظن مزلق خطر، غير أنه لم يوضح إلى أي اتجاه يؤدي هذا المزلق، وفي أي اتجاه يقود القبول بتقتيل العدو لأخوتنا.
وأضاف شيخ الوهابية أن موضوع «التسرع في التفسيق» شائك لا ينجو منه إلا ذو علم راسخ في الفقه الوهابي طبعا، وإيمان صادق في قوله وعمله ونفاقه لأولي الأمر من أمراء آل سعود.
وقال هذا الشيخ أنه يجب التعامل مع الناس، وهم هنا الصهاينة، بما ظهر منهم من خير فنحبهم عليه، وما ظهر منهم من سوء ومخالفة، فنبغضهم على قدر ما ظهر منهم من مخالفة وإعراض فقط ، محذراً بعض المسلمين من تذويب الشرع لمصلحتهم، ويحكمون على الناس في التفسيق والتبديع والتكفير لهواهم ومصالحهم لا لأجل الله، إذ يمنحون ألقاباً غير إسلامية لبعضهم، ويضعونهم في موضع استهزاء واحتقار.
شيخنا هذا يأمر الناس في محاضرته القيمة بأن لا يتبعوا من ينادي بمقاطعة العدو دفاعا عن النفس بل يأمرهم بإتباع ذوي العلم من الوهابيين، فيأمرنا شيخنا أن نحب اليهود إذا ناوروا بخداعهم المعهود على أمتنا بالتظاهر بالبراءة، أما إذا جاهروا بعداوتهم المقيتة مثل ما قاموا به من مذابح ضد أبناء غزة فنبغضهم فقط ولكن لا نقاطعهم.
هذا الشيخ المتصهين يحذر بوهابيته الناس من تسخير المبادئ الإسلامية لخدمة المسلم ومعاضدته في محنه، ناكرا بذا قول الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه(المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا".
كما أنكر على المسلمين منح ألقاب البطولة على الأبطال المسلمين الصناديد، ونسي أنه أضفى على ولي نعمته لقب خادم الحرمين الشريفين بينما هو وإياه يخونون الحرمين.
وأخيرا نقول لهذا الشيخ الوهابي إن تلك المنتجات الصهيونية المنتشرة في ربوع بلادنا بأوامر من عائلة آل سعود هي منتجات لشركات يملك أمراء آل سعود أنفسهم أسهما فيها والذين يهمهم جمع المال أكثر ما يهمهم مصلحة وطنهم ودينهم، ونختم بالقول الحكيم(إن لم تستح فافعل ما شئت).
نقلا عن وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]