خادم الحرمين في عشاء حميم في نيويورك

انتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية "أسعد أبوخليل" بشدة الملك عبدالله ملك السعودية لرعايته مؤتمر حوار الأديان الذي عقد مؤخراً بمقر الأمم المتحدة ودعوته الرئيس "شمعون بيريز" لحضوره.
وقال الأستاذ "أبوخليل" في مقال له نشرته جريدة الأخبار اللبنانية يوم 22/11/2008 إنه كان من الأفضل لو بادر الملك السعودي إلى فتح مبادرة بين المذاهب الإسلامية "السنية نفسها حتى لا نتحدث عن حوار سني- شيعي" لأن العقيدة الوهابية أساءت إلى كل المذاهب الإسلامية، كما كفرت كل ما عداها.
وأضاف إنه لم يكن المشهد مفاجئا على الإطلاق "شمعون بيريز" وخادم الحرمين في عشاء حميم في نيويوك.
وفند الأستاذ "أبو خليل" مزاعم السفير السعودي في لبنان بأن السعودية ليس لها علاقة بدعوة "بيريز" وقال إن هذه كذبة الموسم، لأن حكام مملكة القهارين كانوا في الماضي يصرون على عدم دعوة إسرائيلية أو حتى يهود وذلك خوفاً من شعوبهم ، ولكن اللقاءات السعودية- الإسرائيلية توالت وازدادت بعد 11 سبتمبر إلى درجة أن الصحف الإسرائيلية أكدت أن الحكومتين الغاصبتين في تل أبيب والرياض تقومان بالتنسيق الدوري في سياستيهما الإقليميتين.
أضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا إن التنسيق قائم على قدم وساق، وهذا ليس بجديد ، لأن كتب التاريخ غير المنشورة تذكر أن مستشار الملك عبدالعزيز ، الرحالة "جون فيلبي" دار في لندن قبل الحرب الكونية عارضاً تأييداً سعودياً للصهاينة مقابل مبلغ من المال.
وتساءل الأستاذ "أبوخليل" هل كان الملك السعودي غير عالم بوجود "بيريز" في المؤتمر؟ أم أننا سنصدق أن الدعوات قد وجهها الأمين العام للأمم المتحدة ، كأن صاحب المبادرة لم يكن قادراً على وضع فيتو عادي في هذا الشأن؟ وماذا تعني هذه المبادرة؟ ومن يتحاور مع من؟ وهل هناك من يظن أن الصراع العربي- الإسرائيلي هو صراع ديني كما يروج الصهاينة؟.
وأكد الأستاذ "أبوخليل" أن فكرة هذه المبادرة تعود في أصلها إلى نشاطات ما بعد 11 سبتمبر لإنقاذ صمعة آل سعود وذلك بعد أن تدخلت الإدارة الأمريكية لمنع رفع دعوى من ضحايا 11 سبتمبر ضد بعض أفراد العائلة المالكة، وقامت شركات علاقات عامة على الأرجح باقتراح عقد تلك المؤتمرات لتحسين صورة المملكة في الأعين الأمريكية والإسرائيلية.