شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طلال النعيمي
المدير العام
المدير العام
طلال النعيمي


ذكر
عدد الرسائل : 1810
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز   الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز Icon_minitimeالخميس 25 ديسمبر - 19:20


الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز رحمه الله

ولد المرحوم حسن البزاز بن ملا حسين بن علي الموصلي في مدينة الموصل سنة(1261هـ-18451م). في بداية صباه بدأت عليه علائم الحب الإلهي. وأراد أن يتعلم فدخل في سن مبكرة إلى الكتاتيب، وهناك تعلم الكتابة ثم القراءة. وتعلم قراءة القرآن الكريم، وكانت هذه بدايته، وعندما بلغ من العمر، ووصل إلى مرحلة الشباب ظهرت عليه علامات الورع والتقوى. وأراد أن يدرس العلوم الشرعية، فتعرف بالشيخ الكبير المرحوم(صالح طه الخطيب)، فأخذ عنه الكثير من العلوم الدينية وأصول الحديث الشريف، وكما تعلم أن الدراسة آنذاك لم تكن مقتصرة على شيخ واحد، فتراه يلتحق طالبا للعلم عند شيخ علماء الموصل (محمد أفندي الرضواني1852-1938م)رحمه الله. وكان كالبحر الزاخر في العلوم، وتمكن من أن يتعلم عنده كثيرا من العلوم العقلية والنقلية. وتاقت روحه إلى التصوف وعشق الطرق الصوفية، وبدا عليه ملامح الصفاء. فتوجه عند الشيخ(حاجي سلطان خليفة)، وامتزجت روحه بالحب الإلهي، فزهد في الحياة الدنيا، وأقبل على الآخرة وعمل لها. وبعد فترة من المصاحبة تمكن من الحصول على الإجازة بـ(الطريقة الرفاعية) نسبة إلى الشيخ الكبير احمد الرفاعي والذي كان يحبه الشيخ الملا حسن والذي قال فيه مادحا:

قلبي إليك بأيدي الشوق مجذوب والصبر عن قربكم للوجد مغلوب

لا أستفيق غراما في محبتكم وهل يفيق من الأشواق مسلوب

يا قلب صبرا على هجر الأحبة لا تجزع لذلك فبعض الهجر تأديب

فقويت معنوياته، وبان عليه ملامح الكمال الديني. وظهرت عنده بوادر الثقة بالنفس والزهد وصدق الكلام، وبرع في العلوم العقلية والنقلية وأصبحت عدته كاملة. تتمثل بالقيم الإسلامية والعادات الروحانية والسلوك القويم. فكان العالم الزاهد والمرشد المتفاني والعابد القوام. والذاكر المستنير بهدي العلوم وأدب القران ومعاشرة الأصفياء. أكثر من التوسل ومناجاة الإله بكل هواجسه لأنه عرف الطريق فسلكه وسار في طريق السالكين. ثم تواصل مع الشيخ(محمد نوري القادري1822-1887م)العالم الكبير والمتصوف الزاهد فأخذ عنه الطريقة الصوفية (القادرية)نسبة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره. كما تواصل مع الشيخ بعض الشيوخ في هذا المجال. وكان إلى جانب حبه الإلهي وتجرده الوجداني شاعرا ملما بأبواب الشعر ومعانيه، قال الشعر في مدح سيد الأكوان. حفظ من أساطين الشعراء والمسلمين، وابتعد عن الابتذال، ولم ينح منحى الشعراء الأوائل ومناجاتهم والوقوف على الأوابد. قال الشعر الإسلامي الزاهد، وكانت تعابيره في الشعر أدق ما يتصوره الإنسان في المدح وإبراز القيم والأخلاق عند الرجال الصالحين. امتزجت روحه بالإلهام الرباني، فحوله شعرا. فصدق فيما قال، وظهرت عليه الملامح الصادق الخالصة لله. في الإيمان والطمأنينة إلى عبادته والانصياع لأوامره، فكانت مناجاته عذبة مرهفة صادقة التعبير والأساس. سليمة النجوى عظيمة الفحوى كبيرة القيم. عظيمة الإبداع. صادقة التصوير والتعبير. ومما يقول:

شجتني بذات البان ورق صوادح لهن بأعلى الربوتين هدير
تذكرة عيشا بالحمى راق ظله فطابت عشيات به وبكور
فنحن ومالي غيرهن على الأسى معين ولا غيري لهن سمير


وكان هذا الشيخ الشاعر الولهان بحب الله في حالة وجد مديد والوجد حسب التعبير الصوفي هو حالة من حالات الصفاء الروحي يستغرق به الصوفي من حواسه ويغيب عن الإحساس بفعل المؤثرات، بحيث لو ضرب بآلة حادة قاتلة، فانه لا يحس بها. كما قال الشاعر الصوفي(عوف ابو بكر الشبلي)

وتحسبني حيا واني لميت وبعضي من الهجران يبكي على بعض

ويقول الأستاذ سالم عبد الرزاق احمد: لقد كانت معاناة شاعرنا البزاز على قدر كبير من الكثافة والثقل حتى أنها ساقته إلى الشيخوخة والكهولة في قصائده ومقاطع عديدة من شعره. فان تكرار الشيب والمشيب والكهولة في بعض قصائده تؤكد على المستوى النفسي لها الإحساس بفعل الزمن في الإنسان إذا ما ابتلي بعشق لها الذي ابتلي به البزاز. فهو يقول:

الا لامني الأصحاب يوم سويقة وما عرف الأصحاب فيمن غراميا
الا ليت شعري ساعة النفر بالحمى فقد حبيبي أم فقد فؤاديا

وهنا يشير إلى فقد حبيبه أم فقد قلبه، فهو لا يدري ذلك وهو في ساعة الحمى الإلهية والصفاء الذهني المتوحد في حب الله. ويقول هذا الشاعر الشيخ المبدع انه مروع بذكر الشيب فيقول:

تروعني بذكر الشباب سلمى وما علمت بمثلي الشيب أولى
إذا كان الشباب كما أراه فلا أسفا عليه إذا توالى


امتهن مهنة(البزازة)في السوق، وعمل كغيره من العلماء العاملين، وعمل على تحصيل قوته من عمله. الا أن هذا العمل كان كثيرا ما يؤرقه لرتابة العمل والفراغ الكبير وتحدد مكانته الإبداعية. إلا أنه لم يتأثر بهذا العمل، ولم يمنعه من الانشغال بذكر الرحمن، أو التحصيل العلمي، الا انه يقول:

وقعت من البزازة في خمول أطال على الزمان به عتابي
أيسلبني الزمان ثياب عزي وأكسو أهله جدد الثياب


وهنا ترى صاحبه وصديقه الحميم(الحاج محمد شيت الجومرد1860-1924م)التاجر المعروف والمجود المشهور، قام بطبع ديوانه الملا حسن البزاز في المطبعة العامرية الشرقية في مصر. 1877م، وكان ها الكتاب من النسخ النادرة ضمن المطبوعات في المكتبة المركزية العامة في الموصل. وكان قد قدم الكتاب بمقدمة حسنة. والأستاذ سعد البزاز وهشام عبد السلام البزاز القارئ الشهير والأستاذ فاتح عبد السلام من أصلاب هذا الشيخ رحمه الله واعتقد أن الأستاذ سعد كان في السنوات الأخيرة قد أقدم على طباعة هذا الديوان من جديد.

قال مادحا آل البيت المحمدي:
هذا الغرام وهذه الأشواق فلتقتدي لصبابتي العشاق
ما لاح من نحو الأحبة بارق إلا وقلبي في الحشا خفاق
ما بال من ودعتهم يوم التقا لم يشجهم مثلي نوى وفراق
وعلام يعذلني هذيم بحبهم هيهات يسلو حبهم مشتاق

وفاته:
بعد أن أصاب الشيخ الجهد الكبير والأرق الوجداني، تعب من الدنيا وأقعده الكبر والتزم داره وفي يوم من أيام سنة1305هـ/1887م فارقت روحه الطاهرة الحياة وصعدت إلى ربها راضية مرضية وأصبح في كنف الرحمن وعاد إلى حبيبه الديان. اسكنه الله فسيح جناته.
الكاتب : عبد الجبار محمد جرجيس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shiaatalmosel.yoo7.com
 
الشيخ الشاعر الملا حسن البزاز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ علي الراوي الشاعر الخطاط
» الشيخ محمد سعيد الملا يوسف رحمه الله
» الملا عثمان الموصلي . العبقري والاسطورة
» سعد البزاز.. السائل الذي لا شكل له
» قصيدة الشاعر أحمد مطر في هجاء القرضاوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: منتــدى الموصــل :: مدينة الموصل-
انتقل الى: