شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تلعفر عبر العصور

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحرر الثقافي
مسؤول أداري
مسؤول أداري
المحرر الثقافي


ذكر
عدد الرسائل : 183
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

تلعفر عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: تلعفر عبر العصور   تلعفر عبر العصور Icon_minitimeالثلاثاء 30 سبتمبر - 15:26

تلعفر عبر العصور
يُرقى تأريخ تلعـفر إلى عهودٍ سحيقة في القِدم فقد نشأت في العصر الحجري الوسيط أو الحديث من عصور ما قبل التأريخ في مدى ست آلاف سنة قبل الميلاد، وهي إحدى المستوطنات التي استمرت فيها السكنى حتى هذا اليوم، وفي حوالي الألف الثاني قبل الميلاد أصبحت مع سنجار جزءاً من الدولة الميتانية، وكانت مراكز الاستيطان الضيقة تجاورهما فنشطت الزراعة فيها وبنيت الأبراج والقلاع..
وازدادت أهميتها في فترة الألف الأول قبل الميلاد وذلك في عصر الملك الآشوري تكلابلاصر الثالث (741-725 ق.م) وفي هذا العهد نمت وتوسعت المدينة وبُنيت قلعتها الأثرية وعُرفت المدينة باسم (نمت عشتار) وتعني (مزرعة الآلهة عشتار) أو (جنة الآلهة عشتار).. وكان الآشوريون يعنون بتلعـفر عناية كبيرة كونها تمثل موقعاً مهماً على طريقين: عسكري وتجاري يربطان العراق بكلٍ من سوريا وإيران، أي أنها صلة وصل بين الشرق والغرب..
وبعد سقوط نينوى وزوال الدولة الآشورية عام 612 ق.م كانت تلعـفر والجزيرة مسرحاً للحروب الطويلة التي جرت بين الحيثيين والرومان، فقد كانت تقع تحت سيطرة الحيثيين تارةً وأخرى تحت سيطرة الرومان الذين جددوا بناء قلعتها وذكرها أحد مؤرخيهم باسم (تلسافاتا)، وانتشرت الديانة المسيحية في تلعـفر والجزيرة في القرن الرابع الميلادي وكانت للنصارى كنيسة في تلعـفر..
وعندما بدأت هجرة القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام نحو العراق والشام استوطنت بعض القبائل في منطقة الجزيرة وجوار الموصل كبني ربيعة الذين سُميت تلعـفر وسنجار باسمهم (ديار ربيعة).. ثم تعاقبت على تلعـفر سيطرة حكام من الكلدانيين والفرس الاخمينيين والساسانيين، ودامت صراعات طويلة بين الرومان والبيزنطينيين والفرس الساسانيين بالسيطرة على المنطقة ومن ضمنها تلعفر..
وفتحت تلعـفر سنة 18 هـ / 639م وكانت تحت السيطرة البيزنطينية إثر حملةٍ عسكرية قادها القائد العربي عياض بن غنم الفهري لفتح منطقة الجزيرة الفراتية ففتحت تلعـفر على يد الوليد بن عتبة الأموي..
وفي العهد الأموي (40- 132 هـ / 660- 749 م) أصبحت تلعـفر موطناً للخوارج ومسرحاً للحروب التي جرت بينهم وبين الأمويين.. وقد قام آخر خلفاء الدولة الأموية مروان بن محمد الثاني بتجديد بناء القلعة فسميت بـ(قلعة مروان)..
وفي العهد العباسي (132- 293 هـ / 749- 905 م) توسعت تلعـفر وازداد سكانها وازدهرت الزراعة في منطقتها وعندما انفصل الحمدانيون عن العباسيين أصبحت تلعـفر جزءاً من دولتهم وقد التجأ إليها بعض أمرائهم في حربهم مع العباسيين، ثم تبعت العقيليين ومن بعدهم السلاجقة.. وأصبحت تلعـفر من المدن التجارية المهمة في العصور الوسطى وأشبه بهمزة الوصل بين الدولتين الإسلامية والبيزنطينية..
وبعد سقوط بغداد بيد هولاكو سقطت هي أيضاً مع الموصل على يد القائد سمداغو سنة 660 هـ / 1261 م وأصبحت جزءاً من الدولة الايلخانية (المغولية) فساءت أحوالها وتدهورت زراعتها وتقلص سكانها تدريجياً كما حدث لسائر المدن العراقية..
ووجدت جماعات التركمان فيها وفي بلاد الجزيرة في العصور العباسية الأخيرة كالسلاجقة والاتابكة وغيرهم، ويعتقد البعض أن سكانها كانوا عرباً حتى هجوم التركمان في القرن الثامن الهجري حيث توطنوا فيها وفي الأراضي المجاورة لها، وقد سقطت الدولة الايلخانية على يد الشيخ حسن الجلائري فأصبحت تلعـفر تابعةً للدولة الجلائرية حتى ظهور تيمورلنك الذي اكتسح الشرق بجموعه ودخل مدينة الموصل سنة 796 هـ / 1394 م ولم يُعلم بالضبط مروره من تلعـفر ولكن الطريق الذي سار منه كان حتى فترة متأخرة يُعرف بطريق تيمور (تيمور يولي).. ثم خضعت تلعـفر لحكم الدولتين التركمانيتين على التوالي : قره قوينلي " الخروف الأسود" وآق قوينلي " الخروف الأبيض " (813- 905 هـ / 1410- 1499 م)، وذُكر أن جماعات صغيرة في تلعـفر اليوم ينتمون إلى هولاء التركمان.. ثم أصبحت جزءاً من الدولة الصفوية بدءاً من عام 1504 م ولعدة سنوات..
ثم احتلها العثمانيون سنة 922 هـ / 1516 م وبعد الاحتلال العثماني للمنطقة خضعت تلعـفر شأنها شأن غيرها للسيطرة العثمانية ودخلها السلطان مراد الربع سنة 1048 هـ / 1639 م ومن بقاياه (همت دده) الذي ينتسب إليه أبناء عشيرة الهمات، و(حسن بك) الذي سُميت منطقة (حسنكوي) باسمه، وقد ساءت أحوال تلعـفر كثيراً في العهد العثماني ولم يكن فيها حتى قبل مائتي سنة تقريباً من يسكن خارج القلعة، وكان يحكمها موظف عثماني بعنوان (متسلم) مع بعض أفراد الجندرمة.. ولما توجهت حملة حسن باشا إلى سنجار ماراً بتلعـفر لإخضاعها سنة 1127 هـ / 1714 م أقام حاكم تلعـفر السيد مرتضى مصطفى وليمةً له ولجيشه خارج القلعة إلا أنهم غدروا به وقتلوه وأخاه السيد رضا ليلاً.. إلا أن السيطرة العثمانية على تلعـفر اتسمت إلى سنة 1257هـ / 1841 م بالضعف، ففي هذه السنة قاد والي الموصل محمد باشا اينجه بير قدار الذي تولى ولاية الموصل سنة 1251هـ / 1835 م حملة عسكرية إليها بسبب امتناع الأهالي عن إعطاء شبابهم للخدمة العسكرية ودفع الضرائب فحاربهم 15 يوماً ودمرَّ دورهم وأعدم بعض رؤسائهم.. ورغم أن محمد باشا الذي توفي سنة 1259هـ / 1843م كان قاسِ القلب حادِ المزاج وجلّ غايته تتريك المناطق العربية إلا انه لم يكن باستطاعته احتلال القلعة، كما لم يستطع حسين باشا احتلالها سنة 1250هـ / 1834م، إلا أن خيانة بعض الأفراد الذين كانوا لا يحبون حاكم تلعـفر السيد علي أحمد سليمان أمكنت ومهدت الطريق لمحمد باشا لاحتلال القلعة، فاحتلها قُبيل الفجر بنصف ساعة تقريباً.. وقد قتل محمد باشا خلقاً كثيراً مما حذى بالبعض أن يقول أنه قتل ثلثي أبناء المدينة، وكان أكثر من قتلهم من عشيرة السادة والبودولة فمنهم من قطعت رؤوسهم ومنهم من دفنهم أحياء وبنى جدار فوق أجسامهم، وهكذا أصبحت تلعـفر أكواماً من الخرائب..ثم أحكم سيطرته على المدينة وجعلها ناحية تابعة إلى ولاية الموصل مباشرةً إلى سنة 1288هـ / 1871م، وقبل سنة 1257هـ / 1841م كانت من لواحق بغداد، وخلال تبعية تلعـفر إلى ولاية الموصل تغيرت الخارطة الإدارية لولايات العراق فقد أصبحت ولاية الموصل بدرجة سنجق (لواء) تابعة إلى ولاية بغداد، وإلى هذا أشار أحد سندات الطابو الصادر من سنجق الموصل والمؤرخ في: 18شعبان 1286هـ / 1870م الى تبعية ناحية تلعـفر لقضاء الموصل وسنجق الموصل من ملحقات ولاية بغداد.. وفي سنة 1287هـ / 1871م أصبحت ناحية تلعـفر ضمن تبعية قضاء سنجار التابع لسنجق دير الزور المستقل، واستمرت سنجار بهذه التبعية الى أن ربطت بالموصل سنة 1293هـ / 1876م وبهذا أصبحت تلعـفر من ملحقات لواء الموصل.. واستمرت تلعـفر ناحية تابعة الى قضاء سنجار الى أواخر سنة 1335هـ / 1917م إذ فصلت عن قضاء سنجار وشُكل فيها قضاء منفصل على أن يُنفذ القرار اعتباراً من 1-1-1918م / 1336هـ ويبدو أن هذا التحويل كان إضافةً لكون تلعـفر بلدة كبيرة، أحداث يزيدية سنجار الذين بدءوا يتصلون بالقوات البريطانية ويؤون اللاجئين الأرمن ويتعرضون لطرق المواصلات العثمانية في المنطقة، وكان هذا التشكيل الإداري يعني التقليل من أهمية قضاء سنجار وجعل تلعـفر مركزاً لقيادة الحملات على يزيدية سنجار، وفعلاً بقيت حملة الحاج إبراهيم بك في تلعـفر لمدة شهرين قبل انطلاقها الى سنجار خلال سنتي 1335-1336هـ / 1917-1918م.. واستمرت تلعـفر بصفة قضاء إلى يومنا هذا وقد ذكر أحد شخصيات المدينة السياسية أنه يمتلك وثيقة مقدمة من قِبل المسؤولين إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين يُطلب منه فيها الموافقة على جعل تلعفر محافظة وقد أمر صدام في حينه بتأجيل الموضوع لوقت آخر..
أما عن الهيئة الإدارية في ناحية تلعـفر في ضوء سالنامات ولاية الموصل: ففي سالنامة سنة 1308هـ / 1890م كانت الهيئة الإدارية بالشكل الآتي: مدير الناحية فكري بك والكاتب أمين أفندي (أفندي: لقب رومي الأصل استعمله الأتراك بمعنى المولى أو السيد وكانوا يطلقونه على من يجيد القراءة والكتابة)، ومأمور المخزن عبد الله أفندي وأعضاء الناحية السيد وهب آغا (آغا: لقب تركي أو أعجمي وعندهم آلاغا أكبر مكانة من الشيخ، إذ أن الأخير يطلق على الرجل المسن وعلى المتصوفة ورئيس القبيلة أما لقب آغا فهو محصور برئيس القبيلة الذي يتمتع بمركز ونفوذ وسلطة قوية، أما رؤساء الأفخاذ فكان يطلق عليهم لقب الكهية، ولكن في أواخر حكم العثمانيين بات لقب آغا يطلق على كل من كان أمياً)، وعزيز آغا والسيد حسين آغا وخضر آغا وعبد الكريم آغا.. وفي سالنامة سنة 1310هـ / 1892م كان الهيكل الإداري كما يأتي: مدير الناحية مصطفى أفندي والكاتب أمين أفندي ومأمور المخزن عبد الرحمن آغا.. أما في ضوء سالنامة سنة 1312هـ / 1893م فكانت الهيئة الإدارية في ناحية تلعـفر تضم: المدير مصطفى أفندي والكاتب عبد الرحمن أفندي وكاتب الضرائب إسماعيل أفندي ومأمور المخزن نجيب أفندي، وخلال هذه السنة أصبح المدير بعد مصطفى أفندي سعد الله أفندي.. وفي سالنامة سنة 1325هـ / 1907م كان الهيكل الإداري بالشكل الآتي: المدير توفيق أفندي والكاتب (شاغر) أما الأعضاء فهم: السيد حسين آغا وحسين فارس أفندي والسيد أحمد آغا ومحمد آغا.. وفي سالنامة سنة 1330هـ / 1912م كان الهيكل الإداري يضم: المدير صديق أفندي الدملوجي والكاتب رفعت أفندي، وكان تعيين صديق أفندي في منصب مدير الناحية منذ عام 1911م واستمر الى سنة 1332هـ / 1914م، ومن هذه السنة الى سنة 1333هـ / 1915م كان المدير ناجي أفندي ومن هذه السنة الى سنة 1336هـ / 1918م كان المدير مصطفى أفندي.. وبعدما أصبحت تلعـفر قضاءاً عيّن منير بك وهو تركي الأصل قائممقاماً له وكان أول وأخر قائممقام في قضاء تلعـفر في العهد العثماني، بينما يرى بعض الباحثين أن أول وأخر قائممقام في تلعـفر أيام العثمانيين هو محي الدين بك قائممقام قضاء سنجار السابق..
وقد عاشت تلعـفر مهملة في عهد العثمانيين من سنة 1257هـ / 1841م الى 1336هـ / 1918م أي الى الاحتلال الإنكليزي ومن بعده حتى سنة 1341هـ / 1922م، ففي هذه السنة أخذت المدينة بالتوسع العمراني ومن جهة أخرى أخذت المدينة تتقدم بالنهضة الزراعية والتحسن الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والصحي..
وقبل أن نشير الى القائممقامين الذين اشغلوا المناصب الإدارية في تلعـفر نود الإشارة الى موقف الأهالي من السلطات العثمانية: فقد كانوا في نزاعٍ مستمر مع هذه السلطات لعاملين هما جباية الضرائب والخدمة العسكرية:
- فبالنسبة للضرائب كان الموظفون العثمانيون يتشددون في جمعها بطريقة الالتزام السائدة في ذلك الوقت وكان الملتزمون يجمعون رسوم الضرائب أضعافاً مضاعفة، وعلى سبيل المثال استحصلت الأعشار سنة 1336هـ / 1918م ثلاث مرات باسم (المبايعة الحرة) ولكنها كانت في الحقيقة (تبرعاً إجبارياً) وعند تردد بعض الأهالي عن دفع تلك الضرائب أُرسلت الى تلعـفر قوة عسكرية بقيادة محي الدين بك الشامي مع أربعة مدافع..
- أما بالنسبة للخدمة العسكرية فإنها كانت تعني إقامة العزاء في دار كل شاب يُساق للجندية على اعتبار أنه لن يعود الى داره مطلقاً وكان قد تقرر في المدة الأخيرة إعفاء أهالي تلعـفر من الخدمة العسكرية لقاء تقديمهم المؤن والذخائر للجيش العثماني ودفع الضرائب المستحقة عليهم. وكان الاعافرة إذا التحق أحد منهم بالخدمة العسكرية العثمانية لا تعطى له امرأة مهما كلف الأمر حيث كانت العشائر تعتبر الالتحاق بالجيش العثماني أمراً مشيناً للغاية..
أما القائممقامون الذين اشغلوا المناصب الإدارية في تلعـفر فهم :
منير بك (1917-1918م)، الميجر بروميلو Bromilow (1918-1919م)، حسن فائق (1919م)، عبد الحميد الدبوني (1919م) (ولد في سنجار عام 1896م وأكمل الدراسة الإعدادية والعسكرية في بغداد ودخل الكلية الحربية في استنبول وقبل إكمالها أُخذ إلى القتال بعد إعلان الحرب العالمية الأولى بصفة نائب ضابط في صنف المدفعية ثم عيّن مديراً للثانوية المركزية عام 1927م ثم قائممقاماً لسوق الشيوخ عام 1929م ثم قلد عدة مناصب في بغداد وزاخو وخانقين وتلعـفر وغيرها وأصبح متصرفاً للحلة عام 1941م واشترك في ثورة مايس عام 1941م واعتقل لمدة ثلاث سنوات وافرج عنه وأُحيل إلى التقاعد عام 1956م، كما أنه من أبرز شخصيات ثورة تلعفر عام 1920م، كان يشغل وظيفة معاون الحاكم السياسي في تلعفر ثم اختلف مع الإنكليز واستقال من وظيفته وذهب إلى دير الزور)، الكابتن بارلو Barlaw (1919-1920م)، الكابتن كرتين Curtin (1920م)، الكابتن بيفرس (1920-1921م)، إبراهيم بك بكر (1921-1923م)، مصطفى بك العمري (1923-1926م)، حسن بك (1926-1927م)، شاكر فهمي بك (1927-1928م)، مصطفى بك العمري (1928م)، جميل بك التكريتي (1928-1929م)، محمد ياسين بك (1929-1930م)، فخري نيازي بك (1930-1931م).. ويذكر بعض الباحثين أسماء أخرى وترتيبات أخرى (26): عبد الحميد الدبوني (1920م)، حسن فائق، الميجر بروميلو Bromilow (التحق بوظيفته في 19-3-1919م بعد أن تمَّ تعيينه في 23-12-1918م)، الملازم كرتين الأيرلندي الأصل (1919م)، الميجر بولي Pulley (1919م) وأشغل مناصب مماثلة في بغداد وكربلاء، الميجر بارلو Barlaw (1920م ولقي مصرعه على أيدي الثوار في 4-6-1920م)، الكابتن فلاكسمان Flaxman (1920م) وهو الذي قضى على ثورة تلعـفر وقُتل في معركة الخميرة في 11-8-1920م ودُفن في مقبرة الإنكليز هناك، الكابتن رنتن، الكابتن كرتين Curtin (1920م) للمرة الثانية، الكابتن بيفرس وبقي في منصبه حتى تعيين أول قائممقام عراقي في 9-5-1921م وهو المرحوم إبراهيم بكر أفندي بعد إعلان النظام الإداري الجديد في العراق الذي قسّم العراق بموجبه الى عشر ألوية و34 قضاء و84 ناحية وكانت اقضية الموصل هي: الموصل، العمادية، دهوك، زاخو، سنجار، تلعـفر..
وبعد احتلال القوات الإنكليزية الغازية المدينة قامت سلطاتها بإنشاء بعض المباني الحكومية لموظفيها في القلعة ومنها بناية دائرة الحاكم السياسي التي أصبحت فيما بعد دائرة القائممقامية وبناية للدرك (الشرطة) وأخرى للمدرسة الابتدائية التي اتخذت في ذلك الوقت داراً للحاكم السياسي كما قاموا بفتح مستوصف واستحدثوا دائرة بريد وبرق وشيدوا صهريجاً شمالي حسنكوي للاستفادة من مياه الأمطار وخزنها فيه لعدم استساغهم ماء تلعـفر المُر..
كتبَ هولدين القائد العام للقوات البريطانية في العراق عام 1920م يصف تلعـفر في فترة الاحتلال البريطاني:
مظهر المدينة بهيج تقوم على أربع روابي وعدد سكانها عشرة آلاف نسمة، كل رابيتين من الروابي الأربع قائمة على جانب من جانبي وادٍ عميق ومن الوادي ينبجس مجرى ماء يروي المدينة، أما دورها فمتينة البناء وهي مشيدة بالحجارة والكِلس وبينها سقيفة (بنكلة، بيت صغير ذي طابق واحد) الحاكم السياسي (مكتبه) وثكنة الدرك وجميعها تقوم على رابية في الجهة الشمالية من الوادي..وإن أردت الوصول الى الثكنة وجبَ عليك أن تسلك طريقاً ضيقاً يمرُ خلال الدور والمرتقى إليها شديد الميل لذا يشق ارتقاءه إلا بسيارة قوية، ويصح القول أن أية سيارة ثقيلة كالمدرعة مثلاً تلقي مصرعها المحتوم في هذه البليدة تلك حقيقة أدركها قائد المدفعية الخفيفة فأشار إليها على وجه أخص في الأوامر التي أصدرها في الثالث من حزيران...
أما عن موقف أهالي تلعـفر من الإنكليز فيقول الباحثون أن علائم الحزن كانت ترسم على وجوه القسم الأكبر من الأهالي عند دخول الإنكليز للمدينة لزوال الحكم العثماني وبداية الحكم الأجنبي الذي يختلف عنهم في كل شئ ديناً ولغةً وتقاليدَ وحضارةً، بل أن الاعافرة اجتمعوا أثناء الاحتلال البريطاني وخطب فيهم كبيرهم قائلاً: (إن الإنكليز كالعثمانيين غرباء عن القلعة ونحن لا نريد إلا حاكماً منا من العراق).. بينما كانت علائم الفرح تبدو على وجوه القسم الآخر لخلاصهم من نير الحكم العثماني وقد سبقت دخول الإنكليز سمعة سيئة فلطالما كان الصبيان ينشدون خلال أعوام الحرب العالمية الأولى الأناشيد المناوئة لهم ومنها أنشودة في ذكر معركة الكوت التي انتصر فيها العثمانيون وانكسر الإنكليز (إنكليزي موت موت، من جوعه سلم الكوت)، كما أن الأهالي لم يكونوا لينسوا بان جلّ مفقوديهم في الحرب العالمية الأولى إنما قتلوا على أيدي الإنكليز وحلفائهم، ولذلك كانت نظرة السكان لهم في موضع الشك والارتياب لم يمحها استياءهم من الأتراك، ومرت الأيام الأولى من حكم الاحتلال فمن محبذٍ له ومن نابذٍ له ومن حائرٍ..
أما بالنسبة للمجالس النيابية فمن المعلوم أن الدورة الانتخابية الأولى بدأت بعد عقد مجلس النواب اجتماعه غير الاعتيادي في 16-7-1925م ولم يكن فيها من يمثل تلعـفر، واستمر الأمر كذلك حتى الدورة الانتخابية الحادية عشرة حيث كان السيد محمد يونس عبد الله ممثلاً لتلعـفر، واستمر كذلك في الدورة الانتخابية الثانية عشرة 1948م وفي الدورة الانتخابية الثالثة عشرة 1953م كان عزيز حسن آغا ممثلاً لتلعـفر (المركز) وفي الدورة الانتخابية الرابعة عشرة 1954م استمر الحال على ذلك مع انتخاب يحيى قاسم نائباً ثانياً عن تلعـفر، وفي الدورة الانتخابية الخامسة عشرة 1954م كان عزيز حسن آغا ممثلاً عن مركز تلعـفر وأحمد العجيل ممثلاً عن خارج المركز، وفي الدورة الانتخابية السادسة عشرة 1958م كان السيد محمد يونس عبد الله نائباً عن مركز تلعـفر وأحمد العجيل نائباً عن عشائر خارج المركز..
يُذكر انه عندما قامت ثورة مايس التحررية عام 1941م باركها الاعافرة وأرسلوا وفداً الى بغداد لإبداء شعورهم الوطني للقائمين بها إلا أن الإنكليز قضوا على الثورة واحتلوا البلاد طيلة أعوام الحرب العالمية الثانية وبقي السكان رحمة حقد الإنكليز وأعوانهم طوال العهد الملكي وبقيت الزراعة متأخرة وأُهمل ارواء الأراضي الزراعية.
وفي التاريخ المعاصر قدم أبناء تلعـفر الكثير من الشباب الذين حصدتهم المعارك، ففي الحرب مع إيران (1980-1988م) قدمت المدينة الكثير من الضحايا ولا يكاد يخلو بيت منها إلا وفيه قتيل أو أسير أو مفقود، أما في العدوان على الكويت عام 1991م وما نتج عن ذلك من تخريب وتدمير فلم تخلو تلعـفر ممن كانوا ضحايا تلك السياسات الخاطئة، واستمرت المدينة ككل مدن العراق تتحمل ما تجنيه هذه السياسة حتى أزالت رأسها قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن شنت هجوماً على العراق بدءاً من يوم 20-3-2003م ودخلت تلك القوات بغداد فعلياً يوم 8-4-2003م وأُعلنَ عن سقوط النظام بعد يوم واحد من هذا التاريخ، ثم توالت المدن واحدة بعد أخرى تقع بيد القوات الأجنبية، وفي يوم 11-4-2003م تعرضت بعض دوائر تلعـفر إلى عمليات السلب والنهب على أيدي بعض ضعاف النفوس فأخذت العشائر تحس بخطر هذه العمليات حتى أخذت بعض هذه العشائر على عاتقها حماية بعض الدوائر، ثم عُقدت ندوة في مسجد الإمام الحكيم في تلعـفر نتج عنها الاقتراح بتشكيل (مجلس شورى محلي) لحماية الممتلكات العامة في المدينة وتنظيم إدارتها، وفعلاً شُكل هذا المجلس من شيوخ العشائر ورجال الدين واستطاع أن يقوم بدور ممتاز وكانت هناك ندوات جماهيرية عقدها المجلس في الجامع الكبير وكان يحضرها المئات من أبناء المدينة على اختلاف انتماءاتهم.. من الجدير بالذكر أن تلعـفر كانت أخر مدينة دخلتها القوات الأجنبية حيث وصلتها هذه القوات يوم 8-5-2003م وهذا يذكرنا بأن تلعـفر كانت أول مدينة عراقية تحررت من نير الاحتلال البريطاني..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحرر الثقافي
مسؤول أداري
مسؤول أداري
المحرر الثقافي


ذكر
عدد الرسائل : 183
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

تلعفر عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تلعفر عبر العصور   تلعفر عبر العصور Icon_minitimeالثلاثاء 30 سبتمبر - 15:28

وقد وقعت تلعـفر أسوة ببعض المدن الأخرى ضحية للعمليات الإرهابية بدءً من عام 2004م التي استهدفت أبناءها حيث لقي أكثر من 1000 شخص مصرعه، فالبعض قتل بالرصاص وآخرون بالهاونات وجماعة بالاغتيالات وأخرى ذبحاً وألقيت جثت الكثير منهم في الأزقة والشوارع.. ولهذا شنت القوات الأمريكية والعراقية عليها حملتين عسكريتين:
- الأولى في 9-9-2004م واستمرت أسبوعاً اضطر الأهالي خلالها إلى مغادرة المدينة إلى القرى والأرياف المجاورة.. وقضوا أياماً مُرة تحت الحر الشديد والصحاري القاحلة وانعدام مياه الشرب والكهرباء والأدوية.. واستعملت القوات الامريكية فيها الطائرات والأسلحة المختلفة في قصف مواقع تواجد المسلحين..
- الثانية في 1-9-2005م واستمرت أسبوعين نزحت أهلها ثانية إلى القرى والأرياف بل وصل البعض منهم إلى مدن بغداد والحلة والنجف وكربلاء والبصرة بعد أن طالت المعاناة وسيطرت مجاميع ملثمة متطرفة على المدينة، وخلال العملية العسكرية الثانية أعلنت القوات الأمنية مقتل 175 مسلحاً واعتقال أكثر من 500 آخرين..
وفيما يلي تواريخ أهم الاحداث الامنية التي شهدتها المدينة خلال هذه الفترة :
2004: انفجار سيارة مفخخة في حي القادسية مستهدفة مدير الشرطة العقيد إسماعيل فارس واسفر الانفجار عن شهيدين و (5) جرحى من رجال الشرطة.
1-5-2005: انفجار سيارة مفخخة في حي القلعة في مجلس عزاء المحامي السيد طالب وهب محمد يونس الموسوي الذي في مدينة الموصل، أسفر الانفجار عن 25 شهيد و30 جريح.
23-5-2005: انفجار سيارتين مفخختين على مجلس عزاء لأحد أبناء عشيرة آل جولاق في حي المعلمين، أسفر عن استشهاد 35 وإصابة 25 أُلقي القبض بعدها على مجرمين من جنسيات سورية وسعودية.
12-9-2005: قام رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور إبراهيم الجعفري بزيارة إلى مدينة تلعفر هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء للمدينة، وجاءت الزيارة بعد تطهير المدينة من الإرهابيين المجرمين.
11-10-2005: انفجار سيارة مفخخة في سوق المخضر قرب السينما أسفر عن استشهاد 40 وإصابة 40 من المواطنين وتبنت العملية تنظيم القاعدة في شريط بثها على شبكة الانترنت الدولية.
12-10-2005: انفجار بحزام ناسف وسط المتطوعين للجيش في قاعدة القلعة العسكرية أسفر عن استشهاد 30 وإصابة 35 من المواطنين الراغبين في التطوع.
12-4-2006: انفجار سيارة مفخخة في سوق المخضر في علوة تلعفر أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة 7 آخرين.
21-4-2006: انفجار سيارة مفخخة استهدفت الشرطة العراقية في دورة القلعة أسفر عن استشهاد 6 بينهم 4 من رجال الشرطة و11 مصاباً.
9-5-2006: انفجار سيارة مفخخة نوع بيكب في حي الوحدة (قنبر درة) مخلفاً 26 شهيداً و100 جريح.
12-6-2006: انفجار سيارة مفخخة قرب محطة تعبئة تلعفر مخلفاً 4 شهداء و42 جريحاً.
14-9-2006: انفجار بحزام ناسف على نقطة تفتيش للشرطة العراقية أسفر عن استشهاد شرطي وإصابة 6 آخرين في شارع النخوة في حسنكوي.
18-9-2006: انفجار حزام ناسف في سوق الصاغة مخلفاً 21 شهيداً و20 جريحاً.
21-9-2006: القوات الأمنية العراقية تقتل متمرداً يرتدي حزاماً ناسفاً حاول تفجير نفسه على إحدى نقاط التفتيش في حي القادسية.
30-9-2006: انفجار سيارة مفخخة على نقطة تفتيش للشرطة العراقية في حسنكوي مخلفاً شهيدان و32 جريح كلهم من المدنيين.
4-10-2006: انفجار سيارة مفخخة على نقطة تفتيش للشرطة العراقية في حي القادسية مخلفاً شهيداً من رجال الشرطة و10 مصابين.
7-10-2006: انفجار سيارة مفخخة على نقطة تفتيش للجيش العراقي في حسنكوي أسفر عن 8 شهداء 4 منهم من الجنود و6 مصابين.
9-10-2006: انفجار سيارة مفخخة على مركز شرطة حي سعد أسفر عن استشهاد شرطي وإصابة 12 مدنياً.
10-10-2006: القوات الأمنية العراقية تقتل متمرداًً يقود سيارة مفخخة تفجر سيارته بدون خسائر.
19-10-2006: انفجار حزام ناسف على نقطة تفتيش للشرطة العراقية في حي القادسية أسفر عن استشهاد شرطي.
25-10-2006: انفجار حزام ناسف على حاجز للتفتيش للجيش العراقي في حي السلام أسفر عن إصابة جنديين بجروح.
10-11-2006: انفجار سيارة مفخخة على نقطة تفتيش للجيش العراقي في حي القادسية أسفر عن استشهاد العقيد عبد الكريم جاسم آمر فوج الجيش العراقي في تلعفر و5 من حراسه وإصابة 15 بينهم 5 مدنيين.
24-11-2006: انفجار مزدوج بسيارة مفخخة وحزام ناسف على معرض سيارات في حي الكفاح أسفر عن 22 شهيد و45جريح كلهم مدنيون.
8-12-2006: انفجار سيارة مفخخة للجيش العراقي في حسنكوي في شارع البواري أسفر عن 3 شهداء و15 مصاباً كلهم مدنيون.
30-12-2006: انفجار حزام ناسف وسط المواطنين في أحدى الاسواق الشعبية في حي النداء أسفر عن 5 شهداء و17 جريح.
10-1-2007: انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لرجال الشرطة العراقية قرب محطة تعبئة غاز الهدير الأهلية مخلفاً شهيدان احدهما طفل و6 مصابين بينهم 3 من رجال الشرطة.
10-1-2007: انفجار حزام ناسف في سوق شعبية في حي الطليعة مخلفاً 4 شهداء و17 مصاباً.
13-1-2007: عملية عسكرية واسعة ضد وكر كبير للمسلحين في حي القلعة أسفر عن قتل 9 منهم بارزين واعتقال آخرين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والأحزمة الناسفة.
30-1-2007: انفجار سيارة مفخخة على نقطة للجيش العراقي في حي السلام دون إصابات.
1-2-2007: القوات الأمنية العراقية تفجر سيارة مفخخة في حي المعلمين دون خسائر.
10-2-2007: انفجار سيارة مفخخة مستهدفة نقطة تابعة للجيش العراقي في قرية آل علو أسفر عن جندي شهيد و5 مصابين.
24-3-2007: انفجار حزام ناسف استهدف محل حلويات في محلة السراي أسفر عن 10 شهداء و13 مصاباً.
25-3-2007: القوات الأمنية تقتل متمردين يرتديان حزامين ناسفين في حسنكوي دون خسائر في صفوف الشرطة.
27-3-2007: انفجار شاحنة مفخخة محملة بأكثر من 7 أطنان من المتفجرات في سوق في حي الوحدة (قنبردرة) مخلفاً عن 110 شهيد و180 جريح وتدمير 45 منزلاً بالكامل وأكثر من 100 منزل بأضرار بليغة وأكثر من 50 سيارة مدنية.
27-3-2007: انفجار سيارة مفخخة وسط حشد من المواطنين في حي الكفاح أسفر عن 8 شهداء و 13 جريح.
10-7-2007: انفجار حزام ناسف في حفلة عرس في حي سعد أسفر عن (5) شهداء بينهم العريس و(6) جرحى.
2-8-2007: انفجار سيارة مفخخة في حي المعلمين أسفر عن استشهاد مواطنَينِ اثنين وإصابة (22) آخرين.
2-8-2007: قوات الشرطة العراقية تقتل إرهابياً يرتدي حزاماً ناسفاً قرب منتدى شباب تلعفر كان ينوي تفجير نفسه وسط حشدٍ من لاعبي كرة القدم.
6-8-2007: انفجار شاحنة مفخخة في قرية قُبك التابعة لمدينة تلعفر وأسفر الانفجار عن استشهاد (40) وإصابة (52) مواطناً وتدمير (15) منزلاً بالكامل وعشرات السيارات المدنية والمئات من المواشي.
4-10-2007: انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري وسط سوق في حي القادسية أسفر عن استشهاد (3) وإصابة (60) مواطناً، وعقب الانفجار أعلنت الأجهزة الأمنية أن إرهابياً كان يرتدي حزاماً ناسفاً وكان ينوي تفجير نفسه بعد تجمع المسعفين لإنقاذ المصابين قُتل بعد إصابته البليغة جراء انفجار السيارة المفخخة.
مجموع السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي انفجرت في تلعفر حتى اليوم : 35
عدد المواطنين المدنيين الذين استشهدوا عبر المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات والاغتيالات: 1110 مواطن
عدد العبوات الناسفة: مئات
عدد الهاوانات وصواريخ الكاتيوشا المتساقطة على الأحياء السكنية: مئات
عدد المصابين جراء العمليات الإرهابية: 2750
عدد المهجرين من منازلها: 3200 عائلة
ومع مرور السنوات وتسابق الزمن انتشرت العمارات الحديثة والأسواق العامرة والشوارع في ربوعها وهنا نشير الى بعض الدوائر وتواريخ إنشائها: محكمة تلعـفر وبوشر بإنشائها في 17-7-1971م، مكتبة تلعـفر التي تضم آلاف الكتب والمراجع في شتى العلوم والمعارف تأسست عام 1962م، مستشفى تلعـفر العام وبوشر بإنشائه عام 1970م ونفذ عام 1979م بكلفة 164 ألف دينار،المصرف الزراعي التعاوني أنجز إنشاءه عام 1978م بكلفة 41284 دينار، مركز إطفاء نفذ عام 1985م بكلفة 87 ألف دينار، سايلو تلعـفر(سايلو: لفظة إفرنجية مركبة يُقصد بها الأماكن المنتظمة المعدة لخزن الحبوب بصورة فنية مع ترتيبات خاصة من الآت ووسائط نقل ميكانيكية لتصفية الحبوب إلى غير ذلك وتدعى المخازن بالعربية باسم ـ هري ـ وجمعها اهراء وأول سايلو أُنشئ في العراق كان في بغداد وأنجز عام 1950م) ونفذ عام 1984م بكلفة 6ملايين دينار، أما مستشفى القلعة فهو أول مؤسسة صحية في تلعـفر انشأ عام 1935م..
واليوم تضم تلعـفر أكثر من 30 حياً سكنياً في 3 قطاعات أكبرها القطاع 3 ومن أشهر الأحياء السكنية: حي القلعة وحي المعلمين وحي القادسية وحي سعد وحي السلام المعروف بـ(حي البواري) وحي الوحدة المعروف بـ(قنبر درة) وحي المثنى المعروف بـ(حسنكوي) وحي النصرالمعروف بـ(السراي): ويرى البعض أن تسمية هذه المنطقة بهذا الاسم يرجع إلى وجود سراي حكومي أيام الدولة العثمانية، بينما يرى آخرون أن التسمية جاءت من سكن أفراد من عشيرة سرايلي وأن هؤلاء قدموا من أذربيجان وكان جد العشيرة يعمل في قوات الجندرمة في سراي الدولة العثمانية، وتتوزع هذه الأحياء على 30 كم2 هو مساحة مركز المدينة، وتتبع المدينة 63 قرية (والبعض قالوا 200 قرية) ونواحي العياضية و ربيعة وزمار (وافتتحت الأخيرة رسمياً مطلع عام 1986م وتبعد عن تلعفر 33 كم) وهناك 84 مؤسسة تربوية ومعهد إسلامي ويضم المركز مستشفى و10 مراكز صحية ومركز للشباب ودار سينما ومركز انترنت انشء مؤخراً ومكتباً للبريد وبدالة.. أما المساحة الكلية لتلعـفر فتبلغ مليون و600 ألف دونم.. فيما تقدر مساحة مركز المدينة ومساحة مركز النواحي التابعة لها (العياضية وزمار وربيعة) بـ 4453 كم2.. ومن الملاحظ أن تلعـفر اليوم تخلو من الفنادق والحمامات الشعبية التي تنتشر بكثرة في مدينة الموصل على الرغم من أن المصادر التاريخية تذكر انه كان في تلعـفر حمّام وُصف بأنه لطيف سنة 1325هـ / 1907م ويُعتقد أن موقع هذا الحمّام كان في محلة حسنكوي على بُعد أمتار قليلة من عين ماء تلعـفر، وما تزال آثاره موجودة حتى اليوم..
ومن الجدير بالذكر انه كانت لمدينة تلعـفر أهمية كبيرة تعود إلى مواردها الزراعية الوفيرة بسبب خصوبة الأراضي المحيطة بها وخصوصاً الأراضي السهلية التي تعرف باسم (الجزيرة) والتي تحتوي على ملايين الدونمات وكلها تزرع بالحنطة والشعير، ونشوئها فوق رابية واتخاذها كحصن منيع تجاه غارات الأعداء ووقوعها على طريق القوافل العام الذي يربط العراق بالشام إضافةً الى وفرة مياه عين مائها.. وتقع تلعفر على ارتفاع 370 م عن مستوى سطح البحر، أما الموقع الفلكي والذي من خلاله تحدد شخصية الإقليم الاقتصادية والسياسية والمناخية فتحظى تلعفر بموقع جغرافي جيد في هذا الاتجاه فهي تقع على خط الطول (10-20-30-42 شرقاً) ودائرة العرض (10-22-36 شمالاً) لذا فلتلعفر أهمية من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية لأنها تربط العراق بالهلال الخصيب من جهة وبتركيا من جهة أخرى ..
ومن الأمور الطريفة التي من المهم الإشارة إليها أن لتلعفر حساباً فلكياً محلياً معروفاً عند أبناء المدينة وخصوصاً المسنين منهم، ويعتبر هذا الحساب تقويماً يمكن من خلاله معرفة أوقات الحصاد والحراثة وكل ما يتعلق بالزراعة وببعض المناسبات الشعبية وهو كالأتي:
27-5 إلى 21-6 ومدته 26 يوماً: دخول الصيف، 22-6 إلى 31-7 ومدته 40 يوماً: دخول المربعانية وتمثل قمة الصيف، 1-8 إلى 25-8 ومدته 25 يوماً: دخول (قـُتـَة ياز) وبذلك يكون مجموع أيام الصيف عند الاعافرة 91 يوماً، 26-8 إلى 25-11 ومدته 92 يوماً: الخريف، 26-11 إلى 21-12 ومدته 26 يوماً: دخول الشتاء، 22-12 إلى 30-1 ومدته 40 يوماً: دخول المربعانية وتمثل قمة الشتاء، 19-1 إلى 27-1: عنتر العرب ويشترك عنتر الاعافرة بثلاثة أيام من نهاية المربعانية وستة أيام من الشتاء الأسود، 31-1 إلى 24-2 ومدته 25 يوماً: (قرة قش) أي الشتاء الأسود، 17-2 إلى 25-2: عيد خضر الياس الشعبي وسقوط الجمرة الأولى على الهواء، 25-2 إلى 9-3 ومدته 14 يوماً: الربيع (آق سوباط)، 10-3 إلى 9-4 ومدته 31 يوماً: شهر آذار، 10-4 إلى 10-5 ومدته 30 يوماً: شهر نيسان، 11-5 إلى 26-5 ومدته 16 يوماً: شهر آيار، وبذلك يكوم مجموع أيام الربيع 91 يوماً، في 5-10: رفع المياه عن بساتين تلعفر إلى الأراضي الزراعية، في7 إلى 27-3 ظهور السنابل على الشعير.. والتفاصيل كثيرة.
منقول للامانة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tferhat
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 1
العمر : 79
تاريخ التسجيل : 30/01/2008

تلعفر عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تلعفر عبر العصور   تلعفر عبر العصور Icon_minitimeالأربعاء 8 أكتوبر - 10:41

لقد كانت الامبراطورية العثمانية حالها حال الامبراطوريات العباسية والاموية والصفوية اي انها امباراطورية اسلامية بمعنى الكلام والذي يفكر العكس ليس الا عميلا للاستعمار الانكليزي الذي احتل البلاد ونهبها ولا زال .وهو الذي دس سمومه وغير تاريخ المنطقة وكما يريد فالعثمانيون لم يكونوا يوما ما دولة استعمارية وكانت لا تفرق بين اي من القوميات المتاخية تحت الاسلام وانكم ترون الان ماصنعه الاستعمار في عراقنا الحبيب .هل تستطيع ان تقول للامبراطوريات الاسلامية العباسية والاموية والصفوية وغيرها بانها محتلة انها نظرة عروبية جاهلية .والتاريخ المذكور اعلاه لايستند الى اية وثائق كلام فارغ لمندس انكليزي . عسى ان يتم تصحيح الخطأ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mahmood
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
mahmood


ذكر
عدد الرسائل : 457
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

تلعفر عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تلعفر عبر العصور   تلعفر عبر العصور Icon_minitimeالإثنين 2 مارس - 23:17

بسمالله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة انه موضوع قيم جدا ويستحق المطالعة
با رك الله فيك اخي الكريم المحرر الثقافي وجزاك الله خير الجزاء
والحمد لله رب العالمين
اخوكم محمود الاعرجي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تلعفر عبر العصور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تلعفر تنهشها ضباع التكفيريين
» رأي , في مسألة تلعفر
» مساجد و حسينيات الشيعة في الموصل و تلعفر
» تلعفر ..عشق التنقل بين الغزاة....
» دعم مطالب ابناء تلعفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: منتــدى الموصــل :: الشيعة التركمان-
انتقل الى: