شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحق الكردي والأداء الفاش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحرر الثقافي
مسؤول أداري
مسؤول أداري
المحرر الثقافي


ذكر
عدد الرسائل : 183
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

الحق الكردي والأداء الفاش Empty
مُساهمةموضوع: الحق الكردي والأداء الفاش   الحق الكردي والأداء الفاش Icon_minitimeالأربعاء 3 سبتمبر - 22:33

الحق الكردي والأداء الفاشل للمسؤولين الأكراد

حسين سنجاري – أربيل

رئيس التسامحية العالمية

(ويل لأمة ان لم تقل للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت) حديث نبوي


عبّر العديد من المسؤولين الاكراد عن (دهشتهم) و(سخطهم) و(رفضهم) لمجريات الأمور في جلسات البرلمان العراقي اواخر تموز وبداية آب الحالي الى حد وصفها البعض بـ (الانقلاب) و (المؤامرة ضد شعبنا الكردي). والالتفاف على الانجازات في كوردستان، كما وعقدت سلسلة من اجتماعات وندوات في المقرات الحزبية والمنظمات الجماهيرية (ناهيك عن الستلايتات) حول (خيبة الأمل) و(ضرورة إعادة تقييم التحالفات) و(خيانة) العهود والاتفاقيات. ولم تمض ايام حتى (انطلقت) مظاهرات حاشدة تندد وتحذر وتهدد. واخيرا وليس آخرا، جاء قرار مجلس محافظة كركوك حول انضمام محافظتهم الى اقليم كوردستان العراق.

وكي لايضيع حق احد، فانني هنا سوف اكتب تفصيلات عن اداء سيء واسلوب يضر بالحق نفسه بالذات. ولكن، ولأن المخبرين الذين تعودوا على (الحياة الحزبية) كثيرون ولا يتوانون عن خلق الاكاذيب وتفسير الاراء النقدية البناءة ومحاولة توريط اصحابها كنوع من الخيانة والتآمر، اسمح لنفسي بان اقطع الطريق على وشاياتهم وعلى تفسيراتهم التآمرية الهدامة. ان هذه الأراء لا تندرج في خانة الأحقاد والمشاعر الكيدية والتشفي، بالعكس انها اراء للمناقشة والتأمل واثارة الاسئلة لتكون في خدمة القيادة لتلمس الحقائق لتكون مفيدة في اعمال الفكر واستخلاص العبر، قبل فوات الأوان. لقد صرفت سنوات شبابي وحياتي في خدمة الحقوق الكردية بتفان واخلاص ولن ادخل في مزايدات عقيمة مع حزبيين مستفيدين لا تهمهم الا امتيازاتهم، وهم بدفاعهم عن مساويء الوضع الراهن، يكذبون لأنهم دجالون لا تهمهم مصلحة الا مصلحة ذواتهم فقط وهم ليسوا مخلصين لقادتهم حتى. نحن مخلصون لزعامتنا وقيادتنا لكن المسؤولين الفاسدين غير جديرين بمناصبهم، وهم لا يستحقون الا الطرد من وظائفهم والملاحقة القانونية العادلة بحقهم. فهم الذين يسيؤون الى سمعة قيادتنا وتدني الشعبية بسبب تصرفاتهم المشينة. الا ان الأداء السيء يضر بالحقوق العادلة والشرعية ولهذا على القادة ان يختاروا اساليب عمل راقية تتساوى مع رقي الحق والعدالة وضمن هذه الاساليب اختيار مسؤولين كفوئين ونزيهين.

ماذا حدث ولماذا تغيرت المواقف؟ ولماذا ادار البعض ظهورهم للحق الكردي؟

ان تفصيلات اذكرها هنا، تتعلق بهذا السؤال: هل ان للاكراد انفسهم دور في هذا الخذلان لهم؟ هل ساهم الأداء الكردي في ان ينقلب عليهم الآخرون؟

هذه دعوة للاصلاح لقطع الطريق امام العنف والتطرف. ان الأكراد ليسوا استثناء من التاريخ الإنساني: عندما يصبح الشعب ساخطاً تجاه مسؤوليه وحكامه، بعدما كان اولئك المسؤولون قد خذلوه وسرقوه وظلموه واهملوه وداسوا على كرامته وحقوقه وتناسوا حاجاته وطموحاته وتكبروا عليه واستنكفوا منه.. اي بكلمة واحدة عندما ابتعدوا عن الأهالي وفقدوا التواصل معهم، فان شيئاً واحداً سوف يحدث لا محالة، سواء كان ذلك عاجلا ام آجلا: سوف يقوم الشعب بتغيير حكامه. وسواء كان ذلك في الديمقراطيات ام في النظم الظالمة لشعوبها.

هل هنالك احد يشك في هذا الاستنتاج التاريخي الذي اذكره؟

في الديمقراطيات، اذا ما غضب الشعب عن حكامه فانهم سوف يغيرونهم عن طريق صندوق الانتخابات. اما في غيرها فربما طال الزمن اكثر من السنوات الأربع او الخمس كما في المجتمعات التي تنعم فيها الشعوب بالدورات الانتخابية الحقيقية، لكنهم وبالتأكيد سوف يغيرون حكامهم لا عن طريق صندوق الانتخاب المزيف، إنما بالطريقة الوحيدة المتبقية لديهم: العنف. وكاصلاحيين لا عنفيين، ندعو وبكل اخلاص القيادة الكردية الى وضع خطة شاملة للإصلاح السياسي والحكومي والمالي والخدمي في الأقليم قبل فوات الأوان.

لقد كانت هناك مبادرات اصلاحية بالفعل لكنها ماتت في مهدها. يتذكر كاتب هذه السطور الزيارة التاريخية التي قام بها كاك مسعود الى دهوك عام 1999 وبقي هناك اياماً عديدة يستمع الى شكاوى المواطنين ضد المسؤولين الحزبيين والحكوميين (لا يمكن الفصل بينهما!) لكن الإجراءات الإصلاحية لم تتم. وباعتقادي فإن عدم تنفيذ الإصلاحات في ذلك الوقت، ادى الى تفشي الفساد الحكومي والحزبي اكثر من ذي قبل. ان كاتب هذه السطور شاهد على الخوف الذي انتاب البقرات السمينة والتي اكتنزت من المال الحرام، وكانوا قد اصيبوا بالصدمة والذهول والشحوب والوجوم والصمت والذعر كالفئران التي تتوقع الخطر الذي سيداهمها لكنه وبعد فترة تأكد لهم انه لا محاسبة ولا اصلاحات ولا خوف فاصبحوا (لا يحزنون)، وكان من شأن ذلك ان بدأ الفساد مثل النار الإبليسية في الهشيم الكردي.

وفي المقابل حدث شيء مشابه تقريبا في السليمانية حيث يسيطر عليها الاتحاد الوطني.

يتكئ المسؤولون، باستراحة، على مخدة (لا يوجد بديل عنهم). وهذا خطأ. اولا انهم بقولهم هذا يعلنون عن غرورهم وروح الاستعلاء الفارغة وكأنه لم يلد ولم يولد الا ذواتهم، مما يمنعهم حتى من التفكير باجراء الاصلاحات المطلوبة. وثانيا، ان التاريخ الإنساني يقول دائما بان البديل يمكن ان يتشكل في لحظة مؤاتية واحدة من حيث لا يدري اي احد. بل واكثر من هذا، ففي الحقيقة ان البديل موجود الآن: كل هذه الضمائر الوطنية التي تبكي بصمت، الآن لحال الوطن والعدالة المفقودة وكرامة الشعب المظلوم، سوف تنهض هذه لتطالب بصوت مدوي، بالعدالة والحقوق والكرامة المهدورة. واذا قال احد بأنه لا بديل، فهو اذن يتمنى ان الشعب الكوردي يكون عاقراً غير جدير او لا يمكنه الخلق والأبداع!

ويتكئ المسؤولون وباستراحة اكثر، على الحلفاء الأمريكان والإنكليز. هذا خطأ فادح آخر. ان ضمان تأييد الحلفاء هو رضى الأهالي عن المسؤولين. ولا يمكن استمرار ضمان الدعم الخارجي في حالة الإقليم الذي يختلف عن حالات دول في الشرق الاوسط، حيث يستمر الغربيون في دعم نظم فاسدة وفاشلة وشبه ديكتاتورية.

ان حالة الإقليم الذي هو جزء من العراق، سوف تؤثر عليه مجريات الأمور في بغداد وليس في واشنطن او لندن. بغداد هي التي سوف تحسم. يعاني الأكراد من صلف وغرور مسؤوليهم، ولهذا فأن المرء لا يستغرب عندما يسمع في بغداد كما في واشنطن ولندن الحكايات نفسها حول الغطرسة التي لا تبعث على الاطمئنان.

ان الظروف العراقية والاقليمية والدولية ربما لا تساعد الآن في ظهور بديل مناسب. لكنه وفقط عندما تكون ظروف الاقليم نفسها مهيأة لظهور البديل، فسوف نرى التبدل الفوري الذي يحدث عراقياً واقليمياً ودولياً. ونحن نرى بوادر كل هذا الآن! فهل نريد نحن المخلصون لقيادتنا هذا؟ يحتم علينا هذا ان نتكلم الآن وقبل فوات الآوان!

كان كاتب هذه السطور في بغداد مؤخراً اثناء المظاهرات (المليونية) التي نظمها الحزبان الكرديان في مدن الإقليم. وناهيك عن الحديث حول ان الجميع يعرف كيف خرج (الملايين) الى الشارع، كانت الصدمة صاعقة عند مشاهدة مئات الآلاف من المتظاهرين الذين صرف الحزبان الكرديان الأموال العامة على مئات الآلاف من اللافتات والاعلام وكل متطلبات تحشيد (الجماهير). مئات الآلاف من اعلام كوردستان واللافتات تطالب بغداد الاعتراف بالحق الكوردي. والسؤال هو: لماذا اذن، لم تكن هناك تعليمات بموازاة التعليمات الآخرى من قبل جهة تنظيم المظاهرات، برفع، ولو بضعة أعلام عراقية؟! أنت تطلب حقوقك من بغداد، لكنك في الوقت نفسه تستفز بغداد وغير بغداد! أيها المغرورون كفى غروراً! نعم، عندنا حق مشروع لكن بموازاة أساليب مطعون فيها!؟

ان التهديد المبطن بالانفصال او الاستقلال وما شابه، هو سياسة مدمرة. وبدلا عن هذا، يجب ان يشتمل البرنامج السياسي الاصلاحي في الاقليم، وقبل كل شيء، على برنامج تربوي في الوطنية العراقية والايمان بالوطن العراقي على اساس المساواة والاعتراف بالحقوق والواجبات. اعتراف الجميع بحقوق الجميع والقبول التسامحي بهويات الجميع. واعادة الروح في الوطنية العراقية لدى اهالي اقليم كوردستان العراق.

ما أشبه شعارات المثقفين القومجيين الأكراد بنظائرهم من المثقفين القومجيين العرب أو الأتراك. نفس الخطاب البائس. نفس نمط التفكير وتفسير العالم! وعدم ادراك التحولات الهائلة في العالم من حولنا. خطاب من القرن الماضي وقبل الماضي!

نحن نرى ونحن نسمع ولهذا يجب ان نتكلم. ولا احد يستطيع ان يحجب عنا هذا الحق. واذا اراد المسؤولون ان لا ننتقد اوضاع الإقليم السيئة جداً، فعليهم اذن الشعور بالمسؤولية والبدء بالاصلاحات لكي نقوم نحن باطرائهم ومدحهم والحديث عن منجزاتهم والتصفيق لهم.

نحن نرى ونحن نسمع ولهذا يجب ان نتكلم: لقد تدهور النظام القضائي الى درجة قعرية. وبوجود ثمانية كليات مسائية للقانون في الإقليم، أصبح تسييس القضاء امراً مسلماً به. طوابير حزبية تتخرج كل سنة من هذه المدارس وهم يحملون ما يسمى بشهادة (بكالوريوس في القانون). طوابير حزبية أخرى تخرج، يعلقون على جدران مكاتبهم ما يسمى بـ (شهادة الماجستير في القانون). قانونيون يخرقون القانون. أشباه أميون يحملون شهادات جامعية وشهادات عليا بعد ان كانوا قد حصلوا على "تزكية حزبية". لا يستطيعون كتابة رسالة شخصية باللغة العربية او حتى باللغة الكردية. لم يعد القضاء مستقلاً في الأقليم. انه مسيس حزبياً. يا للكارثة

وزارات ومديريات عامة اصبحت حكراً على الحزبيين واصبحت دوائر للدسيسة والرشوة والمحسوبية والمنسوبية. الأداء الإداري والحكومي وصل مستويات قعرية. لم تعد الكفاءة ولا الإنتاج ولا الإخلاص في العمل هي شروط المدير او الموظف الناجح للحصول على الترقيات الإدارية. الذي لا يسرق المال العام (غبي لا يعرف مصلحته)، (غشيم)، (مسكين).. ويلفق الحزبيون ضده تهم (الخيانة) و (التآمر) على المصلحة العامة. والكلمة الكوردية هي (كه ر) اي حمار. المخلص او النزيه في عمله الحكومي حمار!

اصبح كاتب هذه السطور وكيلا لوزارة الاعمار والتنمية بعد تشكيل اول حكومة كوردية اثر الانتخابات البرلمانية عام 1992. جاء ذلك بعد انتفاضة 1991 وسحب النظام السابق لكافة المديريات والمؤسسات الحكومية من محافظات دهوك واربيل والسليمانية عقاباً للشعب الكردي. ويشهد كاتب هذه السطور بأنه وبالرغم من سحب بغداد في ذلك الوقت للادارات وتفريغ المنطقة من المؤهلات الادارية، الا ان اول حكومة كردية ترأسها د. فؤاد معصوم استطاعت ان تبني وزارات ومديريات عامة ومديريات وهيكلية ادارية ناجحة بكل المقاييس. بقيتُ في الادارة الى حين تقديم استقالتي كوزير للبلديات عام 1999. اذكر هذا لتوضيح انني اعرف من الداخل، وانا أرى وأنا أسمع ولهذا يجب ان أتكلم. نعم بالرغم من كل ذلك، كان الأداء الحكومي افضل بل لا يمكن مقارنته بالوضع الحكومي الإداري الحالي. من هو السبب؟

لماذا اذن كانت الاوضاع الادارية الكوردية افضل سابقا بالرغم من كل مؤامرات النظام، ولماذا تدهور الاداء الحكومي شيئا فشيئا الى ان وصل الى هذا المستوى المشين والكارثي؟ من هو المسؤول؟ من هو المسؤول عن هذا التردي؟ من هو المسؤول عن تردي التعليم والصحة؟ من هو المسؤول عن تردي خدمات الماء والكهرباء؟ من هو المسؤول ان تتحول الحكومة من جهاز لخدمة الأهالي الى جهاز لخدمة حفنة من الغشاشين والمحتكرين والمحتالين الجشعين واللصوص؟ عديمي الضمائر؟ لقد اصبحت كلمة (دز) الكوردية (لص بالعربية) على كل لسان واصبحت مرادفة لكلمة (مسؤول) ياللخجل!. ماذا حل بالكرامة؟

تحولت كلمة، تعني خدمة الناس والمسؤولية تجاه ازدهارهم وتطورهم، الى مرادف للحرامية! دز. دز. دز. هذه الكلمة على كل لسان في كل شارع في كل بيت. اسأل اي مواطن في الشارع عن كلمة مرادفة لكلمة المسؤول. سيكون جوابه: دز . دز. دز. هل تشرّف كلمة حرامي احداً؟ ام ان التربية الوطنية والتربية الدينية والقيم الإنسانية والخدمة والتضامن والصدق ومساعدة المحتاجين والضعفاء والسهر على ترقية المجتمع وأمنه الغذائي والصحي والتربوي والتواضع والتواصل وحفظ الوعد والكلمة الصادقة والاخلاص في العمل والوفاء اصبحت قيماً رجعية ريفية يستهزء بها الأثرياء الجدد، أثرياء المال الحرام، تدل على الغباء والبلادة من قبل أشخاص (مسكين لا يعرف مصلحته!). كه ر، اي حمار!

ولهذا فان جريمة الجرائم هي ليست تخريب المؤسسات الحكومية من الوزارات والمديريات العامة والمديريات و (تفليش) الحكومة والاقتصاد، بل هو التدهور الأخلاقي. ليست الأخلاق هنا ما يتعلق بالتصرفات الجنسية، انما الانحطاط في مبادئ التربية الوطنية والتربية الدينية بحيث لا يوجد هناك رادع اخلاقي في سرقة المال العام، وانعدام الشعور بالمسؤولية وانعدام الاخلاص في العمل والتضحية من اجل تنمية الوطن وازدهار الأهالي ونشر القيم النبيلة في خدمة الإنسانية. الانحطاط الأخلاقي يعني الكذب على القيادة للحصول على الامتيازات. يعني سرقة المال العام. يعني عدم الإخلاص في العمل. يعني الكذب وتزييف الحقائق وانعدام الشعور بالمسؤولية الوطنية او الإنسانية أو الدينية.

هذه المشاكل التي تعصف بالاقليم، يجب ان نقوم وبكل اخلاص وشعور بالمسؤولية بالبحث عن حلول لها.

ان التبرير الكوردي بانه لا زالت تواجهنا تحديات (قومية) تتعلق بوجودنا ولهذا يجب تأجيل الإصلاحات لحين حل (التناقض الرئيسي)! هو منطق خاطئ أثبتت الحركات القومية العربية الخداع المضلل لهذا الخطاب القومي. عانت الشعوب العربية من ظلم حكامها ولا تزال، تحت ذريعة فلسطين والنضال ضد الصهيونية والاستعمار والامبريالية و (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة). فصودرت الحريات وتأجل الى الأبد تحقيق الديمقراطية والتنمية البشرية وحكم القانون والنظام في اكبر عملية خداع للشعوب العربية باسم (الأمن القومي) و (المصلحة القومية العليا)! لماذا نريد استنساخ هذه التجارب الفاشلة؟ لماذا نريد ان يشبه اقليمنا اوضاع مجتمعات أوربا الشرقية سابقاً؟ لماذا نسمح ان تغمرنا الأكاذيب الى ان نصبح نصدق أكاذيبنا التي اختلقناها وفبركناها؟ والى ان اصبح المجتمع كله يعيش كذبة كبرى؟ ندعي بالوطنية ونعمل العكس. ندعي بالمسؤولية ونعني جيوبنا وامتيازاتنا. نزعم التضحية والفداء من اجل الشعب ونحن نخادع الشعب ونسلبه حقوقه وكرامته. نتحدث حول القانون والازدهار الاقتصادي وتطوير الزراعة وبناء المدارس والجامعات وايضاً، منظمات المجتمع المدني وبناء الديموقراطية والبناء الستراتيجي للأمة.. على المدى الطويل! يا لسحر اللغة وسحر الكلمات! لكنها لن تستطيع تزوير وتزييف الحقائق. ونحن نستورد البصل والفجل في اقليم لا يحكمه القانون والنظام بل الواسطة والرشوة والمحاباة، وتنعدم فيه العدالة.

وان استطاعت نظم دول الشرق الأوسط القمعية بمحاصرة شعوبها باللعب على عواطف قومية ودينية بدائية، مستغلة ظروف الحرب الباردة تارة وظروف الارهاب الاسلامي والتطرف الديني تارة اخرى، فان ظروف الاقليم بكونه جزءاً من العراق ربما سمحت له عزف الأسطوانة القومجية نفسها الا ان هذا العزف القومي سوف لن يدوم طويلاً وسوف يتوقف تماماً عندما يبدأ عزف لحن أقوى وأمضى وأكثر اقناعاً للاهالي ومندمج مع روح العصر الا وهو صدح نشيد الحرية والديمقراطية في بغداد.

كان العالم يكيل المديح والاطراء للتجربة الديمقراطية الفتية في كوردستان وكان يحلو للكتّاب الغربيين وصفها بـ Fledgling Democracy اي الفتية والتي تحبو.

لكن الوليد يمكن له ان ينمو ويتطور ويمكن ان يمرض ويصيبه الشلل والهوان او حتى الموت. هؤلاء المسؤولون عديمي الضمير تسببوا في زرع ميكروب الفساد في جسد ديمقراطيتنا الناشئة. وبدلا من ان تستفيد بلادنا العراقية كلها من اصلاحاتنا الديمقراطية، أصبح أهالي الأقليم يتطلعون الى اليوم الذي يتقوى فيه النظام الديمقراطي في بغداد ليؤثر بدوره في مسيرة الأحداث في الأقليم تماماً عكس ما كان عليه الوضع لغاية 2003.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحق الكردي والأداء الفاش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسعود للحجاج يجب حمل العلم الكردي فقط
» قصيدة نجاد الحق للشاعر السعودي
» حقائق عن الشعب الكردي
» نواب الموصل يرفضون التوسع الكردي في المحافظة
» المشهداني كردستان لها الحق في ابرام العقود النفطيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: قسم الحوار والمناقشة والاراء :: الشؤون السياسية-
انتقل الى: