شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salem
عضو فعّال
عضو فعّال
salem


عدد الرسائل : 70
تاريخ التسجيل : 07/01/2007

السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية Empty
مُساهمةموضوع: السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية   السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية Icon_minitimeالأربعاء 14 مارس - 19:49

السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية

السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية Zzzzt10

نايف يهدّد بإقالته إن هو واصل تفتيت المؤسّسة الدينية
بعض التقارير الصحفية المدروسة والمعدّة بشكل جيد، قد تركّز على مجال اهتمام كتّابها ومن يعاونهم بالبحث ويمدّهم بالمعلومات، لكنها عن غير قصد قد تسلّط الأضواء على خفايا ما كان لها أن تتلمّسها، لولا أنها، أي الأحداث والخفايا، بالغة الأهميّة. وقبل فترة وجيزة، كشف كاتبان بريطانيان في سياق سردهما لطريقة تعامل السعوديين الجدد مع عيد الحب، عن انقلاب حقيقي ينفّذه آل سعود ضد المؤسّسة الدينية الوهّابية امتثالاً لإرادة الغرب من جهة، بعد أن التصقت أو ألصقت أطراف داخل الولايات المتحدة تهمة الارهاب والتخطيط لتدمير الغرب ابتداء من الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ وحتى الآن، ودفاعاً عن وجوده، أي النظام السعودي، وهو ما يفسّر سبب قبوله أو تخطيطه للتخلّي عن المؤسّسة التي أوجدها ونمّاها وسلّمها سلطات لا حصر لها، لاستخدامها أو استغلالها في إيهام السعوديين باسم الدين، بأن لا بديل عن آل سعود، وأن سلطاتهم بتفويض شرعي، لا حدود لها ولا تقبل المساءلة.

إذ سجّل مراقبون محافظون في المملكة العربية السعودية، ما يمكن أن يعتبروه أول خروج على المألوف في تاريخ المملكة، وجاءت ملاحظتهم هذه تعقيباً على بعض بوادر تطوّرات لم يكن مسموح بها قبل السنة الثانية من تولّي الملك عبد الله بن عبد العزيز البالغ من العمر ٨٣ عاماً عرش الحكم في المملكة. غير أن هذه المتغيّرات التي سنأتي على ذكرها، وإن كانت في حقيقتها ليست ذات قيمة كبيرة، ولا تسجّل انفتاحاً أو تغيّراً حقيقياً، إلاّ أنها زادت من نقاط عدم التلاقي بين الملك وبين خصومه كبار رجال الدين المغالين في تفسير نصوص القرآن، والمتشدّدين في فهم مآثر وأحكام السنّة النبوية. وإذا كان من الجائز القول أن الوضع السعودي الحالي نتاج عشرات العقود من النموّ والتعايش مع الفكر الفلسفي الوهّابي الذي يرفض الآخر بشدّة، والذي يعتبره أتباعه، أي المذهب، بمثابة العقيدة الإسلامية الصحيحة الوحيدة بين المذاهب الفكرية والتشريعية الأخرى، التي يعتبرها سواهم واحدة من أهم سمات الإسلام في تنوّع الاجتهاد، وفي توفير البدائل المتناسقة التدريج في الأخذ بالاحكام، لتوسيع نطاق قاعدة التقاء المسلمين، الذين تجمعهم ثوابت التوحيد والايمان والطاعة المطلقة لله واتّباع سنّة رسوله الكريم. غير أن الكثيرين من غير الوهابيين، يعيبون على هذا الفكر تشدّده وتطرّفه ومركزيته في إدارة أمور المجتمع.

وورد في تقرير مهم للغاية نشر في صحيفة بريطانية مرموقة، وكتبه الباحثان ستيفت شوارتز وعرفان العلوي (الأول كاتب وباحث ومؤلّف، والثاني مدير مركز أبحاث متخصّص بالتراث الإسلامي في لندن)، أن العاصمة السعودية الرياض، وعلى مدى عقود، الداعم والراعي الحقيقي للوهّابية، وأنها تنفق أموالاً طائلة في الترويج للمذهب، وفي محاربة المذاهب التي تختلف أو تتعارض معه. وإلى فترة ما، لم يكن مثل هذا الأمر يثير أي مواجهة بين الحكم السعودي والعالم الخارجي، وبخاصة المسيحي الغربي أو الشيوعي قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. إلاّ أن الأمور تغيّرت الآن، لا سيما بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١، وقيام ما تصفه الولايات المتحدة بالحرب العالمية على الارهاب، وهي تطورات خلقت نوعاً من الأزمة الداخلية والخارجية للحكم في المملكة، بعدما أعادت تجميع أولئك الذين حاربوا الاتحاد السوفياتي في أفغانستان تحت راية الدفاع عن الإسلام. وهي تطوّرات أوجبت على الحكم السعودي التفكير في التغيير الداخلي، ابتداء من مرحلة الطفولة أو من قاع المجتمع، ربما لاستحالة التغيير في صفوف الكبار والشبان اليافعين الأطوع للمطاوعة أو رجال الدين.

تحوّلات
ونتيجة ذلك، فإن السعودية باتت تمر بمرحلة قريبة الشبه الى حد ما، بالتطوّرات التي شهدها المجتمع بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وافتقاد الكرملين الى التوازن المطلوب في التعامل مع المتغيّرات، التي دفعت بالناس هناك الى التخبّط الى حد ما، وهو ما جعل الثمن عالياً، بسبب تعقيدات الحالة السابقة، وصعوبة إعادة تجميع أوصال الدبّ الذي بدأ هو الآخر أشبه بالرجل العثماني المريض في أعقاب الحرب العالمية الأولى، فكانت النتيجة أن تقاسمت الدول المستقلّة الحديثة الكثير من ثروات ومحتويات ترسانة السلاح النووي وسواها التي اقتناها المعسكر الاشتراكي، وفشل العهد الجديد في الحفاظ عليها ومنعها من الانسلاخ عن الكرملين، بل والارتماء في أحضان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعبيراً عن رفض الحالة السابقة، وتمسّكاً بالوضع الجديد. لكن، ومع الفارق الكبير بين الحالتين السعودية والسوفياتية، إلاّ أن دراسة كل واحدة على حدة يمكن أن تظهر الكثير من الأخطاء في الحالة السعودية التي يبدو أن لا شبيه لها. وهو ما يتيح إمكانية القول إن مملكة الصحراء ما زال فيها الكثير مما لا يمتّ للعصر الحالي بصلة. وعلى كل حال، وفي الحالة السوفياتية، لم تعد هناك حاجة الى التغاضي عن الاشارة الى الدور الغربي في تقويض بناء الدولة والتعجيل في انهيار الاتحاد، وفي إرباك الادارات التي تولّت الحكم والقيادة فيما بعد في روسيا. والمدهش أن الساحة لا تزال خالية من أي دراسات علمية واعية ومنصفة، لآثار وتبعات التحوّل من الدولة والنظام الشيوعي، الى الحالة الجديدة التي لا مسمّى لها حتى الآن، ولا الدروس المستخلصة من الفوارق بين الوضع القديم والجديد.

التخلّي عن الوهّابية
وفي المقابل، فإن الحالة السعودية التي لا تخفي هي الأخرى نشوء بوادر بداية مرحلة التخلّي عن الهيمنة الوهّابية على الدولة والمجتمع، أو بدء مرحلة ما بعد الوهّابية، نشوء ظواهر الحياة الاعتيادية مثل بقيّة الدول الإسلامية المحافظة، لكن غير المغالية في فرض الدين على الفرد والمجتمع والمؤسّسة والدولة، ابتداء من الشارع الى المؤسّسة والأسواق والمدرسة والجامعة والمسجد، والجو داخل الطائرة أو السيارة، أو في كل وسائط النقل البرّي والبحري والجوّي. ومع أن أحداً من فئات المجتمع لم يظهر أي رغبة في تأييد دعوات تغيير نظام الحكم أو إسقاط نظام الحكم الملكي، إلا أن بعض أحداث العنف والتطرّف التي تدخل ضمن ما يعرف بدائرة الارهاب، ألقت بالكثير من الظلال غير الايجابية في المملكة وخارجها وفي أسواق النفط، بعد أن استهدفت أغلب الهجمات منشآت أو حقولاً أو مراكز تصدير للنفط، أو مباني ذات علاقة بهذا المرفق. وهو ما فتح عيون العالم على أهميّة الاستقرار في الدول الإسلامية السنّيّة المصدّرة للنفط. وهو ما دعا الى البحث في الخيارات المتاحة، أمام إمكانية تغيير نظام الحكم في المملكة، أو الاكتفاء بتحوّل بيت آل سعود من مؤسّسة حكم مطلق لا تحاسب، وتستأثر بكل السلطات من دون حسيب أو رقيب، الى واجهة ملكيّة لا تحكم على غرار ما هو متّبع في بريطانيا، بشرط أن يتوفّر دستور مكتوب على ذلك، يفصل بين السلطات ويوفّر الحقوق المدنية والحرّيّات بما فيها حرّيّة التعبير والصحافة والرأي، والاعتقاد الديني للسعوديين والتخلّي تماماً عن الوهّابية.


التغيير المطلوب
ويعتقد الباحثون أن في المملكة العربية السعودية أدوات تختلف عن الموجودة في الاتحاد السوفياتي السابق، من شأنها أن تقلّل من حجم الضرر الذي يمكن أن ينجم عن التغيير المطلوب، بخلاف ما حصل وترافق وأعقب انهيار العصر الشيوعي. فالسعودية فيها أكبر طبقة وسطى في العالم العربي، فضلاً عن حجم رأس المال الخاص، وفاعلية القطاع المالي والمصرفي غير الحكومي، وهي شرائح مهمّة ومؤثّرة، تحبّذ التخلّي عن التطرّف الوهابي في التعاملات اليومية، وفي العلاقة بين المجتمع والمؤسّسة الدينية الواسعة النفوذ، والتي حالت دون تقدّم وتطوّر المجتمع وتعايشه مع العالم. وأمام هذه الخلفيات المعقّدة، حاول أصحاب المدرسة السعودية إعادة قراءة الوضع من خلفيات جلسات المقاهي، فابتدأوا بالحديث الى الناس في بيوتهم وخارجها، واستخدموا وسائل الاعلام لهذا الغرض أيضاً، وكل هدفهم معرفة ما إذا كانت التوجّهات الجديدة قد أثبتت أي نوع أو قدر من الجدوى في فكفكة الجدار السعودي التقليدي القديم، القائم على الأسس الوهّابية، ومدى قدرة المتبقّي من هذا البناء على مواجهة المد الجديد المتعطّش الى الانطلاق والتحرر من الكبت، ومن القيود الدينية المتطرّفة التي لا توفّر أي خيارات أو بدائل، ولا تقبل بما يقبل به الآخرون من أصحاب المذاهب الأخرى حتى السنّيّة منها. وهي مرحلة سبق أن مرّت بها شعوب أخرى، مثل الإسبان وسكان تايوان والأندونيسيين والشيوعيين البولنديين والتشيكيين، ودول وشعوب أخرى تعرّضت الى الاختبار نفسه قبل ثلاثين عاماً.. وذلك في الطريق الى الديمقراطية، أو ما يمكن أن يطلق عليه مثل هذا المسمّى بتجارب مختلفة، تبعاً للبيئة والعادات والتقاليد والانفتاح على العالم.


لكن في موضوع مثل يوم الحب (ڤالنتاين داي) فإنه حسّاس جداً وللغاية في دولة مثل المملكة العربية السعودية. وقد لا يعرف عنه أو لم يسمع به إلاّ من عاش في الغرب. ويتلخّص اليوم المذكور في تبادل هدايا بين المحبّين، وهو ما يمكن أن ينظر اليه على أنه نتاج طبيعي لتجارب الشعوب في مجال بلورة المشاعر المتبادلة بين أفراد من الجنسين. وهو تعبير عن العاطفة وعن الاحترام والتقدير بين الشركاء في مثل هذه الأحاسيس الجيّاشة عادة. وهو ما ليس مقبولاً ولا متاحاً ولا يعمل به ولا يرخّص له، في دولة مثل السعودية، وقد تكون عواقب المجاهرة به حتى من تجمعهم روابط شرعية، عقوبات ليس بينها أمر حميد أو ما يمكن غض النظر عنه.

يوم الحب
وخلال العام الحالي، بدأ الناس يتحدّثون ويستعدّون للاحتفال بيوم الحب، اعتباراً من الإثنين الثاني عشر من شباط (فبراير). وفي اليوم المذكور، ذكرت صحيفة الجزيرة الصادرة في العاصمة السعودية الرياض (لا علاقة للجريدة بقناة الجزيرة الفضائية العربية) وبالخط العريض، وعلى صفحتها الأولى، أن المطاوعة، وهم كبار رجال الدين في المؤسّسة الدينية السعودية، يعتزمون القيام بجولات تفتيشية في الفنادق والمطاعم والمقاهي ومحالّ بيع الهدايا، وذلك لمنع المسلمين من تبادل هدايا الحب في يوم ڤالنتاين، للحيلولة دون تداول بعض أنواع الهدايا المسيئة أو المحرّضة على الفجور. ونبّهت الى أن من يتعاطون مثل هذه الأشياء، سوف يقدّمون الى القضاء. ولا يحتاج المرء الى من يعلمه بأن المطاوعة يعتبرون يوم الحب بمثابة بدعة من عمل الشيطان.


وفي الوقت نفسه، بدا أن رجال الدين أقلّ شهيّة هذا العام لامتصاص دماء المحبّين ومعاقبتهم، فضلاً عن استثناء غير المسلمين في المملكة من هذه الاجراءات، وهم بالمناسبة يشكّلون نحو ٢٠ في المئة من السكان (نحو ٦ ملايين شخص) أغلبهم من العاملين في وظائف تقنية عالية، في قطاعات نفطيّة وطبّيّة ومعمارية عدة وأخرى حسّاسة، بالاضافة الى شاغلي الوظائف الدنيا والخدمية من غير المسلمين، من دول جنوب شرق آسيا وأغلبهم من المسيحيين، ويضاف إليهم الزوّار والسيّاح الأجانب. وهذه الفئة من السكان الوافدين لا تطاولهم عادة أيادي ونفوذ المطاوعة، إذا ما أقاموا مراسم احتفالاتهم وعاداتهم الخاصّة خلف أبواب مقفلة، بعيداً عن أعين المؤسّسة الدينية.

مجاراة
لكن من غير المستحب ولا المقبول، مشاركة المسلمين في مثل هذه الأعمال، حتى وإن كانوا غير سعوديين، لذلك يتوجّب على المسلم، أياً كان، أن يكون حذراً من مجاراة الأجانب من المسيحيين تحديداً في احتفالاتهم وعاداتهم، وإلا نالهم الويل والثبور حتى ولو من باب الشبهة. ومع ذلك، طالما غيّر المطاوعة هذه القاعدة، وقاموا في غير مرة بدهم المجمّعات السكنية التي يقطنها الأجانب، في مناسبات مثل يوم الحب، للتأكد عدم حدوث أعمال محرّمة لا من قبل الأجانب ولا من قبل مسلمين معهم. وهكذا، فإن السعودية بشكل أو آخر لا تعمل بمبدأ خصوصية أهل البيت داخل جدران بيوتهم، وهي قاعدة تحترمها الدول الغربية وتعتبرها واحدة من مظاهر التحضر الحقيقية.


غير أنه، وفي الثالث عشر من شباط (فبراير) وهو اليوم التالي لليوم الذي نشرت فيه الجريدة الخبر، استخدم رجال الدين نفوذهم وسلطاتهم لمنع المحالّ والمتاجر من بيع الهدايا التي تصنّف على أنها بضائع معدّة خصيصاً ليوم الحب، مثل الورود الحمراء (الروز) التي ترمز للحب والجمال، ليس من قبل الأجانب فقط، وإنما في التراث والأدب والشعر العربي أيضاً. والطريف أن صحيفتي الجزيرة والوطن الصادرتين في الرياض، أشارتا الى أن كل الأشياء التي لونها أحمر، قد أزيلت من المحالّ والمتاجر والأسواق بقرار من المطاوعة.

لكن الصحيفتين أشارتا أيضاً الى فشل رجال الدين في مضايقة الناس والتعتيم على هذه المناسبة، بعدما تبيّن أن آلاف السعوديين أرسلوا هدايا خاصة الى من يرتبطون معهم بعلاقات العاطفة في اليوم المذكور. والأكثر من ذلك، بدا أن السعوديين الشبّان والناضجين قد استعدّوا للاحتفال بيوم الحب، وأنهم أعطوا المناسبة حقّها، وهو ما تسبّب في ارتفاع أسعار الورود الحمراء، بسبب كثرة الطلب على العرض، ونفاد الكمّيّات المتاحة. وتبعاً لهذه المفاجأة، فإن المتتبّعين لمثل هذه الأمور، توصّلوا الى قناعة بأن نفوذ رجال الدين لم يعد مطبّقاً على المجتمع السعودي، بالطريقة التي تعوّد آل سعود استخدامها كواحدة من أدوات إرهاب وتطويع المجتمع لخدمة أغراضها.

تمرّد نسائي
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله قد أبلغ الى عدد من الصحفيين الأجانب في الثاني عشر من شباط (فبراير) أيضاً، وهو اليوم الذي حملت فيه الجريدة التحذير للمعنيين والمهتّمين بيوم الحب، أن قرار منع النساء السعوديات من قيادة السيارات، ليس موقفاً دينياً، وإنما عادة اجتماعية. وأن الحكم في السعودية يتعامل مع هذه المسألة من واقع معالجة سوء تعامل المجتمع معها، وبالتالي إقناع الناس بأن لا ضرر من قيام المرأة بقيادة سيارتها الى أن يقتنع المجتمع بذلك، ويتراجع عن قرار الحظر طويل الأمد، والرفض المتشدّد لمطالب النساء بمنحهن حق قيادة سياراتهن. وبعد ذلك بيوم واحد فقط، أعلن العاهل السعودي عن أن المؤسّسة الملكية التي تحمل اسمه، والتي تختصّ بالابحاث والدراسات الاستشارية، بصدد تنظيم حلقة نقاشية لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد، بالحركة الوهّابية ورجال الدين، مهمتها مراجعة طبيعة المهام التي يمارسها المطاوعة، فإذا كانت هذه الرغبة صادقة، فإنها ستكون علامة أكيدة أخرى على عزم الملك إعادة تبسيط الأمور، وتخفيف قبضة رجال الدين على الحياة العامّة في السعودية، وهي مسألة يصعب الجزم بصحّتها، بعد أن اتّضحت سلسلة الألعاب التي يمارسها الحكم، والتي قد يكون في ظاهر الأمور، لا يؤدّي غير دور تمثيلي يقصد منه الضحك على العالم وخداع مواطنيه، لا أكثر. لكنها خطوة على كل حال في الاتجاه الصحيح، في إطار محاولة تهدئة الأمور والاحتكام الى القوانين والأنظمة الصحيحة.


وتبعاً لأكثر المحلّلين السياسيين تفاؤلاً، فإن معركة النظام السعودي لسحب البساط من تحت أرجل خصومه، وهم الوهّابيون، قد بدأت لتوّها، وأن آل سعود قد بدأوا بتجريد الغطاء الحكومي، أو نزع رداء المسؤولية الحكومية عن المؤسّسة الدينية، وأن هذا المشروع الذي خطّط له الملك عبر بندر بن سلطان، وبدئ بتنفيذه سرّاً منذ أشهر عدة، سوف لن يتوقّف الى أن يتم القضاء على الوهّابية تماماً، لضمان بقاء الحكم وعدم انهيار العرش تحت البيت السعودي الحاكم.



عدل سابقا من قبل في الأربعاء 14 مارس - 19:58 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salem
عضو فعّال
عضو فعّال
salem


عدد الرسائل : 70
تاريخ التسجيل : 07/01/2007

السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية Empty
مُساهمةموضوع: 2   السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية Icon_minitimeالأربعاء 14 مارس - 19:51

سحب البساط
وتقول مصادر مطّلعة، إن المشروع السعودي الحاكم للخلاص من نفوذ ووجود كبار رجال الدين، وتخليص المجتمع من نفوذهم ودورهم الارشادي، يتزامن مع مشروع مماثل لإنهاء آيات الله أو الملالي في إيران. ومعلوم أن مكّة والمدينة ومعهما ميناء جدّة الذي يطلّ على البحر الأحمر، يشكّلون قطاع الحجاز الأكثر أهميّة في تاريخ الإسلام والمسلمين، وليس السعوديون وحدهم والمدينتان الأولى والثانية هم بمثابة قلب الإسلام وقبلة المسلمين، وهناك دلائل أكيدة على بدء تمرّد المرأة السعودية في الحجاز، ورفضها ارتداء النقاب، مصرّة على أن ارتداء النقاب لم يكن في أي وقت من عادات وتقاليد نساء الحجاز.


لكن، وفي سلسلة من الأحداث، بدأت منذ التولّي الرسمي للعرش من قبل الملك عبد الله، فإن المرأة الحجازية لم تعد تخشى سطوة المطاوعة في الشوارع والطرق والأسواق. وفي هذا الصدد، قيل إن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، الذي كان أول مسؤول كبير في الحكم، يلوم الوهّابيين على دورهم في هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، قد هدّد بإقالة الملك عبد الله وإبعاده من الحكم، إن هو أصرّ على مواصلة تنفيذ برنامجه بمحو المطاوعة، وإنهاء دور المؤسّسة الدينية المتطرّفة في ما يعرف بحماية السعوديين من الانجراف وراء الفساد. لكن شعبية عبد الله وحب الناس له، فإن أي تحرّك غير محسوب من نايف قد يكون بمثابة مغامرة لا يحسب عقباها.

القضاء على الشيعة
لكن، وإلى جانب مشكلة المطاوعة وبعض التطوّرات الداخلية أو الإقليمية المعزولة عن العالم، فإن نشرة الجوش كونتربيوشن لعالم متحضّر ومسالم، التي يصدرها الكاتب السعودي سعد البازاي، قالت في عدد منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، إن العاهل السعودي قد تبنّى دعم المنظّمات والجماعات السنّيّة التي تنفّذ أعمالاً إرهابية في العراق، ضد النظام وضد الشعب العراقي وضد الوجود الأميركي على أرض العراق.


ويعتبر موضوع الابادة والخلاص من الشيعة بمثابة لبّ الحركة الوهّابية، وأهم مبادئ اعتقادهم ولم يعد سرّاً، ومنذ بداية الاحتلال العسكري الأميركي للعراق، أن أغلبية الانتحاريين والارهابيين الذين يذبحون الأجانب والعراقيين، ويفخّخون السيارات وأنفسهم تحت مظلّة تنظيم القاعدة في العراق، هم من السعوديين. والحقيقة، ووفق ثوابت لا تقبل الجدل وحقائق موثقة، فإن السنّة العراقيين يتردّدون كثيراً في قتل أنفسهم على غرار السعوديين الذين يفخّخون أجسادهم في سبيل قتل أكبر عدد ممكن من الناس، عسكريين أو مدنيين، عراقيين أو أجانب. فيما يشكّل اندفاع السعوديين الى الموت، دونما اعتبار لأهاليهم أو أطفالهم وزوجاتهم، ظاهرة لافتة للنظر، وتدعو الى الأسف واليأس والاشمئزاز. وفي أعقاب كل عملية إجرامية انتحارية يقوم بها سعودي في العراق، فإن صوراً ومعلومات عامّة، وسيرة شخصية بكل تفاصيلها، تنشر عن هذا الارهابي، أو ذاك، في اليوم التالي في الصحف السعودية.

وتبعاً لجريدة الوطن التي يعتقد أنها تابعة للحكم ويموّلها ويدعمها الملك نفسه، فإن حوالي ألفي سعودي لقوا حتفهم في العراق منذ عام ٢٠٠٣، وهو ما يشكّل ثلثي عدد قتلى الأميركان في العراق.

وفي حادث قريب وقع في الخامس من شباط (فبراير) الماضي، تسلّل هضيبان الدوسري الى العراق، عبر الحدود ليفخّخ نفسه، وفقاً لما أفادت به نشرة الساعة السعودية التي تصدرها الحركة الوهّابية السعودية ليفجّر نفسه فيما بعد في أوساط عدد من المدنيين الشيعة، الذين كانوا يمارسون شعائر عزاء مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف. وقادت العملية الانتحارية التي نفّذها الدوسري الى قتل العشرات، وكانت تلك مجرّد واحدة فقط من عمليات إرهابية عدّة نفّذها سعوديون آخرون في أوساط تجمّعات الشيعة في شهر محرّم الحرام.

إدمان
وبينما كان ذوي الدوسري البالغ من العمر ٢٤ عاماً يتلقّون بقايا جثمانه، كانت أطراف من المؤسّسة الوهّابية تتلقّى الدعم والثناء والاعجاب والتهنئة بقيامه بتنفيذ هذه العملية الاجرامية. ومن لا يعرف حقيقة هذا الشاب غير المتزن، فإن أقران الدوسري ومقرّبين منه، يقولون إنه لم يكن أكثر من فرد في عصابة مارست كل أنواع الاجرام. وفوق ذلك، فقد كان مدمناً المخدّرات، وقد اشتهر بقيادته حفنة من الصبيان الجانحين للجريمة في أرجاء مدينة الرياض، وكان يعشق سباقات السيارات. لذلك، فإنه كان غاوياً جمع أكبر عدد من السعوديين المغرر بهم للتسابق وإياهم بسيارته. ومع أن تنظيم القاعدة لم يكن يولي أمثال الدوسري اهتماماً كبيراً من قبل، فإن الأحداث الأخيرة أجبرتهم على التعامل مع قضية الشرطي بحساسية مفرطة. لذلك كان للدوسري صحبة ملحوظة من الناشطين المغرمين بإدمان المخدّرات من كل أنواعها.


ولتضليل المزيد من الفتية ممن هم في عمر الدوسري، فإن الوهّابية تدّعي أنه بات من ملائكة المنطقة التي كان يعيش فيها قبل انتحاره الجنوني، وأنه يصلّي وراء رموز إسلامية كبيرة ومهمّة، بانتظار المزيد من أفواج المجانين الانتحاريين، وأن سبب إقدام الدوسري على قتل نفسه، هو إصراره على التواصل مع السماء من جهة، ورغبة في بناء واجهة إسلامية قادرة على تحمّل العمليات الانتحارية التي تقتل أرواح الكثيرين باسم الدين، وتضليلاً بحجّة الذهاب الى الجنّة والمبيت بين يدي الأهل الذين سبقوه الى غير النار. وهكذا بات معروفاً الآن أن الوهّابية تصطاد صغار المراهقين، وتقوم بإجراء غسيل دماغ لهم، وإيهامهم بأنهم سيحقّقون نصراً رفيعاً على الكفّار، من خلال إنزال أعلى قدر ممكن من سخرية وجبروت ومواقف كتّاب في الاعلام العربي، مهمّتهم سدّ الفراغ والاسراع بتضليل الناس واصطياد البعض منهم.

اللعب على الحبال
والأكيد أن الحكم السعودي بات يلعب الآن على كل الحبال، فإلى جانب تصدير الانتحاريين الارهابيين الى العراق، وتمويل عمليات تجنيد وتدريب وشراء السيارات التي تفخخ، والأجهزة والمعدّات والمواد الداخلية في العمليات الانتحارية، وهي تتطلّب أموالاً طائلة، فإن العاهل السعودي أوحى بعدد من المبادرات الأخيرة، كرغبة في مساعدة العراقيين على تقليل مثل هذه الأحداث التي يعيشها العراقيون يومياً، وأعاد العلاقات الديبلوماسية مع بغداد بعد قطيعة استمرت ١٧ عاماً أعقبت غزو صدّام للكويت، وأتبع ذلك بالاعلان عبر وزارة الداخلية، عن إلقاء القبض على مجموعة مؤلّفة من عشرة أشخاص، تسعة منهم سعوديون والأخير مغربي وهم يجمعون التبرّعات والأموال ويوظّفون الشبان السعوديين الراغبين بالاستشهاد، على حدّ قولهم، في العراق في محاربة المحتل الأميركي الصليبي والرافضي الشيعي الذي يحكم العراق، وهي المصطلحات التي تطلق لتبرير أعمال الارهاب والتورّط فيها والتحريض على الفتنة الطائفية. وللعلم، فإن إلقاء القبض على الشبّان العشرة لم يتم إلاّ بعد أن فاحت ريحة أنشطتهم المتطرّفة داخل المملكة، وتحريضهم على النظام نفسه واتّهامه بالعمالة وموالاة الأميركان، والتآمر مع الشيعة في العراق على السنّة. وقبل اعتقالهم كان يوم العراق يوماً دموياً مات فيه مئات الأبرياء العزّل.


وفضلاً عن ذلك، وفي السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من مطلع العام الحالي، نشرت الصحافة السعودية أن سفارة الرياض في سورية، تلقّت طلباً من إدارة السجن العام في الموصل، ثالث أكبر المحافظات العراقية والقريبة من الحدود السورية، تطلب فيها إدارة السجن من السفارة العمل على تسلّم إرهابيين معتقلين في العراق، ونقلهم الى بلادهم للتحقيق معهم، ومحاكمتهم على جرائمهم في العراق. ويقال إن هدف العراقيين من تسليم المعتقلين السعوديين، بدلاً من إعدامهم أو سجنهم عقوبة لهم على جرائمهم، هو تحذير ذوي الشبان الآخرين من المصير الذي يدفع فيه البعض بهؤلاء الشبان.

أكاذيب
وتكشف الكثير من التفاصيل المتعلّقة بهذا الأمر، عدم صحّة الانكار المستمر من قبل الملك، ومن قبل بقيّة أركان الحكم في الرياض، بعدم دعم الأطراف المتمرّدة في العراق، وهي في الغالب من أتباع الرئيس العراقي السابق الناقمين على تغيّر أوضاع الحكم في بلادهم، وأيضاً من الإسلاميين الذين يعتقدون أن الله وهبهم لمحاربة الأميركان. ومع ذلك، فقد اضطر الملك ومعه أركان النظام، الى الاعلان لأول مرة في تاريخ الصراع الدموي الحالي في العراق، عن أن السعودية سوف لن تدعم السنّة ضد الشيعة في العراق، وأنها لا تريد أن تكون طرفاً في الحرب الطائفية الدائرة هناك، غير أن الحقائق تتناقض ومثل هذه التصريحات النادرة. كما دعوا الى عدم تكفير الشيعة بسبب معتقداتهم المتعلقّة بأهل بيت النبوّة، وهي سابقة أخرى يصعب التدليل على صحّتها في ظلّ طريقة وواقع تعامل الحكم اليومي مع الشيعة السعوديين أنفسهم. ومع أن وزير الخارجية سعود الفيصل حاول مراراً خلال الفترة الأخيرة تخفيف وقع التورّط السعودي الرسمي في التحريض ضد الشيعة، إلاّ أن تصريحات رسمية من الملك، ومنه شخصياً، لم ينفياها، تؤكّد حقيقة موقف الحكم المكفّر للشيعة بشكل عام.


وفي هذا الاطار، وحفاظاً على علاقات متميّزة مع واشنطن وبقيّة الحلفاء، فإن السعودية عرضت على الولايات المتحدة المساعدة بكل الطرق الممكنة في الحفاظ على أرواح الجنود الأميركيين العاملين في العراق، وهي رغبة تعكس في حقيقتها الخوف المتزايد من احتمال أن تفلت الأمور في العراق، فتنتقل بشكل أو آخر، الى السعودية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحمّل جزءاً صغيراً مما يجري في العراق، وما تعرّض له العراقيون. وأخيراً، فإن التقرير الذي تؤكّده شواهد لا تقبل الدحض، تتحدّث عمن سيتمكّن من البقاء: الحكم السعودي أو الوهّابية الضاربة الجذور في المملكة، بسبب عقيدة الحكم ومصلحته طوال الفترة السابقة قبل انقلابه على المؤسّسة الدينية!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السعودية: الملك ينقلب على الحركة الوهّابية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحركة الايزيدية تدين استهداف الخزنة
» الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ترفض بيان ص
» الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ترحب بألغاء
» أحمدي نجاد يتلقى دعوة من الملك السعودي لأداء الحج
» الملك غازي وقبر سلمان الفارسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: القسم الاسلامي والمناسبات الدينية :: مواضيع اسلامية-
انتقل الى: