الدكتور ياسين شهاب:الشبك والانتخابات المحلية القادمة
الشبك والانتخابات المحلية القادمة
الدكتور ياسين شهاب
مما لاشك فيه أن الانتخابات المزمع إجراؤها في شهر تشرين الأول القادم ، والخاصة بمجالس المحافظات ذات أهمية بالغة في الحياة السياسية العراقية للمرحلة القادمة. فالتمثيل في مجالس النواحي والأقضية والمحافظات سوف يحدد حجم الطموحات والمواقف والكيانات لكل مكون من المكونات والأحزاب ، إضافة إلى أهمية تلك الانتخابات في دعم التطلعات الاجتماعية والخدمية والسياسية ، ومعالجة المشاكل والمعاناة التي يعني منها الشعب أيضا.
وعلى قدر تعلق الأمر بالشبك ذلك المكون الاجتماعي المغيب بسبب السياسات للأنظمة والحكومات ، وتهميش وإقصاء من بعض القوى السياسية ، نجد أن فرصة إثبات الذات والتمثيل الحقيقي تعد مفصلة مهمة من مفاصل المطالبة بالحقوق كأقلية تتطلع للاعتراف بها.
إن الرقعة الجغرافية الحالية لمناطق وقرى الشبك والمنتشرة بالدرجة الأساس في الساحل الشرقي للموصل وفي مناطق أقضية ونواحي الحمدانية وبرطلة وقرقوش وتلكيف وبعشيقة ، تجعلهم يشكلون رقما صعبا في حالة مشاركتهم الفعالة خاصة بالنسبة لسكان قرى الشبك. غير أن هناك عوامل وتداعيات خارجية وداخلية تؤثر على مستوى المشاركة والتمثيل .
فعلى الصعيد الخارجي نجد أن هناك محاولات الأحزاب الكردية تكريد المنطقة وطمس الهوية الشبكية وإلصاقها بالقومية والمنطقة الكردية تمثل أهم التحديات وأخطرها على الشبك وباقي الأقليات الإيزدية والمسيحية وغيرهم. وربما كان الانتخاب والتمثيل وفق الرغبات الكردية ونتيجة للظروف الأمنية والمعيشية هو مقدمة لإلحاق مناطق هذه الأقليات بكردستان. لذا من الضرورة بما كان النهوض بالوعي والمسؤولية في رفض مثل هذه المشاريع.
وعلى الصعيد الداخلي للمكون الشبكي ، توجد حالة من الإرث الاجتماعي والتاريخي لدى الإنسان الشبكي في تحاشي الاصطدام مع الآخر. فالشبكي بطبعه مسالم وخلوق في علاقته مع الآخر ، ولم يذكر التاريخ عنهم أنهم كانوا في منافسة أو صراع أو في خلاف مع الآخرين. وهذه حالة إيجابية تحسب له ، بقدر أنها حالة سلبية قد تستغل من قبل الآخرين للتجاوز والاعتداء. وهذا ما أوجد رغبة من قبل الشبكي في قبول الواقع على مضض وانعدام الطموح والرغبة بالتقدم على الأقل على المستوى الاجتماعي والسياسي ، فيما برز الشبكي في مجال التقدم الاقتصادي بسبب مزايا وطبيعة الفرد الشبكي.
وقد أفقدت هذه الصفات روح الجماعة والتآزر والتعاون والثقافة والرؤية المستقبلية ، يتحمل المثقفون من الشبك وكذلك علماء الدين والوجهاء والنخب السياسية والاجتماعية مسؤولية توعية أبناء جلدتهم لأهمية إثبات الهوية الضائعة ، والتطلع لمستقبل أفضل.
إن الشبك مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى على تحديد مصير مناطقهم ومستقبلهم ، وعبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات المحلية ، وترشيح من يرونه مناسبا من أبنائهم في الانتخابات القادمة ، من دون الارتباط بمشاريع وغايات أخرى تريد النيل من حقوقهم المشروعة. والأمر حسب رأينا يقوم على قيام القرى القريبة من بعضها بالتنسيق والحوار فيما بينها لترشيح أفراد من القرى ذاتها لمجالس النواحي. وبتنسيق أكبر بين القرى والنواحي للتمثيل على مستوى مجالس القضاء والمحافظة. والأمر يتطلب بث الوعي وعقد الندوات خاصة في صفوف الشباب.
إن الكفاءات المتوفرة عند الشبك من فئات المثقفين من الخريجين وأصحاب الشهادات والوجهاء تجعل قضية الاختيار ليس بالأمر العسير. ومن الضرورة بما كان ظهور الجمعيات والنوادي والتجمعات بين تلك الكوادر والنخب. وكذلك استغلال المناسبات الجامعة من الأفراح والأحزان لطرح المواضيع ذات الأهمية ، ومنها قضية التمثيل والمشاركة ومصير المنطقة.
ومن جهة أخرى ، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق بعض الأحزاب والتيارات العاملة في الوسط الشبكي تحتم عليهم التنسيق المشترك بعيدا عن الحسابات والحساسيات الضيقة من أجل خدمة القضية المصيرية للشبك والمنطقة. ونداؤنا هنا لتجمع الشبك الديمقراطي ، والمجلس الأعلى ، والتيار الصدري ، وجميع الوجهاء والأغوات وأعيان القرى والمناطق إلى التآزر والتعاون في هذا المجال.
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الأربعاء 11 يونيو - 12:56