عدد الرسائل : 62 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 11/03/2007
موضوع: القرضاوي شيخ ال ابي سفيان الإثنين 12 مارس - 19:21
القرضاوي شيخ آل أبي سفيان
الشيخ محمد هويدي
يحدثنا التاريخ أن عقدة الحقد التي كانت تستحوذ على مشاعر ووجدان أبي سفيان ضد الإسلام لم يتمكن أن يتخلص منها الى أن هلك مع أنه دخل في طاعته وبايع الرسول الكريم على السمع والطاعة ، وبقي يتحايل ويحالف أعدائه سرا وعلانية حتى بلغ به الأمر أن صرح لبعض جلسائه بشكوكه في أصل الدعوة الإسلامية ورسالة النبي صلى الله عليه وآله عندما قال قولته المشهورة : تلاقفوها يا بني أمية فو الذي يحلف به أبو سفيان لاجنة ولا نار . لم يكن المسلمون في منأى عن معرفة موقف ذلك الرجل وما يضمره للمسلمين وخاصة أنه كان كثيرا ما يجهر بتلك المواقف الخطيرة ويتحيل الفرص للثأر (لهبل واللات والعزى) وكان من أبرز ما حصل هو محاولته لدفع الإمام علي عليه السلام لفتنة بعد حادثة السقيفة وقد نهره الإمام بعد أن قرأ ماكان يضمره .
شيخ السلفية المعاصرة وقائد الوهابية التكفيرية يوسف القرضاوي يذكرنا بمواقف جده أبي سفيان ، وأن أغلب مواقفه من المسلمين هي نسخة مكررة لمواقف شيخ الأحزاب ، فكما كان ذلك الشيخ الجاهلي يعمل جاهداً من أجل أن يطفيء نور الإسلام المحمدي الأصيل ، فها هو سليله يسير في ذات الطريق فيتربص بالإسلام الحسيني الذي هو امتداد لدين المصطفى ويغتنم الفرص ولا يضيع منها شيئاً من أجل التشكيك به ومحاولة الطعن بأهله . وكان من أكبر أدوات ابي سفيان في محاربته الإسلام النفاق في المواقف وقد اشتهر بذلك حد التواتر ، ولم يكن القرضاوي بعيدا عن هذه الخصلة ، ففي الوقت الذي يفتي بجواز انضمام مسلمي الولايات المتحدة الى قوات الإدارة الأمريكية في أفغانستان ، بحجة أن المسلم الأمريكي ملزم بموالاة الدولة التي يقيم فيها، يبادر الى إصدار فتوى يعتبر فيها قتال تلك القوات المتواجدة في العراق فرض عين ! ، والقرضاوي الذي يعتبر أبناء جلدته من السنة السلفية من ( القاعدة ) الذين يستخدمون العنف ويحاربون الوجود الأمريكي في دول الخليج وباقي الدول العربية من الإرهابيين الضالين ويستوجب محاربتهم واستئصالهم ، يعتبر أبناء جلدته من السنة السلفية ( القاعدة ) وحلفاءهم من البعثيين الصداميين والذين يقتلون الأبرياء في العراق بالجملة مجاهدين ويجب أن يُدعى لهم في الصلوة والمبادرة الى دعمهم . والقرضاوي الذي يعتبر ضحايا العنف السلفي في غير العراق من شهداء الأمة ينزع هذه الصفة عما يسقط من ضحايا لنفس المجاميع المجرمة حتى وإن كانت تلك الضحايا من العزل والنساء والأطفال .
الذي يريد أن يدقق في مواقف الجد والحفيد يجد أن مواقف الرجلين تسير في نسق باتجاه هدف واحد وتستخدم آليات متشابهة ، والهدف هو الإسلام الحقيقي وكل رجالاته الذين تمسكوا بسنة نبيه ووصاياه واتبعوا سيرته ولقد رأينا أبا سفيان قديما يساند من يريد بالإسلام شرا ويعمل على هدم بنيانه وتشويه بيانه ، وأي عاقل في هذا العالم مع استحواذ الأشرار عليه لم يعترف بعمق استهتار صدام بالمباديء الإسلامية والإنسانية وبلغ في ذلك عتوا كبيرا وتجاوز كل الحدود العقلية والشرعية والإنسانية حتى بلغ فيه الإستخفاف بالإسلام وبالشعوب الإسلامية حدود لايمكن التغافل عنها ومنها ما استنكره القرضاوي يوما ما كغزوه الكويت وتهديده لدول الخليج حتى أحدث حالة عربية إسلامية يرثى لها في المنطقة استغلها أعداء الأسلام ومنهم اليهود ليجبروا الدول العربية على التخلي عن شعارات الجهاد ومحاربة إسرائيل وتحرير فلسطين ، لكن النفاق الذي يستحوذ على القرضاوي ينسيه كل تلك الجرائم الإنسانية الفضيعة التي كان سببها صدام وأنهار الدماء التي سفكها في العراق وأيران وكردستان فراح يتباكى عليه حين أُعدمَ بعد محاكمة عادلة أمام العالم أجمع ، وأوشك أن يشق جيبه وهو يصرخ : لقد قتلوا الرجل في يوم العيد وكان آخر كلماته لا إله إلا الله ومن كانت آخر كلماته لا إله إلا الله دخل الجنة .. وإذا كان القرضاوي يريد من خلال هذا المنطق الغريب الذي يتناقض مع كل قوانيين السماء وكذلك كل القوانين الوضعية أن يستميل مشاعر سامعيه فهل يستطيع أن يقنع فقهاء المسلمين ومفكريهم أن مجرد ( قول لا إله إلا الله ) وفي آخر لحظات من أدين بجرمه وجريرته في وسعها أن تمحوا جرائم بشعة وأفعال شائنة لم تر مثلها البشرية كالتي فعلها صدام ، وهل نسي القرضاوي قول الله تعالى وشروط التوبة التي بيَّنها في قوله : أنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب . ثم يقول جلَّ وعلى : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان، ولا الذين يموتون وهم كفار، اولئك اعتدنا لهم عذاباًاليماً ) .
القرضاوي وأمثاله من علماء السلفية الوهابية كشفت عمق أحقادهم ضد الإسلام المحمدي الأصيل مسيرة اربعينية الإمام الحسين في العراق ، هذه المسيرة الظافرة والتي كانت وما زالت المحور الذي يلتف حوله المسلمون ويعمق في دواخلهم الولاء للإسلام من خلال التمسك بحب الحسين ريحانة رسول الله وحفيده ، هذا الحب لو عقل المسلمون لأتخذوه طريقا لوحدتهم وعلاجا لتشرذمهم ، لقد تعرضت الحشود الموالية للحسين عليه السلام الى الكثير من الإعتداءات وعمليات القتل والقنص في أماكن كثيرة من العراق وكان الهدف من تلك الاعتداءات هو منع عاشقي الحسين من التوجه الى كربلاء ، إلا أن التحدي كان واضحا ولن يمنع السائرين سقوطُ بعضِهم على يد الغدر والشرك الوهابي البعثي، وكان موقف القرضاوي وأقرانه متوقعاً حيث واصلوا في خطبهم على ضرورة مواصلة دعم الإرهابيين في العراق وأبدوا صمتا عن جرائمهم في قتل زوار الحسين ، وهذا يدل على أن الثقافة الأموية السفيانية هي الغالبة في خطابهم وسلوكهم وأن ما يضمرونه للأسلام من شرور أكثر مما كان يضمره السفيانيون على مر التاريخ ، كما أن هذه المواقف السلبية من الإسلام الأصيل وبشكل مستمر يدل على زيف حرصهم على وحدة المسلمين والذي يتمشدقون به دائما في خطبهم ولقاءاتهم مع وسائل الإعلام المختلفة .
نحن نعتقد أن هذه المواقف سوف تزيد من حالة التردي التي يعيشها المسلمون بل انها تعمل على تعميق هذه الحالة ، ولذا نحن ندعوهم الى شيء من التقوى والورع في دماء الأبرياء وسفك دماء المسلمين الشيعة وغيرهم والتأني في إصدار الفتاوى والخطب النارية التي تؤجج الرغبة في صدور الإرهابيين لقتل المزيد بعد أن تجد في تلك الفتاوى والتصريحات الطائفية قاعدة شرعية لأعمالهم الإرهابية .
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الإثنين 12 مارس - 19:21
ن أبي سفيان ضد الإسلام لم يتمكن أن يتخلص منها الى أن هلك مع أنه دخل في طاعته وبايع الرسول الكريم على السمع والطاعة ، وبقي يتحايل ويحالف أعدائه سرا وعلانية حتى بلغ به الأمر أن صرح لبعض جلسائه بشكوكه في أصل الدعوة الإسلامية ورسالة النبي صلى الله عليه وآله عندما قال قولته المشهورة : تلاقفوها يا بني أمية فو الذي يحلف به أبو سفيان لاجنة ولا نار . لم يكن المسلمون في منأى عن معرفة موقف ذلك الرجل وما يضمره للمسلمين وخاصة أنه كان كثيرا ما يجهر بتلك المواقف الخطيرة ويتحيل الفرص للثأر (لهبل واللات والعزى) وكان من أبرز ما حصل هو محاولته لدفع الإمام علي عليه السلام لفتنة بعد حادثة السقيفة وقد نهره الإمام بعد أن قرأ ماكان يضمره .