الحزب الاسلامي والحنين الى الأجهزة الأمنية

الحزب الاسلامي والحنين الى الأجهزة الأمني

في ظل التحفظات التي ابداها الحزب الاسلامي على قانون "المساءلة والعدالة" الذي كان المجلس النيابي قد صادق عليه الشهر الماضي أشار السيد عمار وجيه أحد اعضاء الحزب الى أن "المشكلة التي يتسبب فيها هذا القانون هي استبعاد عدد كبير من أعضاء الأجهزة الأمنية الذين يشكلون طبقة واسعة من الشعب". لا اظن ثمة عراقيا محبا لوطنه ولشعبه لا تستفزه هذه العبارة وتشعل في اعماقه حريقا لا ينطفئ. هل حقا يمثل هؤلاء الجناة شريحة واسعة من ابناء العراق بحيث يمثل اقصاؤهم اختلالا بالعملية السياسية؟ اذا ما كانوا بهذه النسبة فكم هي نسبة الضحايا وذويهم اذن على يد هؤلاء؟ كم.. كم أيها الحزب الاسلامي؟ يفترض أنكم الأقرب الى النص القرآني الذي أكد على أن من يقتل نفسا بغير ذنب كأنما قتل الناس جميعا. عناصر الاجهزة الأمنية التابعة للنظام المقبور ماذا كانوا يصنعون لتعتبروا ابعادهم مشكلة سياسية؟ هل كانوا سياسيين؟ هل كانوا محبين، رحيمين، شفوقين، بالعراقيين؟ هل تريدون أن تغمضوا عيونكم وعيون العراقيين عما فعله هؤلاء في ذلك الزمن الوبئ؟ بم يقابل ربه يوم القيامة من يدعو الى عودة القتلة باسم المصالحة الوطنية؟ كل ما يجري في العراق من ذبح وتقتيل ومفخخات لا يخلو من اصابع هؤلاء الحقراء. وتعاونهم مع تنظيم القاعدة الارهابي، واصحاب الفكر الظلامي الذي جلب على الاسلام أبشع الصور التي تبرأ منها الرسالة المحمدية. هل تعلم أيها الحزب الأسلامي أن شريحة لا يستهان بها من الفتيات العراقيات المؤمنات كن يتلوين تحت سياطهم في زنازين الأمن العامة ، والاستخبارات، والمخابرات. هل تعلم ماذا فعلوا ببعضهن؟ راجع سجلات الشعبة الخامسة في مديرية الأمن العامة. بالله عليك ايها المنادي بعودة الذين اقتادوا شبابنا الى المقابر الجماعية ، اسأل نفسك هل يجوز لك مثل هذا النداء، هل غيرتك تسمح بذلك؟ هل دينك يسمح بذلك؟ هل عروبتك تسمح بذلك؟ هل انسانيتك تسمح بذلك؟ هل تعلم أن عودة أي من هؤلاء تستفز أرواح الشهداء ، وتستحضر كل عذاباتنا الممتدة بطول التاريخ العراقي والجغرافيا العراقية؟ لا أدري كيف يكون العراقي عراقيا ويطالب بعودة المجرمين بحق الوطن وشعبه. نعم يمكن في السياسة اذا كان الهدف اعادة نظام صدام بوجوه جديدة.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
نزار حاتم