صفاتالشيعة ص : 23لا يغره ثناء من جهله و لا يدع إحصاء ما قد عمله مستنبطا لنفسه في العمل يعمل الأعمال الصالحة و هو على وجل يمسي و همه الشكر و يصبح و شغله الذكر يبيت حذرا و يصبح فرحا حذرا لما حذر من الغفلة و فرحا لما أصاب من الفضل و الرحمة إن استصعب عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما إليه ضره و فرحه فيما يخلد و يطول و قرة عينه فيما لا يزول و رغبته فيما يبقى و زهادته فيما يفنى يمزج الحلم بالعلم و يمزج العلم بالعقل تراه بعيدا كسله دائما نشاطه قريبا أمله قليلا زلله متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه خائفا ذنبه قانعة نفسه متغيبا جهله سهلا أمره حريزا دينه ميتة شهوته كاظما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره صفاتالشيعة ص : 24ضعيفا كبره ميتا ضره كثيرا ذكره محكما أمره لا يحدث بما يؤتمن عليه الأصدقاء و لا يكتم شهادته للأعداء و لا يعمل شيئا من الحق رياء و لا يتركه حياء الخير منه مأمول و الشر منه مأمون إن كان في الغافلين كتب من الذاكرين و إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه و يعطي من حرمه و يصل من قطعه لا يعزب حلمه و لا يعجل فما يريبه و يصفح عما قد تبين له بعيد [بعد] جهله لينا قوله غائبا مكره [منكره] قريبا معروفه صادقا قوله حسنا فعله مقبلا خيره مدبرا شره فهو في الهزاهز وقور و في المكاره صبور و في الرخاء شكور لا يحيف على من يبغض و لا يأثم على من لا يحب لا يدعي ما ليس له و لا يجحد حقا هو عليه يعترف بالحق قبل أن يشهد صفاتالشيعة ص : 25عليه و لا يضيع ما استحفظ [لا ينسى ما ذكره] و لا ينابز بالألقاب و لا يبغي على أحد و لا يهم بالحسد و لا يضر بالجار و لا يشمت بالمصائب سريع إلى الصلوات مؤد للأمانات بطيء عن المنكرات يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر لا يدخل في الأمور بجهل و لا يخرج من الحق بعجز إن صمت لم يغمه صمته و إن نطق لم يقل خطأ و إن ضحك لم يعد صوته سمعه قانعا بالذي قدر له و لا يجمع به الغيظ و لا يغلبه الهوى و لا يقهره الشح و لا يطمع فيما ليس له يخالط الناس ليعلم و يصمت ليسلم و يسأل ليفهم لا ينصت ليعجب به و لا يتكلم ليفخر على من سواه إن بغى عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له نفسه منه في عناء و الناس منه في صفاتالشيعة ص : 26راحة أتعب نفسه لآخرته و أراح الناس من شره بعد من تباعد عنه بغض و نزاهة و دنو من دنا منه لين و رحمة فليس تباعده بكبر و لا عظمة و لا دنوه بخديعة و لا خلابة بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير و هو إمام لمن خلفه من أهل البر قال فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها فقال أمير المؤمنين ع أما و الله لقد كنت أخافها عليه و أمر به فجهز و صلى عليه و قال هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها فقال قائل فما بالك أنت يا أمير المؤمنين قال ع ويلك إن لكل أجلا لن يعدوه و سببا لا يجاوزه فمهلا لا تعد فإنما نفث على لسانك الشيطان
36- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن صفوان بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل و الذي إذا قدر لم يأخذ أكثر من ماله
صفاتالشيعة ص : 37 27- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبد الله ع يا علي بن عبد العزيز لا يغرنك بكاؤهم فإن التقوى في القلب
38- حدثنا محمد بن موسى المتوكل رحمه الله عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أوصيكم عباد الله بتقوى الله و لا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا إن الله عز و جل يقول في كتابه قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ثم قال عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و اشهدوا لهم و عليهم و صلوا معهم في مساجدهم و اقضوا حقوقهم ثم قال أي شيء أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم و يأخذون بقولهم فيأمرونهم و ينهونهم و لا يقبلون منهم و يذيعون حديثهم عند عدوهم فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا إن قوما يقولون و يروون كذا و كذا فنقول نحن نتبرأ ممن يقول هذا فتقع عليهم البراءة
صفاتالشيعة ص : 39 28- حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله عن أبي الخطاب عن عبد الله بن زياد قال سلمنا على أبي عبد الله ع بمنى ثم قلت يا ابن رسول الله إنا قوم مجتازون لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه فأوصنا قال ع عليكم بتقوى الله و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الصحبة لمن صحبكم و إفشاء السلام و إطعام الطعام صلوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اتبعوا جنائزهم فإن أبي حدثني أن شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم و إن كان مؤذن كان منهم و إن كان إمام كان منهم و إن كان صاحب أمانة كان منهم و إن كان صاحب وديعة كان منهم و كذلك كونوا حببونا إلى الناس و لا تبغضونا إليهم
40- أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليهم الباب فقال يا جارية انظري صفاتالشيعة ص : 29من بالباب فقالوا قوم من شيعتك فوثب عجلان حتى كاد أن يقع فلما فتح الباب و نظر إليهم رجع و قال كذبوا فأين السمت في الوجوه أين أثر العبادة أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم و شعثهم قد قرحت العبادة منهم الآناف و دثرت الجباه و المساجد خمص البطون ذبل الشفاه قد هبجت العبادة وجوههم و أخلق سهر الليالي و قطع الهواجر جثثهم المسبحون إذا سكت الناس و المصلون إذا نام الناس و المحزونون إذا فرح الناس يعرفون بالزهد كلامهم الرحمة و تشاغلهم بالجنة
41- علي بن أحمد بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عمرو بن شمر عن عبد الله قال قال الصادق ع من أقر بستة أشياء فهو مؤمن البراءة من الطواغيت و الإقرار بالولاية و الإيمان صفاتالشيعة ص : 30بالرجعة و الاستحلال للمتعة و تحريم الجري و ترك المسح على الخفين
42- أبي رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن مسعدة بن صدقه عن الصادق ع أنه قيل له ما بال المؤمن أحد شيء قال ع لأن عز القرآن في قلبه و محض الإيمان في قلبه و هو يعبد الله عز و جل مطيع لله و لرسوله ع مصدق قيل فما بال المؤمن قد يكون أشح شيء قال لأنه يكسب الرزق من حله و مطلب الحلال عزيز فلا يحب أن يفارقه لشدة ما يعلم من عسر مطلبه و إن سخت نفسه لم يضعه إلا في موضعه قيل ما علامات المؤمن قال ع أربعة نومه كنوم الغرقى و أكله كأكل المرضى و بكاؤه كبكاء الثكلى و قعوده كقعود المواثب قيل له فما بال المؤمن قد يكون أنكح شيء قال ع لحفظه فرجه عن فروج ما لا يحل له و لكي لا تميل به شهوته هكذا و لا هكذا و إذا ظفر بالحلال صفاتالشيعة ص : 31اكتفى به و استغنى به عن غيره و قال ص أن في المؤمن ثلاث خصال لم تجتمع إلا فيه علمه بالله عز و جل و علمه بمن يحب و علمه بمن يبغض و قال ع إن قوة المؤمن في قلبه أ لا ترون أنكم تجدونه ضعيف البدن نحيف الجسم و هو يقوم الليل و يصوم النهار و قال ع المؤمن في دينه أشد من الجبال الراسية و ذلك لأن الجبل قد ينحت منه و المؤمن لا يقدر أحد أن ينحت من دينه شيئا و ذلك لضنه بدينه و شحه عليه
43- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص أ لا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا لائتمان الناس إياه على أنفسهم و أموالهم أ لا أنبئكم من المسلم المسلم من سلم الناس من يده و لسانه أ لا أنبئكم بالمهاجر من هجر السيئات و ما حرم الله عز و جل
صفاتالشيعة ص : 44 32- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من ساءته سيئة و سرته حسنة فهو مؤمن
45- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن حباب الواسطي عن أبي عبد الله ع قال ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله
46- و بهذا الإسناد قال قال أبو عبد الله ع البرص شبه اللعنة لا يكون فينا و لا في ذريتنا و لا في شيعتنا
47- و بهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله عن حصين بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إن المؤمن أشد من زبر الحديد إن الحديد إذا أدخل النار تغير و إن المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه
48- حدثنا الحسن بن أحمد رحمه الله عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى خلق المؤمنين من أصل واحد لا يدخل فيهم داخل و لا يخرج منهم خارج مثلهم و الله مثل الرأس في الجسد و مثل الأصابع صفاتالشيعة ص : 33في الكف فمن رأيتم يخالف ذلك فاشهدوا عليه بتاتا إنه منافق
49- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله عن محمد بن سليمان الديلمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليلة فيستعين به على قيامه
50- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن الله لم يؤمن المؤمن من بلايا الدنيا و لكن آمنه من العمى في الآخرة و من الشقاء يعنى عمى البصر
51- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن سعيد بن غزوان قال قال أبو عبد الله ع المؤمن لا يكون محارفا [مجازفا]
52- و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن الصالح بن هيثم [ميثم] عن أبي عبد الله ع قال ثلاث من كن فيه استكمل خصال الإيمان صفاتالشيعة ص : 34من صبر على الظلم فكظم غيظه و احتسب و عفا كان ممن يدخله الله الجنة و يشفع في مثل ربيعة و مضر
53- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن زيد عن أبي عبد الله ع قال لن تكونوا مؤمنين حتى تكونوا مؤتمنين و حتى تعدوا نعمة الرخاء مصيبة و ذلك أن الصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء
54- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال صف لي المؤمن قال ع قوة في دين و حزم في لين و إيمان في يقين و حرص في فقه و نشاط في هدى و بر في استقامة و علم في حلم و شكر في رفق و سخاء في حق و قصد في غنى و تجمل في فاقة و عفو في قدرة و طاعة في نصيحة و ورع في رغبة و حرص في جهاد و صلاة في شغل و صبر في شدة صفاتالشيعة ص : 35و في الهزاهز وقور و في المكاره صبور و في الرخاء شكور و لا يغتاب و لا يتكبر و لا يقطع الرحم و ليس بواهن و لا فظ و لا غليظ و لا يسبقه بطره و لا تفضحه بطنه و لا يغلبه فرجه و لا يحسد الناس و لا يقتر و لا يبذر و لا يسرف ينصر المظلوم و يرحم المساكين نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة لا يرغب في الدنيا و لا يفزع من مهائل الناس للناس هم قد أقبلوا عليه و له هم قد شغله لا يرى في حلمه نقص و لا في رأيه وهن و لا في دينه ضياع يرشد من استشاره و يساعد من ساعده و يكيع عن الباطل و الخنى و الجهل فهذه صفة المؤمن
55- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن من يخافه كل شيء و ذلك أنه عزيز في دين الله و لا يخاف من شيء و هو علامة كل مؤمن
صفاتالشيعة ص : 56 36- و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن المؤمن يخشع له كل شيء ثم قال ع إذا كان مخلصا قلبه لله أخاف الله منه كل شيء حتى هوام الأرض و سباعها و طير السماء
57- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن أهل السماء هل يرون أهل الأرض قال ع لا يرون إلا المؤمنين لأن المؤمن من نور كنور الكواكب قيل فهم يرون أهل الأرض قال ع لا يرون نوره حيث ما توجه ثم قال ع لكل مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها
صفاتالشيعة ص : 58 37- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحارثي عن زياد القندي عن أبي عبد الله ع قال كفى المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله
59- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحارثي عن أبي عبد الله ع قال لا يؤمن رجل فيه الشح و الحسد و الجبن و لا يكون المؤمن جبانا و لا شحيحا و لا حريصا