تحقيق مجلة النجف الاشرف عن العوائل الشيعية المهجّرة في الكوت :
أجرت مجلة النجف الاشرف التي تصدر عن مؤسسة المرتضى للثقافة والارشاد بعددها الرابع والعشرون والصادر في ربيع الاول 1427هـ تحقيقاً صحفياً حول العوائل الشيعية المهجرة في مدينة الكوت مركز محافظة واسط ، ألتقت مع السيد علي عباس جهاكير المستشار الشخصي لوزيرة الهجرة والمهجرين ، والذي ذكر انه منذ احداث تفجير مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء يوم الاربعاء 22 شباط 2006م أحتضنت محافظة واسط المئات من العوائل الشيعية النازحة من الشريط الحدودي لمدينة بغداد (أبو غريب والبياع والدورة والنهروان والحصوة وغيرها) ، بالاضافة الى مدن أخرى كالحويجة والفلوجة والانبار ، بسبب تعرض هذه العوائل الى التهديد والقتل والخطف والابتزاز. وقد بلغ عدد العوائل المهجّرة الى محافظة واسط لحد يوم 19 آذار 2006م هو (450) عائلة.
والتقت المجلة بعدد من المواطنين النازحين الذين شرحوا كيفية تعرضهم للتهديد وتعرض ذويهم للقتل والاختطاف ، مؤكدين على ان السبب الوحيد الذي جعلهم يتعرضون لكل ذلك الاذى هو انهم من شيعة آل البيت (عليهم السلام).
سماحة السيد السيستاني (دام ظله) يشدد على إعادة العوائل المهجرة إلى مناطقها
نقلاً عن صحيفة الصباح العراقية
شدد اية الله العظمى السيد علي السيستاني على اعادة العوائل المهجرة قسرا الى اماكن سكناها.ونقلت وزيرة المهجرين والمهاجرين السيدة سهيلة عبد جعفر عن السيد السيستاني عقب زيارتها له امس ان سماحته اوصى بوضع حلول جذرية
لمعاناة هذه العوائل سواء كانت من السنة او الشيعة.واعلنت الوزيرة ان عدد العوائل المهجرة بلغ اربعة عشر الفاً و750 عائلة هربت بسبب تهديدات طائفية في مناطق مختلفة من العراق.وكانت العوائل تعرضت الى موجة من التهجير القسري بعد احداث سامراء ما وضع العراق أمام منزلق حرب اهلية خطيرة حاول رجال الدين والسياسة التصدي لها ومنع وقوعها.وما زال التطهير العرقي والمذهبي يجد له متسعاً في انحاء كثيرة تتمثل بالاغتيالات والتهجير.واستقبلت مدينة النجف وحدها 1700 عائلة فيما اعلن مسؤولون في محافظات جنوبية استقبال آلاف العوائل الأخرى.واستنكرت أحزاب وهيئات دينية من الطائفتين هذا المظهر الا انها لم تعمل على انهائه.وصرحت وزيرة المهجرين أنها قامت بزيارة آية الله العظمى السيد علي السيستاني لاطلاع سماحته على جهود الوزارة في هذا الموضوع .
مؤتمر النازحين يوصي بالتدخل العسكري وإعادة العوائل المهجرة إلى أماكنها
نقلاً عن صحيفة الصباح العراقية
اوصى مؤتمر النازحين الاول الذي عقدته وزارة المهجرين والمهاجرين امس الاربعاء تحت شعار(التهجير.. النزوح القسري ظاهرة سلبية فلنتعاون جميعا على استئصالها) بضرورة التدخل العسكري من قبل وزارة الدفاع بالتنسيق مع القوات متعددة الجنسيات للحد من هذه الظاهرة واعادة العوائل المهجرة الى اماكنها. فيما بلغت آخر احصائية للوزارة عن العوائل النازحة (13785) عائلة.
وقالت وزيرة المهجرين والمهاجرين سهيلة عبد جعفر خلال المؤتمر ان الوضع المؤسف الذي وصل اليه العراق بظاهرة التهجير القسري للعوائل في جميع المحافظات انما هي عملية ارهابية منظمة لاجهاض التجربة الديمقراطية داعية الجهات الوطنية والاحزاب والعشائر والمراجع الدينية للتدخل وحل هذه الازمة.
واضافت ان المؤتمر يدعو لتطهير المناطق التي تعرضت عوائلها للتهجير نتيجة العمليات الارهابية خاصة بعد احداث تفجير مرقد الامامين العسكريين(عليهما السلام) من خلال التنسيق بين وزارة الدفاع والقوات متعددة الجنسيات والتدخل عسكريا، والعمل على اعادة العوائل المهجرة الى اماكنها الاصلية وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم.
من جانبه اكد وزير النفط السابق ابراهيم بحر العلوم وجوب تغيير الحكومة لدورها من حكومة انسانية تقدم المساعدات لهذه العوائل الى حكومة تضع الحلول الجذرية للمشكلة التي بدأت تستشري بشكل ملحوظ منوها الى ضرورة تشكيل الحكومة باسرع وقت.
على صعيد متصل اعلنت وزيرة المهجرين والمهاجرين عن اعداد العوائل المهجرة قسريا التي وصلت الى(13785) عائلة وفق آخر احصائية توصلت لها الوزارة وتوزعت بواقع(3000) عائلة من السنة و(10785) عائلة من الشيعة.
مشيرة الى ان تباين اعداد العوائل العراقية المهجرة السنية والشيعية يعود لزرع الفتنة الطائفية بين صفوف الشعب مبينة ان اعداد العوائل النازحة في تزايد مستمر، وان الوزارة نتيجة لذلك تدعو الحكومة الى تفعيل توصيات المؤتمر على ارض الواقع.
يذكر ان المؤتمر اكد أهمية دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تثقيف اكبر شريحة من الشعب لتجاوز الازمة فضلا عن التقليل من احتمال حدوث حرب طائفية تسعى لها الجهات الارهابية.
تهجير 17,192 عائلة لغاية الاول من حزيران 2006م :
نقلاً عن صحيفة الصباح بتاريخ 9 / 6 / 2006م
التهجير القسري ناقوس خطر يهدد أمن ووحدة البلاد
بغداد - القسم السياسي
فيما تعمل الحكومة والبرلمان على مواجهة ظاهرة التهجير القسري التي تعتمل هذه الايام كمظهر خطير لحرب اهلية تحرق الاخضر واليابس بعد ان تصاعدت عمليات التهجير القسري في بغداد والمحافظات فان الظاهرة ما زالت مستمرة بلغت بحسب اخر احصائية لوزارة الهجرة والمهجرين انها تسببت بتهجير 17,192 عائلة لغاية الاول من حزيران واوصى سماحة اية الله السيد علي السيستاني”دام ظله “ بالاهتمام بالعوائل المهجرة ودعمها وتذليل الصعوبات التي تواجهها وتقديم المساعدة لها.
ودعا سماحته خلال لقائه امس وفداً يمثل المجلس البلدي ووجهاء قضاء العزيزية الى تضافر الجهـــود من اجل بناء العراق بعيداً عن النعرات الطائفية والتعصب الديني والاتجاه نحو التسامح واغاثة الملهوف.
نتصدى بقوة لهذه العمليات
واعلن الدكتور سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء للشؤون الامنية..ان الحكومة ستتصدى بقوة لعمليات التهجير القسري للعوائل في جميع المناطق بغض النظر عن انتمائها الطائفي.
وقال الزوبعي ان خطة حفظ أمن بغداد تتضمن اجراءات عالية الدقة ستطبقها قوات الامن لوقف عمليات التهجير القسري الذي بات يهدد في اشعال نار الفتنة الطائفية،وعرقلة العملية السياسية التي تشارك فيها جميع اطياف الشعب العراقي بدون تهميش لاحد والتي اثمرت عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
واشار الى ان الحكومة تجري مشاورات مع شخصيات بارزة له ثقل في المناطق السكانية التي تتعرض الى هذه الظاهرة الطارئة على المجتمع العراقي للتعاون مع الحكومة.
لجنة مختصة
من جانبه اكد مجلس النواب انه شكل لجنة مختصة بهذا الموضوع..
وقال النائب رضا جواد تقي لـ”الصباح “ ان مجلس النواب يجب ان يأخذ دوره الواضح في معالجة هذا الموضوع.
ودعا الوزارات جميعاً وليس وزارة الهجرة والمهجرين لتشكيل لجان خاصة بها لمتابعة اوضاع المهجرين وعدم الاكتفاء بالخطابات الرنانة التي لن تحل المشكلة التي اخذت تتفاقم بشكل مخيف.
وقال تقي..ان عمليات التهجير القسري لا تخرج عن خانة المخطط الارهابي لزرع الفتنة الطائفية في العراق..مؤكداً ان القادمين من وراء الحدود من امثال الزرقاوي واتباعه وبقايا ازلام النظام السابق هم من يقف وراءها.
مشكلة وطنية
ووصف ستار نوروزي المتحدث الاعلامي في وزارة الهجرة والمهجرين تزايد اعداد العوائل النازحة بانه مؤشر خطير لوجود مشكلة تهدد الامن الوطني.
وقال نوروزي ان وزارة الهجرة والمهجرين تلقت من الحكومة مبلغاً مقداره (6) ملايين دولار لغرض مساعدة العوائل النازحة وتقديم المساعدة.
واوضح ان مساعداتنا لا تقتصر على تقديم الخدمات الصحية والمعاشية وانما نعمل على حل المشاكل التي تواجه هذه العوائل عن طريق مكاتبنا المتوزعة في جميع المحافظات،فضلاً عن جهودها في دعوة المراجع الدينية لتقديم فتاوى تحرم عمليات التهجير القسري.
قوافل للعوائل المهجرة قسرياً
ويقول مواطنون تعرضوا الى عمليات تهجير انهم تلقوا تهديدات عن طريق رسائل رميت في منازلهم تهددهم بالقتل اذا لم يتركوها خلال ثلاثة ايام،وقال احمد رزاق من سكنة منطقة (ابو غريب) عندما يرحل جارك الذي ينتمي الى طائفتك من جراء هذه التهديدات فذلك وحده سبب كاف ليرحل الاخرون.
في الشارع يمكنك ان تشاهد قوافل العوائل المهجرة قسرياً الى المناطق الجنوبية او الى المناطق الغربية.
ويرى مراقبون ان احصائية وزارة الهجرة والمهجرين لا تشتمل على عشرات العوائل التي هاجرت بسبب التهديدات الى خارج العراق او الى مناطق في داخل العاصمة.
رسائل تهديد في الحسينية
كشف مواطنون من اهالي الحسينية شمال بغداد ينتمون الى المذهب السني عن رسائل رميت في منازلهم تدعوهم الى ترك المدينة ومغادرتها خلال ثلاثة ايام والا تعرضوا للقتل.
ويخشى هؤلاء المواطنون من ان يكون هناك اشخاص يحاولون اشاعة الذعر والفرقة وتمزيق المجتمع،والاساءة الى التيارات الاسلامية والوطنية وذلك بانتحال اسمائها للقيام بمثل هذه الاعمال.
واكد المواطنون الذين بعثوا لـ”الصباح “ بنموذج من اوراق التهديد ان افراد هذه الاحزاب لا يقومون بمثل هذا، بل على العكس انهم سعوا الى حماية الجميع دون تفريق طائفي.
ودعوا الجميع الى العمل الان على ايقاف ظاهرة التهجير القسري التي اذا اصيب السني بأذاها في هذه المنطقة فان الشيعي سيصاب بأذاها ايضاً في منطقة اخرى.
وبحسب مصادر اردنية ان ما يقارب المليون مواطن عراقي فروا الى خارج العراق قاصدين الاردن منذ ثلاث سنوات،اما هرباً من حالات الانفلات الامني وانعدام سلطة القانون وتلقيهم تهديدات من مصادر مختلفة بالقتل اذا ما تركوا منازلهم.
وكثير من العراقيين الذين يتدفقون الى الاردن او يخرجون منه يمنحون تأشيرة امدها الاقصى ثلاثة شهور،وفي بعض الاحيان لاتتجاوز فترة ثلاثة ايام،وقد شدد المسؤولون الاردنيون من ضوابطهم في اعقاب التفجيرات الانتحارية التي نفذها عراقيون في عمان في شهر تشرين الثاني الماضي.
واغلب العراقيين يأتون الى الاردن هرباً من عمليات الاختطاف والاغتيال والتهجير القسري التي تستهدف من بين ما تستهدفهم الاطباء وغيرهم من ذوي المهن المتخصصة.
واذا كانت الاردن قد تحولت ملاذاً للعوائل الميسورة فان العوائل الفقيرة باتت تشكل هاجساً وعبئاً على الحكومة العراقي المثقلة بالاعباء السياسية والامنية والاقتصادية حيث ان هناك جيوشاً من العوائل النازحة تركت منازلها ولم تجد ابواباً تفتح لها.
وتجاهد منظمات انسانية على ابراز خطورة هذه المشكلة والاثار التي تركتها على اناس تخلوا عن معيشهم وبيوتهم ووظائفهم ليصبحوا تحت رحمة الدولة والمعونات التي تقدمها لهم جهات مختلفة.
وقالت منظمة الهلال الاحمر العراقي في تقرير نشرته الشهر الماضي ان المنظمة قامت بمسح للاماكن التي نزحت اليها العوائل لغرض شمولها بالمساعدات التي تقدمها المنظمة،كذلك يقوم الفرع العراقي لمنظمة الهجرة العالمية بتنسيق جهوده لاغاثة المهجرين حول العالم، وتقول دانا غابر الرئيسة الحالية لمنظمة الهجرة في العراق”ان التصاعد الحاد في عمليات التهجير خلال الشهر والنصف الماضي كان مروعاً، فالمهجرون ينتقلون للعيش مع عوائلهم واصدقائهم ولكن عندما لا يتسنى لهم ذلك فانهم يجب ان يشغلوا بنايات مهجورة او يجبروا على الانتقال الى مخيمات مؤقتة ليسكنوا في خيام “.
خدمات ضئيلة
ويقول كريم العماري الذي نزح مع عائلته من منطقة الدورة الى محافظة البصرة ان اعداد العوائل النازحة في تزايد مستمر وانهم يعانون من مشاكل عديدة ، موضحاً ان المهجرين يقومون بتقديم اوراقهم للمكتب التابع لوزارة الهجرة والمهجرين في المحافظة ويجري ادخال اسمائهم في سجل خاص مبيناً ان المكتب يقوم بمساعدتهم في نقل وظيفتهم او بطاقتهم التموينية،ولا يستطيع تقديم اكثر من جلكان ماء وبطانية عسكرية (ودوشك اسفنج) لكل عائلة،ولهذا فان معظم النازحين قاموا بتأجير منازل لهم في المدينة وقسماً اخر لجأ الى اقاربه.
وعادة ما يتخذ المهاجرون من المباني الحكومية ملجأ لهم لدفع الجهات الحكومية الاهتمام بهم وحل مشاكلهم.
وقال قاسم حميد الذي نزح مع تسعة من افراد عائلته من منطقة الغزالية الى مدينة الكوت لا يمكنه العودة الى منزله مرة اخرى،وان عائلته الان تعتاش على المعونات التي تقدمها المنظمات الانسانية والحصة التموينية،وان اثنين من ابنائه لم يكملا دراستهم بسبب الظروف المعيشية السيئة التي يعانون منها،وحمل حميد الحكومة مسؤولية ما يحدث لعائلته وعشرات الالاف من العوائل المهجرة.
وقال ان المساعدات التي تقدم له لن تحل مشكلتهم وطالب الحكومة بايجاد حل جذري لهذه القضية.
وقال الشيخ ماجد الغراوي من مكتب الشهيد الصدر في الكاظمية عندما اجبرت العوائل على ترك منازلها لم تجد ابواباً مفتوحة لها سوى مكاتب الشهيد الصدر في بغداد والمحافظات.واكد الغراوي ان التيار الصدري تربى على الوحدة الوطنية لان الشهيد محمد محمد صادق الصدر”رحمه الله “ كان يدعو الى الصلاة في جوامع الاخوة السنة،واوجب مشاركتهم في جميع مناسباتهم ولهذا فنحن ندعو الى نبـــذ الفرقة والتناحر بين المسلمين.واشار الغراوي الى ان عناصر اخترقت جيش الامام المهدي (عج) ولعبت دوراً في تشويه سمعته والاساءة الى التيار الصدري بدفع من العدو ولغايات معروفة ودعا قادة الكتل السياسية الى الالتزام بمبادئ الوحــــدة الوطنية وعدم اطلاق التصريحات التي من شأنها تأجيج الصراعات الطائفية.