شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تجربة مرتزق بريطاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
salim


ذكر
عدد الرسائل : 166
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

تجربة مرتزق بريطاني Empty
مُساهمةموضوع: تجربة مرتزق بريطاني   تجربة مرتزق بريطاني Icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 9:22


طريق الجحيم العراقي..تجربة مرتزق بريطاني



تجربة مرتزق بريطاني Kh27


طريق الجحيم العراقي..تجربة مرتزق بريطاني
تأليف: جان جيدس ترجمة وعرض: بشير البكر
ذهب جان جيدس الى العراق سنة 2003 ليعمل كمرتزق، مسلحا بخبرته كعضو سابق فيالقوات الجوية الخاصة البريطانية (مظلي) المكلفة بمكافحة الإرهاب، بعد أن خاض عدةحروب كعسكري نظامي وكمرتزق، في اماكن مختلفة من العالم، من ايرلندا الشمالية حتىالبوسنة. في هذا الكتاب (طريق الجحيم العراقي)، الذي صدر بالانجليزية والفرنسية (الطبعة الفرنسية عن دار موفي بلانيت)، قام بتسجيل تجربته كأحد أفراد جيش المرتزقةفي العراق، الذي بلغ تعداده خمسين ألفا، حيث ينضوي في إطار شركات أمنية خاصة بلغتعدادها مؤخرا 180 شركة، تأتي على رأسها شركة قريبة من أوساط الادارة الأمريكية. يطل الكتاب في صورة تفصيلية على الوضع الأمني، وانطلاق أعمال المقاومة العراقية ضدالاحتلال الأمريكي، ولكنه يتعرض أيضاً الى الاقتتال الأهلي، الذي سقط من جرائهاضعاف ما ألحقت المقاومة بقوات الاحتلال الاجنبية.
يشكل هذا الكتاب شهادة علىعراق اليوم، الذي أنهكته سنوات الاحتلال، ويعكس على نحو خاص انحطاط السلوكياتالأمريكية تجاه الشعب العراقي، ويحفل بالكثير من التفاصيل المثيرة التي رشحتهللتحول الى مسلسل تلفزيوني. يبدأ الكتاب بمشهد إثارة على الطريقة الأمريكية، ينقلفيه “جيدس” واحدة من عمليات المطاردة، التي تعرض لها مع فريق صحافي بريطاني، كانيرافقه من عمان الى بغداد. ويصف لحظات الرعب التي عاشوها على طريق الرمادي الفلوجة،جراء ملاحقة ما يصفهم ب”قطاع الطرق”، الذين تخصصوا في سلب الاجانب وخصوصا الصحافيينورجال الأعمال. ولكنه في الحقيقة، يتبين من خلال فصول لاحقة في الكتاب، وفي لقاء تممعه في باريس قدم خلاله الكتاب في السابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي،في “نادي الصحافة الأجنبية”، انه يستخدم هذا التعبير لوصف المقاومين العراقيين.
جيوش المرتزقة تدفقت إلى العراق بعد الحرب مباشرةيخصص “جيدس” قسما خاصابطريق الفلوجة، والمخاطر التي مثلها بالنسبة للقوات الأمريكية، ويعود الى تحليلواقعة تصفية أربعة أمريكيين على هذا الطريق وإحراق جثثهم، وهو الذي دفع القيادةالعسكرية الأمريكية، الى اتخاذ قرار شن الهجوم الشهير على الفلوجة. ويكشف انالأمريكيين الأربعة، هم من المرتزقة الذين يعملون مع شركة “بلاك ووتر” للأمن الخاص،لكنهم عسكريون قدامى من قوة التدخل السريع الشهيرة “دلتا فورس”. وقد نفى الأمريكيونفي حينه أن يكونوا من المرتزقة، وقالوا إنهم عبارة عن رجال اعمال. يلمح في زحامالسير سيارة “بي إم دبليو” (شبح) من السلسلة السابعة، على متنها خمسة مسلحين، وهيتحاول أن تشق لنفسها طريقا بالقوة. وما هي إلا دقائق حتى تصبح هذه السيارة بمحاذاةسيارتهم الرباعية الدفع، وتظهر الأسلحة الرشاشة والملامح القاسية، رغم ان أولئكالرجال يلفون رؤوسهم ووجوهم بكوفيات، ينظرون بصرامة وتحد وغضب. نظرة رعب وحقد. يدركجيدس” بحسه الغريزي وتجربته كعسكري سابق ماذا سيحدث بعد دقائق، لأن السيارة الأخرىتبدأ بالاقتراب والسير خلفهم، ثم تضبط حركة سرعتها على سرعتهم. ومثله لاحظ السائقالأردني احمد، لذا بدأ العرق يتصبب منه. يقول “جيدس” عن نفسه إنه بعد أن ترك الخدمةالعسكرية صار يؤجر خدماته، وهو في العراق يعمل كمرتزق، وهذه واحدة من الرحلات التييقوم بها وهي تشمل مرافقة فريق صحافي تلفزيوني بريطاني، من عمان الى بغداد. وفيلقاء سريع ل”الخليج” معه في باريس اعتبر ان هذه المهنة(مرتزق) مشروعة، طالما أنقانون البلد الذي ينتمي إليه المرتزق يجيزها. هي مهمة ليست بالسهلة بل صعبة جدا فيجميع المقاييس، من الناحية الجغرافية الطريق قاحلة ووعرة، لكن الخطر الاساسي فيهاهو الجانب الأمني، حيث لاسلطة إلا نقاط جمارك أردنية عراقية أمريكية على الحدود،وما عدا ذلك من الحدود الى بغداد على كل شخص أن يتدبر نفسه. ويقول في الكتاب، أشعرأن هؤلاء الصحافيين امانة عندي، لذلك اقوم بتفقد كل شيء من الماء في السيارة الىالوقود والدواليب... الخ. “وإن كنت بقيت حيا حتى الآن، فلأني أثابر على القيام بهذاالعمل من دون انقطاع”. ويوضح انه يشرح للصحافيين كيفية التصرف إزاء كل حالة منالحالات، من حادث السير العادي الى كمين. “أقول انتبهوا لن تكون هناك استراحة علىالطريق”. لقد انتهت مسألة التوقف على الطريق العام للاستراحة، منذ ان توقف فريق منقناة ال”سي إن إن” لتناول القهوة، فتم التعليم عليهم من طرف مجموعة من المسلحينالذين طاردوهم على الفور، وقد قتل السائق وهرب الفريق بأعجوبة. ويشرح حالة ومعاناةالسائقين الأردنيين، الذين يعملون على هذا الطريق بالانطلاق من حالة السائق الذييرافقه في هذه الرحلة، أحمد رب العائلة الفقير. ويقول عنه “هو إما فقير جدا أو شجاعجدا، وأعتقد أنه الاثنان معا”، هو يقوم بهذه المغامرة، ويعرف أنه لو وقع في يد قطاعالطرق فإنه لن ينجو، إنهم يقتلون السائقين الأردنيين، لأنهم من دون ثمن في سوقالخطف، ويعتبرونهم يتعاونون مع الاحتلال.
وينقل بعض تفاصيل عملية المطاردة،التي تتم على الطريق بين الرمادي والفلوجة الذي “تنشط عليه عصابات منظمة تصطادالاغنياء العراقيين، والسياح الكويتين، والصحافيين الاجانب”. ويقول، إن هذا الطريقاصبح يعتبر الأخطر في العالم، ويطلق عليه “طريق الجحيم”. وهو يستخدم مصطلح طريقبالإنجليزية والفرنسية بمعنى انه ممر اجباري نحو الجحيم، لا يستطيع أحد ان يتوقف فيمنتصفه أو ينعطف يسارا أو يمينا، إن من يسلكه مجبر على الذهاب نحو محطة النهاية. ويضيف تبعتنا سيارة “البي إم دبليو”، وصارت تسير على وتيرة سرعتنا، وهو ما يسميهالعسكريون “اشارة حرب”. ولكني لم أكن بحاجة لإشارة حرب لكي أفهم ما يحصل، وقد توقعتأننا سوف نواجه هذا الموقف منذ شاهدت هذه السيارة تشق طريقها في زحمة السير. وبعدمطارة تحاول السيارة “الشبح” إجبارهم على التوقف، من خلال إطلاق رشقات نارية عدةأمام سيارتهم، ومن ثم تحاول أن تدفعهم الى جانب الطريق. وهنا يقوم “جيدس” بممارسةمهمته الحرجة، وهي استخدام السلاح للدفاع عن الفريق الذي يرافقه، فيقوم بحركة تذكربالأفلام الأمريكية أيضاً، حيث يوجه رشقة من رشاشه للسيارة المطاردة تؤدي الى إعطابمحركها، الذي يبدأ الدخان بالتصاعد منه. بعد كيلومترات عدة يصل الموكب الى الفلوجة،فيحيي فريقه بالقول، اهلا بكم في الفلوجة. لكنه لايسمع ردا، فقد كانت الوجوهممتقعة، ولم ينبس اعضاء الفريق بكلمة حتى وصلوا الى بغداد.
يشرح “جيدس” نقطةتتعلق بهؤلاء المرتزقة الذين يعملون على خط الأردن، وهي مسألة السلاح الذي يمنعحمله على الأراضي الأردنية من جهة، ولا يمكنهم العمل من دونه على الأراضي العراقيةمن جهة ثانية. وبالتالي كان لا بد من البحث عن آلية لحفظه في منطقة على الحدود. وهويقول كان بعض المرتزقة يقومون بدفنه في مناطق معينة، لكن ذلك ليس سليما من الناحيةالأمنية، وهو معرض للسرقة أو للتفخيخ من قبل “الأعداء”. ولكون هذه الطريقة محفوفةبالمخاطر فإنه توصل بجهد شخصي للتفاهم مع نقطة الحدود الأمريكية، التي قبلتالاحتفاظ بالسلاح، الذي يجري استرداده وفق إيصالات رسمية لدى كل رحلة عودة للعراق. وكانت هذه مناسبة للتعاون مع الأمريكيين وتبادل المعلومات معهم، حول مخاطر الطريقوانتشار قطاع الطرق، ولكن الأمريكيين لايعلمون بما يحصل على الطريق حتى بغداد،وكانوا “يودون الاستماع الى معلوماتنا لأن معلومة قد تنقذ حياة إنسان”. وفي كل مرةيتسلم سلاحه المكون من: كلاشينكوف من أحدث طراز، والى جانبه ستة مخازن ذخيرة، كلمخزن مزود ب30 طلقة. مسدس غلوك ومعه اربعة مخازن ذخيرة، وكل مخزن مزود ب12 طلقة. قنبلتان يدويتان عاديتان، وقنبلة فوسفورية.
ويتطرق الى موقف الصحافيين الذينيقومون بنقلهم من عمان الى بغداد، ويقولون انهم على العموم يعارضون وجود السلاح علىمتن حافلة الرحلة، ويفضلوننا من دون سلاح. ورغم ان مهمة هذا الشخص هي حمايتهم منقطاع الطرق”، فإنهم لا يرون الخطورة نفسها، وغالبا ماكانوا يتساءلون، وماذا سيحدثلو أن “قطاع الطرق” تعرضوا لنا؟ هم لن يقتلونا في كل الاحوال، بينما استخدامالسلاح، قد يؤدي الى هكذا نتيجة. ويقول اننا كنا نمضي وقتا في الجدل حول هذهالنقطة، وكنت أقول لهم دائما إن الزرقاوي زعيم “تنظيم القاعدة” في العراق، لا يفرقبين الخط التحريري لهذه القناة اوتلك، بل تهمه الصحافة فقط.
وعلى عكس الصحافيينالبريطانيين، يتفهم الصحافيون الأمريكيون طبيعة المنطقة، ويطالبون بوجود قوة ناريةكافيةللرد على “قطاع الطرق”، ويلحون على تسليح القوافل جيدا لكي تستطيع الدفاع عننفسها، الى حين وصول النجدات. ويقول اننا قد نأخذ عليهم مبالغتم، لكنه لا يمكنالتجول في العراق من دون سلاح. وفي فصل معنون ب”حدث مفاجئ” يروي “جيدس” بداية رحلتهالى العراق، ودخوله الى هناك لأول مرة عن طريق الكويت برفقة 34 شخصا كلهم منالمرتزقة، وكلهم من قدامى القوات الخاصة البريطانية. ويقول “نحن شكلنا طليعة الجيشالخاص الذي سيأتي لاحقا، نحن المرتزقة الأوائل الذين دخلنا العراق من بعد حرب. كنانعتقد انها كانت حاسمة... بعد بضعة أيام من وقف إطلاق النار، وجدنا انفسنا نسافرعلى متن قافلة من سبع سيارات عادية من دون أية حماية أو سلاح. ولم نكن بحاجة الىالسلاح لأننا لم نكن نحس بالخطر”.ويروي بعض الانطباعات الاولى، التي تولدت لديه وهويلتقي العراقيين وجها لوجه في الايام الاولى لنهاية الحرب، فوجدهم تحت صدمة القصف،وآثار الحصار بادية في نظراتهم الفارغة. وتولدت لديه قناعة بأنه اذا كان سيحصل شيءفي المستقبل، فسوف يأتي من الجيش القديم مثل الحرس الجمهوري أو من فدائيي صدام،فهذان تمت تربيتهما على اساس عقائدي، ليكون المنتسبون جاهزين للتضحية بالنفس. والانطباع الصارخ اكثر من غيره هو أن الناس كانوا منشغلين بحل مشاكلهم الحياتية،ولم تكن الديمقراطية أولوية بالنسبة لهم. ويوضح طابع المهمة التي ذهب من أجلها “لقدتم تجنيدنا كمرتزقة من طرف مؤسسة أمنية مهمة من أجل رسم لوحة للموقف في العراق”. وهذا يعني انه كان علينا أن نتفرق داخل البلد من أجل معاينة وضعية وحالة المنشآتالاستراتيجية: حقول البترول، مداخل المدن مثل بغداد. وعلينا أن نقدم وجهة نظرنا حولمدى الاستقرار، واحتمالات التهديد لجيش المهندسين، ورجال الأعمال الذين سيقومونقريبا بالتجوال في العراق، ضمن إطار عقود إعادة الإعمار المرصود لها مليارات عدة منالدولارات من قبل الولايات المتحدة. ويشير الى انهم لم يكونوا الوحيدين، بل كانتهناك فرق أخرى: فريق من مؤسسة بلاك ووتر الأمريكية، وصل في الفترة نفسها التي وصلنافيها، وهذه واحدة من أهم المؤسسات العسكرية الأمنية الخاصة في العالم، وهي مملوكةمن طرف شركة “هاليبورتون” للخدمات النفطية التي كان يديرها نائب الرئيس الأمريكيديك تشيني (1995-2000)،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
salim


ذكر
عدد الرسائل : 166
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

تجربة مرتزق بريطاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجربة مرتزق بريطاني   تجربة مرتزق بريطاني Icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 9:27







وكانوا قد وقعوا عدة عقود لحماية المسؤولين الرسميين الأمريكيين التابعين الى وزارة الخارجية في العراق وافغانستان، الأمر الذي يمنحها حق التواجد والعمل، حيث يوجد الجيش الأمريكي في العالم. ويشرح انه ومجموعته وصلوا وأياديهم فارغة، فسكنوا في بيوت خشبية في باحة احد قصور عدي. ويروي قصة حصولهم على السلاح مجانا، من المستودعات العسكرية العراقية، التي استولت عليها القوات الأمريكية في المطار، الذي حوله الأمريكيون الى قلعة يتواجد فيه 12 الف جندي. ويصفه بأنه اصبح مخيما عسكريا أمريكيا من الطراز الرفيع، تتوافر فيه كل اسباب الراحة والرفاهية للجنود، من الاسرة المريحة والماء الساخن والمراقص الليلية والسوق الحرة ومركز تسوق كبير. ويقول إن مخازن السلاح التي خلفها العراقيون كانت في حالة جيدة، تتكدس فيها شتى أنواع الاسلحة الحديثة، وقد فتحها لهم الأمريكيون ليأخذوا منها ما يحتاجون، فملأوا حمولة عربات عدة من الرشاشات والمسدسات والقنابل وقاذفات القنابل... إلخ. ويلاحظ بعد اسبوعين من وصولهم، بداية خسائر القوات الأمريكية على المستوى البشري. ويقول إن هذه الخسائر تنامت بسرعة وتجاوزت بسرعة شديدة القتيل في الأسبوع الواحد. ويحكم من خلال تجربته في ايرلندا الشمالية والبلقان، بأن السوء لن يتأخر في الوصول. وشيئا فشيئا صارت تحصل حوادث في شوارع بغداد. ويصف سلوك الجنود الأمريكيين بالغريب، فهم كان لديهم الحق في التجول بثياب عسكرية على نحو جزئي، لكن تراهم وهم يلتقطون الصور أمام تماثيل صدام المحطمة أو في قصوره القديمة، تحت النظرات الفارغة لشعب مايزال تحت صدمة القصف. ويستشهد بالاستقبال العدائي الذي لقيه الألمان حين نزلوا الشانزليزيه عندما احتلوا باريس. ويؤكد ان المؤشرات الخطيرة بدأت تبرز، ومن ذلك أن جنديا أمريكيا قتل بطلقة في الرأس، امسك به عراقي ووضع المسدس في رأسه واطلق النار.. ويقول انجزنا المهمة التي قدمنا من أجلها خلال ستة اسابيع، ولكن المؤسسة التي اوفدتنا فقدت العقد لصالح مؤسسة أمريكية لأسباب سياسة، فانتقل الفريق الى ملكية مؤسسة اخرى، وبسرعة تمت اعادته الى الكويت. ويصف المجموعة الجديدة التي حلت مكانهم بأنهم عبارة عن عسكريين أمريكيين في الاربعينات، يبدون في حال مزرية على الصعيد المهني، وقد صاروا خارج الجاهزية منذ زمن طويل، ولم يقابل الواحد منهم جنديا منذ عدة سنوات. كانت غالبيتهم تعمل كحرس للمراقص والبارات. بعد نهاية هذه المهمة عاد الى العراق ليرافق فريقا تلفزيونيا بريطانيا، ويقول انه عمل على هذا النحو لمدة سنة ونصف السنة، وسمح له ذلك بالتنقل في كافة ارجاء العراق. وخرج بانطباع اساسي، وهو ان جميع العراقيين الذين قابلهم يريدون ان يعيشوا حياة عادية، لكنه توصل الى قناعة بأن العاصفة التي سوف تضرب العراق لن تتأخر، وانها سوف تكون عنيفة جدا، ولكن مالم نكن نتوقع حجمه هو الاعداد الكبيرة من المرتزقة التي بدأت تغزو العراق. وبرر في لقاء مع “الخليج” تدفق المرتزقة بأنه من أجل كسب المال، وقال ان المرتزق العادي يتلقى في اليوم مرتبا يصل حتى 300 جنيه استرليني، في حين يكلف الجندي العادي حوالي 400 جنيه استرليني، لذلك فضلت الولايات المتحدة الاستعانة بالمرتزقة. ويشرح ان مخاوف الحرب العالمية الثانية، ومن ثم الحرب الباردة لم تتركا مكانا لنشوء جيوش من المرتزقة، لكن التحديات الجديدة، ولدت هذه المهنة في بريطانيا وجنوب إفريقيا، وقد انشأت أول شركة لتقديم خدمات في هذا الاتجاه من طرف عضو سابق في الفرقة البريطانية الخاصة “جيم جونسون”. وكان زبائنه في البداية من شخصيات سياسية وتجارية دولية، وكان العمل يقتصر على توفير الحماية وتدريب الحراسات الخاصة. لقد حرض على تنشيط هذه المهنة التنافس بين الشركات الخاصة، وسرعان ما انتقل عمل هذه الشركات من الحماية والمهمات الأمنية الخاصة، إلى المشاركة في النزاعات والحروب مثل انغولا وزائير. ويقول إن ذلك فتح عيون الأمريكيين الذين بدأوا في تأسيس شركات أمن خاصة، وكانت اهمها “كي بي إر” المملوكة من طرف “هليبورتون” منذ سنة ،1962 ولكنها نوعت نشاطها منذ سنة ،1980 وقد تطور هذا السوق من خلال اقامة علاقات بأجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). ويرى ان فقدان ملايين من الجنود ورجال الأمن عملهم بعد سقوط جدار برلين، أسهم في تشكيل هذه الشركات التي وصل عددها الى حوالي 900 شركة، وتصل موازناتها الى مليارات الدولارات. وتوجد ثلاثة انواع من الشركات: الاولى، هي التي تقدم جنودا للحرب. والثانية، التي تقدم جنرالات قدامى كمستشارين للشؤون العسكرية والسياسية للدول. والثالثة، الشركات العسكرية المتخصصة باللوجستيك، والتي تقدم كل ما يلزم حتى آخر خط في جبهة القتال، من المعدات العسكرية حتى الطعام، وصيانة الطائرات الحوامة والمقاتلة.
ويكشف انه في سنة 2005 وصل عدد المرتزقة في العراق الى 30 ألفاً، يعملون كجنود قطاع خاص، وهناك مثلهم يعملون في مهن اخرى مثل الطبخ والسياقة والذين لقي العديد منهم مصرعهم، وقد سقط حوالي مائة سائق في انفجار شاحناتهم أو في كمائن نصبها لهم “قطاع الطرق”. وتعتمد شبكات اللوجستيك على تشغيل مواطني البلدان الفقيرة، مثل الفلبين والباكستان وتركيا بسبب رخص اليد العاملة. وفي المقابل تقدم هذه الشركات خبراء ميكانيكيين قادرين على صيانة الدبابات والطائرات، كما تقوم بتأجير الطائرات من دون طيار، التي تقدم خدمات تجسسية وتصور المناطق التي تحلق فوقها. ويقول إن سجن “ابوغريب” كان يدار من قبل شركة أمنية خاصة، ومن عناصرها من خضع للتحقيق بسبب استخدام التعذيب والمعاملة السيئة للسجناء خلال التحقيق. ومع ذلك استحسن البعض عدم توقيف مرتزقة في هذه المسألة، التي يتحمل مسؤوليتها الجنود النظاميون. ويؤكد ان اللاعبين الاساسيين في هذا السوق هي الشركات الأمريكية الكبرى ( كي بي إر، بلاك ووتر، دين كورب)، وهي قادرة على تقديم عاملين على خطوط الجبهات الامامية والخلفية، وذلك لأن الجيش الأمريكي هو الزبون الأهم في العالم. وخلال حرب الخليج الثانية قامت شركات اللوجستيك بتحصيل مبالغ مالية كبيرة، نظرا لتوظيفها ما يعادل واحداً في المائة من القوة العسكرية الأمريكية. ولكن ذلك لايعني الكثير بالمقارنة مع ما يحصلون عليه اليوم، وهو ثلث موازنة الجيش الأمريكي في العراق والبالغة 30 مليار دولار سنويا، حيث يشغلون 10 في المائة من القوة العسكرية الأمريكية، أي مرتزق واحد لكل عشرة جنود. وتعد “كي بي إر” الاكثر اهمية من بين شركات اللوجستيك في العراق، وهي تشغل نحو 50 الف مرتزق في البلد، بعضهم مسلح ومقاتل، لكن الاغلبية في مجال الخدمات كالطبخ والسياقة والميكانيك والتموين. ولدى هذه الشركة عقد مع “البنتاجون” يصل الى 11،84 (احد عشر) مليار دولار. وحسب رأي “جيدس” فإنه لم يبق في هذه الحالة مكان للشركات البريطانية مثل “ايريني”، التي تتولى نقل وتوزيع العملة العراقية على البنوك، وتقوم بتأمين الحماية لحقول النفط. وقد وصل عدد العاملين في الشركات الأمنية البريطانية في العراق لسنة 2005 حوالي 14 ألف شخصا، بعقود يبلغ مجموعها 100 مليون دولار. وحسب رأيه هي على قدر كبير من الفعالية، ويضرب مثالا على ذلك شركةجلوبال استراتيجي” التي قامت في سبتمبر/ أيلول 2005 بإيقاف مطار بغداد عن العمل، لأن الحكومة العراقية تأخرت عن الدفع لمدة سبعة اشهر، مقابل ضمان هذه الشركة لأمن المطار. ويقول ان البرلمان العراقي اضطر للتصويت على قانون، يجيز لشركات اللوجستيك هذه حمل السلاح، وذلك ضمن اتجاه لإعطاء مشروعية اكبر لها. ويترجم الوزن الفعلي لها، من خلال حجم الخدمات التي تقدمها للولايات المتحدة، لكنها سمحت في نفس الوقت للمرتزقة بعد عدة قرون بالخروج من الظل. ويركز على نقطة مهمة تتعلق ببنية القوة المقاتلة بين هؤلاء المرتزقة، فغالبيتهم من البيض والعنصريين، الذين يتمتعون بكراهية لاتقدر للأجناس الأخرى، وهم فخورون جدا بلون بشرتهم، وغالبيتهم يتحدرون من جنوب إفريقيا، وسبق لهم ان شاركوا في حروب القارة الإفريقية ضد السود. ويقول وهو الذي يعود اصله الى جنوب إفريقيا(مواليد زيمبابوي)، اني لا افضل العمل اطلاقا مع المتحدرين من جنوب إفريقيا، لأن غالبية من يمارسون هذه المهنة من بين هؤلاء، هم من أنصار التمييز العنصري القدامى، وكانوا في اجهزة الشرطة والأمن والمنظمات المختصة بتصفية المعارضة السوداء جسديا. ويؤكد بأن جنوب إفريقيا هي المصدر الاساسي للمرتزقة، وقد وصل الأمر أن سلطات جنوب إفريقيا هددت في 2005 بمصادرة طائرة كل مواطن، يقوم بعمليات عسكرية في العراق.وكان البرلمان قد صوت سنة 1998 على قانون يمنع مواطني البلد التدخل في النزاعات الداخلية في البلدان الأخرى، وتمت مراجعة هذا القانون سنة 2004 على ضوء العدد الكبير لمواطني هذا البلد الذين يعملون كمرتزقة في العراق.ويشير الى أن قدامى القوات البريطانية الخاصة تدخلوا نسبيا في العراق، وهم يقومون اليوم بإدارة العمليات من بغداد اكثر من مرافقة القوافل يوميا، ولكن يحدث ان يغادروا مكاتبهم احيانا لتقديم الاسناد في حالات الخطر.ويتطرق الى نقطة مهمة اخرى، ويقول لقد أصبحت أنا وزميلي “جي بي” عملة نادرة في العراق، حيث نمتلك ثلاث سنوات من الخبرة الميدانية، والممارسة الخالية من العيوب والأخطاء. ويؤكد هنا بأن ليس كل المرتزقة في العراق هم جنود قدامى، بل هناك ممن لم يعرفوا الحرب. وكل ما في الأمر هو انهم لبّوا نداء شركات الخدمات الأمنية، التي تبحث عن موظفين للعمل ضمن شروط خاصة، وعادة ما يقوم هؤلاء بنفخ ملفات ترشيحهم التي لا تخضع عادة للتدقيق. ويقول إن هناك في العراق اليوم جيش من المرتزقة، وصل تعداده في الصيف الماضي الى 50 ألفا. إنه جيش احتلال جديد، يفوق مرات عدة القوات البريطانية التي يبلغ تعدادها 8500 جندي. وهو جيش من الرجال والنساء، اللاتي تكسب بعضهن في اليوم الواحد حتى حدود 800 يورو، من خلال تقديم خدمات لرجال الاعمال، أو القيام بأعمال هندسية أو علمية أو انسانية. يشكل هؤلاء أكبر جيش من المرتزقة منذ قرن: منذ الحملة البريطانية على الهند حين اطلق النداء للمرتزقة من أجل اطاحة المهراجات، ومنذ قام الملك جورج باستئجار جنود ألمان لمواجهة جورج واشنطن، ومنذ أن صار يطلق لقب مرتزق، أو كلب الحرب، ولكنهم ليسوا اكثر من متعاقدين مع شركات اللوجستيك، مصطلح جديد سليم من الناحية السياسية، جاء ليغني قاموس الحرب. هم جاؤوا من كل مكان، امريكا، بريطانيا، استراليا، كندا، نيوزيلندا، جبال الهيملايا، ومن سيرلانكا، الاخصائيون في محاربة نمور التاميل. ليس لهؤلاء ايديولوجيا ولا ولاء جماعي، انهم يتشاركون في التعطش للمغامرة والمال. وبعض هؤلاء يدفع له الثمن غاليا، لكن بعضهم سقط في المواجهات. وهناك تقديرات تفيد بأنه سقط منهم حتى الآن حوالي ،368 لكن لا توجد إحصاءات ثابتة، لأن الشركات لاتصرح بالأرقام، والدول لا تعلن عنهم، لأنهم لم يسقطوا من أجل خدمة العلم.
الخليج الاماراتية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجربة مرتزق بريطاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معجزة لجندي بريطاني في المسيرة نحو الحسين ع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: قسم الحوار والمناقشة والاراء :: الشؤون السياسية-
انتقل الى: