(( عودة الهدهد )) .. شعر إبراهيم الباوي

(( عودة الهدهد ))
شعر إبراهيم الباوي

عدتُ بلهفة المنتصر ..ولكني صدمت بدماء اهلي تهرق من قبل القتلة
وكل المسؤولين ترقص على اشلائهم ولااحد ينطق بكلمة استهجان وادانة
حتى المنظمات الانسانية التي تدعي الدفاع عن حق الكلاب في العيش الحر
صمتت حيال مايتعرض له (عبد الزهرة)المذبوح المنسي وليتني ماعدت لأرى
اشلاء اطفالنا دون ان ينبس احدهم بكلمة ولو من باب ذر الرماد على العيون اي واعلياه:

ما انفكّ ذكرُكَ في القلوب يردد

وأريج عطركِ في الجوانح ِ ينفدُ

في النفس من حزن التنائي لم يزل

دمعٌ يسحّ وجذوة تتوقد

وإليك من فرط الهيام يهزني

شوقٌ له حتى المشاعر تسجدُ

أناحاملٌ شوقي إليك وفي الحشا

ضرمٌ تشبّ وحرقة لا تبردُ

إنّي تركتُ على رباك أحبتي

والمرء في فقد الأحبة يُكمَدُ

فلكم رشفتُ من البلادِ موارداً

لم يروني من بعد نهركِ موردُ

تبكيك منّي في البعاد جوانحٌ

إذ كيف يضحكُ من جَفاكَ ويُسعدُ

ولقد تناهبني الحسام من الجوى

واجتثّ قلبي في الهيام مُهنّد

أناسالكٌ رغم الخطورة مسلكاً

يفضي إليك وإن تناءى المقصدُ
أناعائدٌ رغم الخطورة والردى

وبرغم ما فعل الطغاة وبددوا

أناعائد والشوق يسرع خطوتى

فالشوق من وهج الأضالع يوقد

أناعائد والأهل يهتف جلّهم

وافى (سليمان) الغداة َ الهدهدُ

ماعدتُ من (سبأ) أيا أهلي كما

عاد الوفود إلى الربوع وعيّدوا

أناعائد لأرى الموارد بُعثرتْ

والشمل من عسف الطغاة مبدد

أناعائد والوجدُ يلهبُ بالحشا

لمّا رأيتُ ذوي الكفاءة تُطرد

هذا غدا رهن السجون مغيّباً

أو في المنافي ذاك ظلماً يبعدُ

أو للمقاصل دون ذنبٍ جلهم

يرنو إليهم في العذاب مصفّد

وطنٌ تناهبه الطغاة ولم يعد

تعنو له كل الشعوب وتقصد

******
قف بي على جرف الفرات لأرتوي

وأنامُ في تلك الرمال وأرقدُ
عقدان من عمر الزمان تصرّما

والقلبُ وار ٍ وقده لا يخمدُ

عشنا كما عاش الكفيف بلا رؤى

إذ كيف يبصرُ من عداه الفرقدُ

يا موطناً ضمّ الدعاة بتربه

وبه الإمام أبو الأئمة يرقد

ما زال مجدُك حيث أمضي ماثلاً

وإليك يسعى حيث أنت السؤددُ

وطنٌ تحفّ به البلاد كأنه

قمرٌ له كلّ النجوم تُجنّدُ

يومي فتأتيه البلاد مطيعة ً

تعنو ولا تعصي ولا تتمرد

فالقلبُ إن جافى ربوعَك يلتظي

والعين إن غفلتْ جمالك ترمد

فلئن غفا فيك النخيل وطلعه

فلأنتَ في عمق الحشا تتوسد

رفقاً بمن يبغي رباك وقلبه

دنفاً يغرّد في هواكَ وينشدُ

وعليك أوصدَ في الهوى أبوابه

والقلبُ يفتح للحبيب ويوصدُ
وطني تناهبك الجناة وما جنوا

إلاّ كما تجني الطغام الحسّد

ما ضيّعوكَ ولن تغيبَ بمعركٍ

ارأيتَ طوداً في الفدافد(1) يفقد

ضاقتْ بنوك من الطغاة وجورهم

إذ نغّصوا عيش الأباة ونكدوا

الفاسق المأفون يلقى فسحة

والناصع المأمون ظلماً يُجلد

والماجنُ الممقوت يلقى عزّة ً

والمؤمن الممدوح عمداً يُطردُ

والتافه الممسوخ يمنح رتبة ً

والعالم المحمود دوماً يرصد

والسافل المنكود يلمع شخصه

والشاعر المرموق جوراً يبعد

والخائن المشبوه يرفع شأنه

والثائر المرهوب رجماً يُلحد

والساقط المهتوك يحكم في الورى

والمصلح المحبوب زوراً ينقد

لهفي على علياك بات موطّئاً

يستامه وغدٌ صفيقٌ مفسدُ