مسارنا الديمقراطي الى اين؟
غانم الموسوي
قبل أن تبدأ في رحلة الانتقام..... احفر قبرين
كونفشيوس
طرح حوار سياسي قاتم لعراق الغد أفضل من إعلان كاذب سلفن بمعاني النفاق والتملق
غانم الموسوي
المواطن العراقي اتصف بالديمقراطية قبل تحوله إلى المسار الديمقراطي ومروره بالشرنقة الديمقراطية التي مر العراق بها بعد احتلاله في القرن الحادي والعشرين ودخول القوات متعددة الجنسيات مع خلق تفاوت كبير بين جيلين ، جيل المظالم والاحتلال، وجيل واكب على طرح مفهوم الديمقراطية الحديثة بعيدة عن صيغ ومفاهيم الديمقراطية المستوردة والديمقراطية التي قدمت من قبل من كان يتمختر بثوبها دون التمسك بمبادئها الصحيحة التي تشير إلى التحول الديمقراطي الذي ينشده كل إنسان حر بعيدا عن الدكتاتورية والصيغ التهميشية الأخرى.
كثيرة هي الأحزاب التي وقفت ضد الديمقراطية الحديثة في العراق من الذين تميزوا برفع شعارات قومية مبهمة وشاركوا في العملية السياسية للعمل على إيصالها إلى مراحلها الجديدة وأساءت كثيرا إلى مفاهيم الديمقراطية ولم تنته فصولها السياسية لحد الآن بدليل عدم نجاحها وعدم تقديم أية آليات تشير إلى نجاح تلك العملية السياسية وبدليل إصابة المواطن العراقي بالإحباط اليومي نتيجة المعارك السياسية التي قادتها تلك الأحزاب السياسية وأدت إلى المزيد من الدماء العراقية والدمار لبنية العراق التحتية وبنية المواطن العراقي ، فعملية التحول الديمقراطي أساءت إلى تلك الأحزاب وخاصة الأحزاب المدعومة من دول الجوار أو من الدول التي تقف ضد التحول الديمقراطي، فالعراق الديمقراطي يعني الكثير لشعوب المنطقة التي ستطالب حكامها بالتحول إلى المسار الديمقراطي، وتطالب أحزابها المعارضة قيام الديمقراطية في بلدانها على مقاس الثوب العراقي، وهذا الذي ساعد على استمرار انحلال الأمن ووقوع الكثير من التفجيرات التي طالت المواطن العراقي ومناطقهم السكنية ، إنه الإحباط السياسي الأخر الذي تعاني منه الأحزاب السياسية المجاورة للعراق والأحزاب السياسية العراقية غير المؤمنة أصلا بالديمقراطية والتي شاركت في العملية السياسية لغاية في نفس يعقوب .
الشعب العراقي اتصف ويتصف بحبه غير الطبيعي للوطن ولمفهوم الديمقراطية الحقيقية بمفهومها الإسلامي ومفاهيم الأئمة العظام والأطروحات الديمقراطية للكرار الإمام علي بن أبي طالب عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، لهذا من يقرأ التدخلات الخارجية في العراق يعي كل ذلك ، لكن، طموحات بعض المشاركين في العملية السياسية أدت إلى صراع عراقي عراقي استمر لأكثر من سنوات خمس ولازال ، وتحول الصراع في بدايته إلى حرب أهلية بغض النظر عمن يدعي بعدم حدوثها ولم يمتلك الشجاعة الكافية للتصريح بدخولها وان الحرب حدثت بالفعل ونتائجها معروفة بتهجير الملايين وقتل مئات الآلاف من العراقيين ، فكيف هي الحرب الأهلية يا ترى؟ وماذا يعني كمكون صغير جدا في العراق واعني بهم الشبك أن يُقدِموا أكثر من ألف شهيد ويُشرّد ويُهجر منهم آلاف أخرى، فكيف الحال بمكونات أخرى تعد بالملايين؟ .
لنقل بصراحة وبشجاعة... الأحزاب السياسية غير الوطنية والمرتبطة بأجندة خارجية هي التي أدخلت العراق في الحرب الأهلية، وصمود العراقيين وتمسكهم بالديمقراطية الصحيحة هو الذي أنهى الحرب الأهلية وحاول دائما الوقوف بقوة لصد أجندة العودة إلى الحرب الأهلية.
المطلوب من العراقيين اليوم ، كيفية المحافظة على الديمقراطية الراسخة في عقولهم وعلى صفحاتهم العقائدية والاستمرار بالتحول التدريجي نحوها لغرض تحقيق النمو والازدهار الفكري للإنسان العراقي بعد الولادة العسيرة لها في وسط واقع يحمل فيه شعارات تتصف بالعنصرية والشوفينية بل بصيغ قشورها ديمقراطية وجوهرها دكتاتورية تعيدنا إلى عصور الظلم والظلام .