شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحلاق الشعبي الموصلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طلال النعيمي
المدير العام
المدير العام
طلال النعيمي


ذكر
عدد الرسائل : 1810
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

الحلاق الشعبي الموصلي Empty
مُساهمةموضوع: الحلاق الشعبي الموصلي   الحلاق الشعبي الموصلي Icon_minitimeالأحد 3 مايو - 21:17

مهن شعبية متوارثة.. الحلاق الشعبي الموصلي


الحلاق الشعبي الموصلي Mhn_sh3byt_thumb
13-03-2009


عرفت مدينة الموصل بحرفها ومهنها المتنوعة والتي اشتهرت فيها وكان وما يزال لكل مهنة، أو حرفة، أصول وتقاليد للعمل فيها، إضافة الى نوعية العامل ودقته، مثل البنّاء والنقّاش والصائغ والحداد، الى غير ذلك من المهن، وبعض المهن أخذت جانبا مهما وشعبيا من الحياة الاجتماعية الموصلية، وهي من المهن القديمة جدا. من هذه المهنة مهنة الحلاق الشعبي ودوره في العلاقة الاجتماعية لهذه المدينة، ومن هذا المنطلق نعيش هذه اللحظات في مراسيم هذه المهنة وشجونها.





الحلاق الشعبي





الحلاق مهنة من المهن الشعبية التي امتهنها بعض الأشخاص، وعرف باسم (الحلاق). وهي مهنة قديمة متوارثة في اغلب الأحيان. نظرا لحاجة الإنسان الى تهذيب شعره. وقص الزائد منه، وتخفيف كثافته حسب الحاجة.

والفعل: (حلق) حلقا وتحليقا، أي أزال الشعر. وهي تعني إزالة الشعر.. و(الحلاق) الذي يحلق الشعر. ويقال له (مزين).



دكان الحلاق: يتخذ الحلاق دكانا في بعض المناطق أو الأسواق الشعبية، أو قرب المحلة. للكثافة البشرية فيها. وحاجة الناس في هذه المناطق الى (الحلاقة). إضافة الى ان قرب الدكان يسهل المجيء الى الحلاق في أي وقت يشاء. وتتكون دكان الحلاق من منضدة خشبية، مثبت فوقها في الواجهة (مرآة) كبيرة في إطار خشبي من خشب الجوز المنقوش. ويجلس الشخص الذي يأتي لحلاقة رأسه على كرسي خشبي ذات مساند، وأمامه بالقرب من المرآة أدوات الحلاقة. ويكون في جانبي الدكان مقاعد للزبائن الآخرين الذين ينتظرون دورهم في الحلاقة. وخاصة أيام الخميس والأعياد.. وبعض الحلاقين يضعون مرايا جانبية معلقة على الجدران من الداخل.







حوائج الحلاق:



-1 موس الحلاق: آلة فولاذية أشبه بالسكين، الا أنها ارفع، قبضتها مساوية لطول الشفرة. وتنطوي على الموس عندما ينتهي الحلاق من الحلاقة. وهي تستورد من الدول الأوربية. كما يقوم مقام (الشفرة) في حلاقة الرأس بكامله (زيان الصفر). أو عندما يراد تحديد خلف الرقبة وخلف الأذنين. كما يستعمل لحلاقة الوجه.. ويتميز موس الحلاقة نمرة صفر بان يكون قديما ورفيعا حادا. ويتم شحذه بين الفترة أو الأخرى بواسطة (المحد) ويتآكل من كثرة الشحذ.. وهكذا يصلح لحلاقة الرأس.. ولحدة الموس، مثل موصلي (مثل موس الحلاق). ويضرب للتعبير عن الدقة في العمل.

للموس عدة أسماء منها (موس أو سيف)، (أبو البكرة)، (موس بنجو)، (أبو التاج)، ونمرة (4).. وهكذا لكل موس اسم حسب النوع والاستخدام. وعندما يتكرر حد الموس يتآكل، ويصبح عديم الفائدة للحلاقة. فيترك لتقليم الأظافر. ويعرف باسم (موس ناخنكير)..





-2 ماكينة نمرة اثنين: تستورد من الخارج، فولاذية، جيدة وسهلة الاستخدام.. ويستخدمها الحلاق عند تهذيب الشعر.. وتخفيف جوانبه الخلفية، وأجود هذه الماكينات:



-أ ماكينة نمرة اثنين: لحلاقة لشعر وإزالته على طريقة الزيان الخفيف.



-ب ماكينة نمرة ثلاثة: لحلاقة الشعر الناعم. وهي بالأصل (نمرة4) يعتمد الحلاق الى رفع مشطها فتتحول الى نمرة (3).



-ج ماكينة نمرة أربعة: خشنة تستعمل لرفع شعر الرأس وخاصة عند حلاقة العسكريين.



-د ماكينة نمرة صفر: ناعمة جدا كالموس الذي يستخدم لحلاقة الوجه، وهي حادة جدا.



-3 حجر الحلاق الأصفر: حجر لونه اصفر يجلب من إيران يستخدم لحد موس الحلاقة (لحلاقة الوجه).



-4 المسن: ويعرف بالمستحد، وهي المبرد، أو كل ما يحد به حافة السكين. لتكون اشد قطعا. كذلك عند حد الموس. وأحيانا يكون لونه مائلا الى (الزرقة)، وهي من الحجر.



-5 السير: قطعة من الجلد بطول نصف متر وبعرض (Cool سم، يعلقها الحلاق بالحائط بالقرب من المكان الذي يقف فيها. يستخدم لحد موس الحلاق وذلك بإمراره عدة مرات فوق السير بقوة، وبذلك يتم حد حافة الموس.



-6 لَكَن الحلاق: جاء في الألفاظ العامية للدكتور حازم البكري: ان (اللكن) صحن معدني عميق، ذو حافة عريضة، مفلطحة يستخدم للغسيل، وغالبا ما يوضع في غرفة نوم الزوجين، للتغسيل عند الحاجة، أو يقدم للضيوف لغسل أيديهم قبل تناول الطعام وبعده.. أما (لكن) الحلاق فيكون حجمه اصغر من النوع السابق وقد اقتطعوا من حافته نصف دائرة. يثبتها الحلاق أمام عنق الزبون ليغسل رأسه فيه.



-7القولة: قطعة من النحاس على شكل قوس نصف دائري توضع رقبة (الزبون) المراد حلقه ثم يغسل رأسه بعد انتهاء الحلاقة، وهذه تمنع تسرب الماء الى ظهر الزبون، فيسقط الماء في داخل اللكن.



-8جوخ الحلاق: وهو عبارة عن دولاب صغير، يديره الحلاق بواسطة (عتلة مركبة فيه، إذ أنه عندما يدور (الجرخ) تدار الكوسرة، فيضع الحلاق (الموس) على حافة الكوسرة وهي في حالة الدوران، فيحد الموس، ونصقل حافته، فيكون حادا. ولكل حلاق جرخ. وهو من لوازم المهنة المهمة للحلاق. وكان بعض الحلاقين يضعون (الجرخ) أمام الدكان، أو بالقرب من كرسي الحلاقة، كذلك لابد لأي حلاق مثل هذا الجرخ، عندما يذهب الى بعض العوائل، أو الأفراد لحلقهم في بيوتهم.

الى جانب هذا كان هناك بعض المستلزمات الأخرى يحتاجها الحلاق. وهي قيمة لحوائجه وهي:



-1 الفوطة: أو الوزرة، قطعة من القماش المزركش يلفها الحلاق حول وسطه، وتتدلى الى الأسفل، ليمنع تعلق الشعر بزبونه أو ألبسته الفوقية.



-2 حقيبة الجلد: حقيبة جلدية لوضع أدوات الحلاقة فيها (الموس- الماكينات- الشب) وغير ذلك من مستلزمات عدته. وخاصة عندما يذهب للحلاقة خارج دكانه.



-3 الشب: مادة الشب مهمة للحلاق. حيث تستخدم مع الماء فوق الجرح، ليشكل طبقة تمنع نزول أو سيل الدم من الجرح خلال الحلاقة.



-4 المرآة والمشط والبودرة والعطور بنثره على خده ورأسه، والمرآة لينظر فيها المزين الى حلاقته. إضافة الى حاجة الحلاق لوعاء للماء وطاسة للأدوات الملحقة بالحلاق.





وصف الحلاق



كان الحلاق يتزر بفوطة، عندما يقوم بالحلاقة، ويجلس بالقرب من باب الدكان فوق صفيحة من التنك الفارغة، أو كرسي صغير بلا مساند. أو على دكة أمام الدكان. إذ يوجد (دكتان) متقابلتان في واجهة الدكان، وفوق كل (دكة) حصيرة من البردي منسوجة على قدر وحجم الدكة. و(الدكة): بناء مستطير يشبه (الأريكة) للجلوس.. كما كان يضع كفيّة بيضاء على كتفه أثناء الحلاقة. وتستخدم الدكات أيضا لجلوس الزبائن لانتظار دورهم في الحلاقة، وخاصة أيام الازدحام عنده في أيام الخميس والجمع والأعياد،.. فإذا ما أتى الزبون، قام الحلاق ودخل الدكان، وجلس الزبون على كرسي الحلاقة، ويبدأ أثناء الحلاقة بالحديث معه، والسؤال عن أهله ووالده وإخوته، ثم يدور الحديث أحيانا عن الأموال العامة التي لها صلة بالمحلة أو السوق. وأحيانا أخرى تأخذ جانب المجاملات، كل ذلك وهو يحلق رأس الزبون. فإذا ما جرح سرعان ما وضع الحلاق قطعة من الشب مبللة بالماء على موضع الجرح الذي يحدث من جراء حدة الموس، لتتشكل طبقة عازلة توقف سيل الدم. ويبدأ الحلاق عادة بوضع قطعة من القماش الأبيض على شكل صدرية، ويلف بها الزبون من الحلق حتى منتصف الجسم، لمنع سقوط الشعر على ألبسته. فإذا ما أتم الحلاق حلاقة الرأس، بواسطة الماكنة حسب درجات الحلاقة، أو الحلاقة بواسطة الموس بعد ان يرطب شعر الزبون بقطرات من الماء لانسياب الموس، حتى لا يبقى شعر في رأسه. وهذا النوع من الحلاقة كان دائما في موسم الصيف. بعد ذلك يقوم الحلاق بوضع (القولة) حول الرقبة، ويقوم الخلفة أو الصانع بمسك (اللكن) حتى يتجمع الماء فيه عند الغسل.. بعض الزبائن يكتفون بهذه الحلاقة. والبعض الآخر يطلب حلق شعر وجهه بواسطة الموس، لقلة أمواس الحلاقة في ذلك الوقت. ثم يعطي الحلاق المرآة للزبون، لينظر الى حلاقته، ثم يعمد الى وضع الروائح العطرية على رأسه ووجهه، ويقول له (نعيما). فيرد عليه الزبون بقوله (انعم الله عليك). ثم يقدم الزبون للحلاق أجرته وكانت في ذلك الوقت (عشرة) فلوس.. وأحيانا يعطي للصانع ما يعرف (بالبخشيش) أي هدية الحلاقة.

أما الدكان في الصيف فتكون حارة لحرارة الجو، ولذلك يعمد الصانع الى مسك المهفة ويهف بيده على رأس الزبون، لعدم وجود المراوح الكهربائية آنذاك. الى نهاية الحلاقة وعند بعض الحلاقين كان عندهم مروحة من الكارتون معلقة في سقف الدكان يحركها يمينا ويسارا. فيتحرك الهواء وهكذا حتى انتهاء الحلاقة، إذ تكون المروحة مربوطة بحبل يتدلى الى الأرض، فيمسك به الصانع، فيقوم بجر الحبل الى الأمام ثم الخلف باستمرار فيتولد الهواء البارد. فإذا ما توقف الصانع عن التحريك وقف الهواء، وهكذا حتى ظهرت المراوح الكهربائية. وبجانب الحلاق كان يوضع قدح من الماء الدافئ عند الحلاقة لترطيب الشعر.. كما كان بعض الحلاقين يعملون بهذه المهنة منتقلين من سوق الى سوق ومن محلة الى محلة، وهم يحملون عدة الحلاقة بواسطة الجنطة الجلدية. ومعه كرسي صغير يحملها تحت إبطه لجلوس الزبون عليها. وثمن الحلاقة بهذه الطريقة ارخص من الدكان.





حلاق الحمامات:



ومن الحلاقين من يتخذ من بعض الحمامات الشعبية مقرا له لحلاقة المستحمين داخل الحمام. وخاصة حلاقة شعر الإبطين.





حلاق القرى:



كذلك كان من يقوم بالتنقل من قرية الى قرية لحلاقة الزبائن فيها ويكون الحلاق عادة معروف لديهم.. وعندما يشاهدون مجيئه فإنهم يرحبون به. وهم ينادون (جاء الحلاق.. جاء الحلاق). فيبدأ من يريد الحلاقة، وتكون الأجرة نقدا أو مواد عينية من الحنطة أو الحمص والبقوليات. وهكذا..

الكاتب : عبد الجبار محمد جرجيس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shiaatalmosel.yoo7.com
 
الحلاق الشعبي الموصلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملا عثمان الموصلي
» العيد في الفلكلور الموصلي
» السرداب الموصلي القديم
» الفن المعماري الموصلي
» الحياة الاجتماعية للحلاق الموصلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: منتــدى الموصــل :: تراثيات-
انتقل الى: