قدمت وعفوك عن مقدمي
اسيرا كسيـرا حسيـرا ضمـي
قدمـت لاحـرم فـي رحبتـيـك
سـلام لمثـواك مـن مـحـرمِ
فمذ كنت طفلا رأيـت الحسيـن
منـارا الـى ضـوءه انتـمـي
و مذ كنت طفلا وجدت الحسين
مــلاذا بـأسـواره احتـمـي
سـلامٌ عليـك فأنت الـسـلام
و ان كنـت مختضـبـا بـالـدمِ
و انـت الدليـل الـى الكبرياء
بما ديس مـن صـدرك الاكـرم
ولقد قلت للنفـس هـذا طريقك
لاقي بـه المـوت كـي تسلمـي
و خضت و قد ضفر الموت ضفرا
فمـا فيـه للـروح مـن مخـرم
و ما دار حولك بـل انت درت
علـى المـوت فـي زرد محكـم
ليـوم القيامـة يبقـى السؤال
هل الموت فـي شكلـه المبهـم
سـلام عليك حبيـب النـبـي
وبرعمـه طبـت مـن بـرعـم
حمـت اعـز صفـات النـبـي
و فــزت بمعـيـاره الاقــوم
دلالـة انـهــم خـيــروك
كمـا خـيـروه فـلـم تثـلـم
بل اخترت موتك صلت الجبيـن
و لـم تتلفـت و لــم تـنـدم
و ما دارت الشمـس الا و انت
لـلألاءهـا كــالاخ الـتــوأم
سـلام علـى آلــك الـحـوّم
حواليـك فـي ذلـك المـضـرم
و يحتضنـون بكبـر النبيـيـن
ما غـاص فيهـم مـن الاسهـم
سـلام عليـك علـى راحتيـن
كشمسيـن فـي فـلـك اقـتـم
تـشـع بطونهـمـا بالضـياء
و تجري الدمـاء مـن المعصـم
سلام على الحـر فـي ساحتيك
و مقحمـه جـلّ مـن مقـحـم
سـلام عليـه و عتـب علـيه
عتـب الشغـوف بـه المغـرم
و احجمت كيف و في الف سيف
و لو كنـت وحـدي لـم احجـمِ
لكنت انتزعـت حـدود العـراق
ولـو ان ارسائهـم فـي دمـي
لغيـرت تاريـخ هـذا التـراب
فمـا نـال منـه بنـو ملـجـم
و يا سيـدي يـا اعـز الرجـال
يـا مشرعـا قـط لـم يعـجـم
علـيّ علـي الهـدى والجهـاد
عظمـت لـدى الله مـن مسلـم
و يا اكرم الناس بعد النبي وجها
و اغنـى امـرئ مـن مـعـدم
ملكت الحياتيـن دنيـا و اخـرى
و ليـس ببيتـك مـن درهــم
كأنـك ايقظـت جـرح العـراق
فتيـاره كـلـه فــي دمــي
السـت الـذي قـال للبـاتـرات
خذينـي وللنفـس لا تهـزمـي
فضجـت باضلـعـه الكبـريـاء
و صـاح علـى موتـه اقدمـي
كذا نحن يا سيـدي يـا حسيـن
شداد علـى القهـر لـم نشكـمِ
كذا نحـن يـا ايهـا الرافديـن
سوارتنـا قــط لــم تـهـدم
لان ضج من حولـك الظالمـون
فانـا وكلـنـا الــى الاظـلـم
و ان خانك الصحب والاصفيـاء
فقـد خاننـا مـن لـه ننتمـي
تـدور علينـا عيـون الذئـاب
فنحتـار مـن ايهـا نتحتـمـي
لهـذا وقعنـا عـراة الـجـراح
كبـارا عـلـى لؤمـهـا الالام
فيـا سيـدي يـا سنـا كربـلاء
يلألـئُ فـي الحـلـك الاعـتـم
ساطبع ثغـري علـى موطئيـك
سـلام لارضـك مــن ملـثـمِ
هذه القصيدة للشاعرعبد الرزاق عبد الواحد
كتبها للإمام الحسين عليه السلام