بيان المرجع البغدادي حول انتخاب مجالس المحافظات

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين



الحمد لله الذي نصر عبده .. واعز جنده .. وهزم الكفر وحده ..والصلاة والسلام على محمد ، وآله الأطهار ،وصحبه المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه بالإحسان .



وصيتي إلى أبنائي الأعزاء في العراق أن الواجب الشرعي يحتم عليكم أن لاتنخدعوا مرة ثانية بالذهاب إلى صناديق الاقتراع مهما كانت الأسباب والمسببات .. ومهما كانت مسرحية الفتاوى التضليلية المعلبة التي تصدر من هنا أو من هناك التي توجب ترشيح هذا الطرف أو ذاك في مجالس المحافظات المحلية المزمع إجراؤها في تشرين الأول المقبل ،لكونها تجري تحت مظلة الاحتلال التوراتي الاستشراقي ، وما سيترتب عنها من نتائج لم ولن تصب إلا في ديمومة الاحتلال الفتنوي الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة في الساحة الفقهية ، وتنفيذ مشروعه الإمبراطوري الكوني في العراق أولا وعلى وفق أجندة اعتمدها للموتورين والمفتونين والمنافقين الذين باعوا أنفسهم ، وارتضوا مسيرة الذل والمسكنة كأذلاء للمحتل الأجنبي ، ولهذا الواجب عليكم مقاطعة الانتخابات ، فيحرم عليكم مساعدة المحتلين والتابعين له ، بل يحرم عليكم كل ما يوجب ضعفكم وقوتهم .. هذا هو بياني في ظل الاحتلال ، وهذا بياني لاضير فيه يقبله كل أحرار العالم ومستضعفيه ..ومحور هذه المقاطعة هو : وجوب مواجهة الجهاد السياسي والفكري والمسلح ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، ولا تخيفكم الحرب النفسية ، والاغتيالات الغامضة ، والارتال الخمسة الجاثمة على أرضكم الطاهرة ، والله مع الفئة القليلة المؤمنة الصابرة إذا اعتمدتم على الله تعالى ، وتمسكتم بشريعته الخاتمة وانخرطتم في صفوف اتحاد القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال ، أنكم في أرض الأنبياء والأوصياء ، ولن يطول الليل مادام هنا أو هناك مقاومة سياسية وعملياتية ضد الغزاة المحتلين فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين .

أقف هنا وأوكد ــ ياأبنائي ــ على كشف سر كبير يجب ان تبحثوا عن من يمثل : دور منجزات ومكتسبات الإنسان المسلم وغضبه البطولي الأسطوري في فجر الإسلام على المشركين والكافرين والمنافقين .. ويمثل دور تقرير هذا المصير ، أو يربط هذا المصير المرتقب بأوتاد تشده الى العروة الوثقى التي لا تنفصم ، والى القلب الندى بالإيمان المتصل بالرحمن ، فلا يقنط ، ولا يتشاءم ، ولا يهلع ، ويحسب انه هلك ، أو أنه لم يعد يصلح لشيء عظيم أبدا ولا يتيه مهما أحاطت به ( مجالس الصحوات ) ، وخطة ( فرض القانون ) ومهما يظهر فيها الباطل منتفشا كأنه غالب .. ويظهر فيها الحق كأنه مغلوب !!.. وان هي إلا مرحلة زمنية عارضة يمد الله فيها من يشاء للفتنة والامتحان العسير ثم تجري السنة التاريخية الحتمية ماضية لاتتبدل ، ولا تنحرف عن طريقها الواحد المستقيم ، كما ان الفلاح للمؤمنين الرساليين الثوريين طرفا من الناموس الكبير .

إن صرخة ندائي .. صرخة أهلي وشعبي تجمعت قوى الاحتلال والتابعين له في المنطقة الصفراء من المنافقين والملوثين والمتسللين للقضاء عليهم ، واتجهت كل السهام والحراب نحوهم باسم ( مجالس الصحوات ) تارة ، وباسم تنفيذ خطة ( فرض القانون ) تارة أخرى .. ولكن هيهات ان يخضع أبنائي الذين ينتهلوا من معين عاشوراء ، وينتظروا وراثة الصالحين المؤمنين للأرض كل الأرض .. وهيهات أن أبقى ساكتا خارج الوطن الجريح أمام ما يرتكبه المغامرون والملوثون والمتسللون واللصوص والقتلة من إبادة جماعية لأهلي وشعبي ، وأمام ما يرتكبه الأميركيون والبريطانيون من عدوان صارخ لأبنائي المجاهدين من أولياء الله المؤمنين الذين تمسكوا بشريعة القرآن ــ كتاب الله المحفوظ الأخير ــ أو أبقى متفرجا على مشاهد التهجير والتزوير والسلب والنهب والخطف والقتل على الهوية ، لهذا أنا ارفض انتخاب أعضاء مجالس المحافظات تحت حراب الاحتلال الأميركي والبريطاني ، والاستبداد والإرهاب السياسي والفكري ، ولهذا أنا لست منافقا ولست دجالا,ولهذا أنا أعددت نفسي ودمي لأداء الواجب الإسلامي المقدس وفريضة الدفاع عن حرمة بيضة الإسلام وحوزة الإسلام ، ولهذا أنا في انتظار الفوز العظيم ، أما النصر أو الشهادة والسلام عليكم وعلى كافة إخواننا المجاهدين المرابطين الصابرين ورحمة الله وبركاته .



احمد الحسني البغدادي

غرة شعبان المعظم

1429 هـ