شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحرر الثقافي
مسؤول أداري
مسؤول أداري
المحرر الثقافي


ذكر
عدد الرسائل : 183
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة Empty
مُساهمةموضوع: العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة   العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة Icon_minitimeالثلاثاء 17 يونيو - 12:53

العلكة الصفوية!

قاسم حسين
العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة W34


إيران دولة مهمّة في المنطقة، لها مصالح، ولها سياسة، ولها أهدافٌ وتطلعاتٌ للعب دور بالمنطقة،أعجبنا ذلك أم لا. هذه هي النقطة الأولى.

لا يمكننا كعربٍ أنْ نحاسب إيران على ذلك، فالخطأ خطأنا إذا لم يكن لنا دورٌ، ولا سياسة مستقلة، ولا أهدافٌ ولا تطلعات.

وإذا كانت الأمور بكلّ هذا الوضوح، فلماذا لا تسمّون إيران باسمها، وتلجأون إلى استعارة خجولة من التاريخ، لمداراة عجزكم وهوانكم على الناس؟ لماذا تتكلمون عن «الصفوية» وبإمكانكم أنْ تتكلّموا مباشرة عن أخطاء، أو أطماع إيران؟

الصفويون بالمناسبة، ليسوا فرساً، وإنما هم قبائل من التركمان، كان جدّهم الأكبر (صفي الدين) من مشايخ المتصوّفة، ودخل أحفاده التاريخ من بوابة السياسة، حين أقاموا دولةً استمرت لأكثر من قرنين. خطيئة هذه الدولة أنها تبنّت مذهباً إسلامياً لم يكن مرضياً عنه عبر التاريخ. إلى هنا يجب أنْ تنتهي القصة؛ لأنّه لم يبق من أثرٍ لتلك السلالة الحاكمة في إيران اليوم.

قبل ثلاثة أعوام، كنْتُ في زيارةٍ سياحيةٍ إلى إيران، وجاءتْ إحدى القريبات يوماً تحمل طقم مائدة شاي (استكانات)، عليها صورة للشاه عبّاس. لقد أصبح أحد أبطال تلك الدولة مجرد رسمة على استكانة شاي، بينما يتكلّم بعض الكتّاب العرب عنه وكأنه مازال يحكم إيران!

قصدتُ طبيب الأسنان، واستغللت الفرصة لأسأله بالإنجليزية: ماذا تعرف عن الصفويين؟ فقال وكأنما يستجمع قصةً قديمة: «هم الذين حوّلوا إيران إلى مذهب آل البيت»، وسكت. سألتُ الممرضة فلم تجبني بشيء. إذا كان هذا هو حضور «الصفويين» عند أبناء الطبقة الوسطى التي تلقت علومها في مدارس الدولة الإيرانية، فماذا تبقى منهم في إيران؟

الإيرانيون لو سمعوا بعض مثقفينا وكتّابنا يتحدّثون عن الصفويين لماتوا من الضحك! تخيّلوا لو أننا نادينا على أحد الأخوة المصريين في الشارع: يا مملوكي؟ أو يا أيوبي؟ فهو إمّا أنْ ينظر إلينا باستغراب ويُواصل طريقه في استهجان، وإمّا أنْ يموت علينا من الضحك! هذا هو حالنا مع الإيرانيين. بين كلمةٍ وأخرى قلنا: الصفوية والصفويين. تكلّموا مباشرةً عن السياسة الإيرانية، والخطر الإيراني، والأطماع الإيرانية إنْ شئتم، ولكن دعوا عنكم كلام الجهال والعاجزين.
هذه العلكة (الصفوية) التي أنتجتها مصانع الإعلام العربي الذي فشل في الدفاع عن قضاياه الكبرى، إنما تدلّ على العجز والسطحية الثقافية والإفلاس. واليوم عندما تكتب رأيك في الشأن المحلي أو العربي، ما أسهل أنْ تتهم بالصفوية، فقد أصبحت هذه العلكة جاهزة للصق، والويل لمن يكتب ضد طأفنة الخلافات السياسية، أو يُخالف التوجهات السائدة للإعلام المأزوم الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، بل أصبح أداة فاعلة لتقسيم الشعوب العربية على أسس مذهبية وعرقية وقبلية، مع استعداء شعوب عربية كاملة، وإلحاقها بالركب «الصفوي» المزعوم، وهي خطوةٌ تدل على الحماقة والغباء.
إيران دولة لها سياستها ومصالحها وأهدافها، والخطأ خطأ العرب عندما يعيشون بلا سياسة ولا أهداف. ولوك كلمة «الصفوية» بهذه الصورة المكشوفة، إنّما هو فعل العاجز أو الجاهل والجبان. من هنا أربأ حتى بالقرّاء الكرام، من أنْ يقعوا ضحايا عملية الاستغباء والاستحمار التي يمارسها عليهم الإعلام المتخصص في غسل الدماغ.
_____________________________________________
صحيفة الوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلكــــــــــــة ألصفويــّـــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: قسم الحوار والمناقشة والاراء :: المواضيع العامة-
انتقل الى: