شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عقارب الوقت المعطلّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماجد480
عضو نشيط جدا
عضو نشيط جدا
ماجد480


عدد الرسائل : 167
العمر : 82
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

عقارب الوقت المعطلّة Empty
مُساهمةموضوع: عقارب الوقت المعطلّة   عقارب الوقت المعطلّة Icon_minitimeالجمعة 21 مارس - 20:12

عقارب الوقت المعطلّة


بسمه تعالى

اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما هو أهله


رغم ان العرب اول من اخترع الساعة إلا انهم اول من الغى الزمن الذي كانت تحسبه بانتظام!.، واخذوا بمجمل تفاعلاتهم يعملون باللا وقت واللازمن.
ومصداق ذلك ما نجده في السلوك الوظيفي في نطاق الشركات او المعامل او الورش الخاصة او في الوظائف الحكومية والخدمات العامة حيث لا توجد قيمة للعمل إلا بكونه وسيلة للعيش ومصدر كسب في الحياة غير المستقرة.

فان المعني هو ساعات العمل المعدودة، دون ان يضعوا في الحسبان معايير الانتاج ومستويات الجودة ومقاييس الربح او الخسارة، وقد يوضع بين طرفي العمل أي ادارة العمل والعمّال على اساس الاقدام والاحجام بين طرفين غير متوائمين قابلين للسرقة الزمنية فارباب العمل او ادارة العمل تحاول ان تسرق وقت العاملون، والعاملين يحاولون سرقة وقت العمل خلسة كالتدخين والذهاب الى الحمامات وامور اخرى يتذرع العامل بها لإستنزاف الوقت.

ولذا فاننا نرى مقدار الضعف الفاضح في الانتاجية والتبذير الملموس وعدم الدقة البيّن في النوع وهي قيمة متدنية بالقياسات الحديثة.

المواعيد في المجتمع العربي مواعيد عائمة في بحر الزمن الذي لا قيمة حقيقية فيه، يتحدد بعبارة، بعد العصر او قبل الظهر او في العشاء، او بعد يومين او ثلاث.. خلال هذا الشهر .. في بحر اسبوعين.. او في وقت لاحق!!

ويجري هدر الوقت في المقاهي لمتوسطي العمر وكباره، وهي عادات شائعة بين العديد من المجتمعات العربية.

اما فيما يخص المرأة فانها معطلة تماما عن العمل او حساب الزمن في الكيفية التي تخدم الحياة، فالمرأة قد تلبس الساعة كما يفعل الرجال الا ان الساعة لدى الطرفين مجرد حلية يتحلون بها ولا قيمة لعقاربها المتحركة سوى كونها شئ نابض يعد شيئا تافها.

كذلك تعد الساعات الجدارية الحديثة منها والقديمة كقيمة وجودها على الجدار فحسب بكونها زينة شانها شان الصور الجامدة التي لا حياة فيها.

وهذا عكس ما للوقت في البيئات الغربية اذ يعد العمل كقيمة عليا والاخلاص في مجاله معيار من معايير الشرف والرضا به او التكيف معه انما ياتي بصورة موازية للاجر كذلك اكتساب المزيد من المهارة فيه من اجل التطوير والخبرة لتحسين نوعية الانتاج نحو الافضل والاحسن

والوقت بالنسبة لهذه المجتمعات تعني التقيد الدقيق بمستلزماته والتنظيم الشديد لجوانبه وهو شيئا ثمينا في حياتهم واستثمار كل دقيقة منه لصالح عملية الرضا والاتزان بكونهم يتعاملون مع حضارة متقدمة ماديا.

ورغم ان الاسلام يحث على العمل وقد عدّه بصورة موازية للعبادة، كما ورد في الآية الكريمة:

1ـ ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

إلا ان الوقت ظل سائبا وغير مستثمر في العمل الايجابي وينسحب العمل بصورته البائسة الى الاهمال وعدم الدقة والرداءة والفساد، وظلت المقولات الاسلامية والاحاديث النبوية الشريفة وراء الظهور، كأمثال:

2ـ من عمل عملا فليتقنه...

3ـ ومن سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة... وهذا القول لا يتعدى الشخص الذي يبتكر طريقة ادارية او آلية او جهاز يزيد من كفاءة الانتاج.

4ـ خير الناس من نفع الناس.

5ـ ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه، قبّل يد احد العمال مما اثار استغراب الحاضرون وعند تساؤلهم قال انها يد عاملة خشنة يحبها الله ورسوله.

6ـ وقد اوصى الاسلام ان يعطى اجر العامل قبل ان يجف عرقه المتفصد من آثار العمل والاجهاد فيه، وهذا يعبر بما لا يقبل الشك بان الاسلام يرى في العمل قيمة عليا ويرى ايضا بان العاملون العابدون خير من العابدون القابعون في الصوامع.

7ـ والعمل بطبيعته لا ينفصم عن الوقت وحساب الزمن فقد خلق الله سبحانه وتعالى الليل والنهار والشمس والقمر يتعاقبان ليعلّم الناس الحساب وتشكيل ِقيَمَهُ العليا في اذهان البشر.

8ـ وذكر الله سبحانه وتعالى انه قد خلق السماوات بستة ايام، ولذا فان من خصائص الكون بعدين للمكان والزمان، أي ان الوقت عنصر من عناصر التكوين للفيض الإلاهي في المجال الانساني المحسوس في عالمنا الذي ندركه او الذي سندرك جزءا منه في المستقبل.

فالسرعة يتقاسمها المكان والزمان وتتغير تبعا لذلك خصائصها الديناميكية والمادية وتتحول من حالة الى اخرى وقطعا فان الانسان الذي هو جزء من هذا التكوين ليس بعيدا عن الانضمام الى هذا الناموس.

فمتى يمكننا النهوض بواقع الزمن الذي تخلّفنا عنه مئات السنين، ومتى نرى بان الدقيقة الضائعة هي خسارة في جانب حضاري كان من الممكن ان تتقدم بها حضارتنا لدقيقة ايجابية

تتعاضد مع بلايين البلايين من الدقائق المستثمرة لتصنع سنوات من التقدم؟.

نحن نعيش ونلعب ونحيا وننام في ساعة كبيرة، ساعة لا نعد في ارقامها ولا نأبه بدقاتها

ساعة تعد انفاسنا خلجاتنا اعمالنا مهاتراتنا اخطائنا حسناتنا وحتى انفاسنا ولا ندرك ذلك إلا عندما تتولانا امراض الشيخوخة فنقول بحسرة ليت الشباب يعود يوما.

وقد لا نتساءل قط إلا ان يسألنا (منكر ونكير)، فنبهت عند ذاك بين الدهشة وغرابة السؤال فنمتقع وتصفر سيمانا وتهتز اطرافنا رعبا من وقع السؤال الصارم.

كم من العمر افنيت؟.

كم من العمل قدمت؟.

كم من فرصة اضعت؟.

9ـ قدم اعمالك العليا، ثم قدم اعمالك الدنيا، وأوزن في ميزانك فبصرك اليوم حديد، اعلى من كفائة الكمبيوتر واكثر سعة وسرعة من ذاكرته، وبافضل من نظام الوندوزات كلها المخترعة والتي في سبيل اختراعها،‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌‌‌‌والتي لايدخلها الوهن من فايروسات او تروجنات او هايكرز، مما كان يوحي اليك بها القرين المحبط الذي كنت تطيعه طاعتك للهوى والانانية وحب الاستحواذ!!.

وفي تلك اللحظات اما ان تكون مبشرا بالتمتع بالوقت الذي ستقضيه مع انعكاسات اعمالك الجيدة بأشكالها الاخروية كجزاء مضاعف آلاف المرات او لنقل بما لايوصف.

او بالبؤس وقطع الزمن عنك وتمر عليك آلاف السنين وانت لاتدري ولا تدري ما سيكون وضعك في العذاب.

10ـ الم تحلم يوما في حياتك حلما مزعجا حّد طلب الغوث ثم ناديت فلا مجيب، هل بامكانك تقدير الوقت هل كان شهرا او بعض يوم، وليكن اذن في تقديرك انك ترى العذاب بما هو اشد من حلمك ذاك.

11ـ فالحياة محسوبة عليك فلا تضيع دقائقها، ولا تبخس جسمك او نفسك من حلاوتها وكن مقسطا بانتظام فانك محاسب على الوقت والعمل.
***********

نقلا عن : مجلة النبأ للفائذة

المصدر:

http://www.algeriashia.com/forums/index.php?showtopic=12867&st=0&p=52344&#entry52344
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamajidalmajid4@gmail.com
 
عقارب الوقت المعطلّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: قسم الحوار والمناقشة والاراء :: المواضيع العامة-
انتقل الى: