غدير خم:قضية الهية وحقيقية تاريخية لم يلتزم بها المسلمون فنت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ارشيف مقالات د. عباس العبودي - 03/01/2008م

غدير خم، و هو غدير ماء توقف عنده رسول الإسلام محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد حجة الوداع في طريقه إلى المدينة المنورة. وبهذا الموطن أوصى النبي محمد (ص) بأن يكون علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو ( الإمام - ومولى كل مؤمن ومؤمنة ) من بعده حيث قال " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه و عادي من عاداه" .و قد ورد في ذلك العديد من الأحاديث لدي اخواننا أهل السنة كذلك في مسند أحمد بن حنبل " حدثنا ‏ ‏حسين بن محمد ‏ ‏وأبو نعيم ‏ ‏المعنى ‏ ‏قالا ثنا ‏ ‏فطر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الطفيل ‏ ‏قال ‏ جمع ‏ ‏علي ‏ ‏رضي الله تعالى عنه ‏ ‏الناس في ‏ ‏الرحبة ‏ ‏ثم قال لهم أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول يوم ‏ ‏ غدير خم ‏ ‏ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس ‏ ‏وقال ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏فقام ناس كثير ‏ ‏فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال ‏ ‏من كنت ‏ ‏مولاه ‏ ‏فهذا ‏ ‏مولاه ‏ ‏اللهم ‏ ‏وال ‏ ‏من ‏ ‏والاه ‏ ‏وعاد من عاداه ‏ قال ‏ ‏فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت ‏ ‏زيد بن أرقم ‏ ‏فقلت له إني سمعت ‏ ‏عليا ‏ ‏(عليه السلام) يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏يقول ذلك له".و كذلك ورد في مسند أحمد بن حنبل أن "حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏علي بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏عدي بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏البراء بن عازب ‏ ‏قال ‏ كنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد ‏ ‏علي ‏ ‏عليه السلام عنه ‏ ‏فقال ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد ‏ ‏علي ‏ ‏فقال ‏ ‏من كنت مولاه ‏ ‏فعلي ‏ ‏مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ‏ قال ‏ ‏فلقيه ‏ ‏عمر ‏ ‏بعد ذلك فقال ‏ ‏هنيئا يا ‏ ‏ابن أبي طالب ‏ ‏أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ‏ ‏قال ‏ ‏أبو عبد الرحمن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هدبة بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏علي بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏عدي بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏البراء بن عازب ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏نحوه"تحركت القافلة النبوية العظيمة التي كانت تضم أكثر من 124000 من المسلمين كانوا مع رسول الله (ص) في حجة الوداع نحو الغدير المسمى والمعروف في الكتب والمصادر التاريخية ب(( غدير خم )) يوم الخميس الخامس عشر من ذي الحجة بعد ثلاثة أيام من مراسيم الحج . وقبيل الظهر من يوم الثامن عشر من ذي الحجة ولدى وصولهم إلى منطقة ((غدير خم )) توقف النبي (ص) في مكانه وأصدر أوامره إلى المسلمين بالتوقف . فتوقفت القافلة كلها في منطقة الغدير , وأخذ كل فرد يتدبر أمر إقامته هناك حيث نصبوا خيامهم وسكن الضجيج تدريجيا . وبعد إقامة الصلاة ظهرا رقى النبي (ص) المنبر ووقف على أعلى مرقاة منه . ثم دعا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأمره أن يصعد المنبر ويقف إلى يمينه . فجاء أمير المؤمنين (ع) ووقف على المنبر أدنى من موقف النبي (ص) بمرقاة بحيث وضع النبي (ص) يده على كتفه .وشرع النبي (ص) في خطبته التاريخية وآخر خطبة رسمية له إلى العالم أجمع التي لم يذكر التاريخ خطبة لنبي من الأنبياء عبر التاريخ مثلها في مثل هذا الحشد المهيب الذي اجتمع فيه أكثر من مائة وعشرون ألفا . واستغرقت خطبة النبي (ص) في الغدير نحو ساعة .وبعد انتهاء النبي (ص) من خطبته ضج الناس قائلين : (( نعم سمعنا وأطعنا لأمر الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا )) . ثم إنهم تزاحموا على النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) وتسابقوا إلى التهنئة بهذه المناسبة . ومن أجل تأكيد البيعة شرعيا ورسميا أمر رسول الله (ص) بعد الانتهاء من الخطبة أن تنصب خيمتان : 1- أحدهما , خاصة به (ص) . 2- والخيمة الأخرى لأمير المؤمنين (ع) وأمره بالجلوس فيها وأمر الناس بأن يهنؤوه ويبايعوه .وأقبل الناس مجاميع كل مجموعة تدخل أولا إلى خيمة الرسول الأعظم (ص) ويبايعونه ويباركونه له هذا اليوم ثم يذهبون إلى خيمة أمير المؤمنين (ع) ويهنؤونه ويبايعونه بخلافة رسول الله (ص) والإمامة من بعده ويسلمون عليه بإمرة المؤمنين .واستمرت هذه المراسيم ثلاثة أيام حتى شارك المسلمون جميعهم في البيعة . وأمر النبي (ص) النساء كذلك بالبيعة لعلي (ع) بإمرة المؤمنين وتهنئته وقد أكد ذلك بصورة خاصة على زوجاته وأمرهن أن يذهبن إلى خيمته ويبايعنه !!!·مراسيم الغدير في أيامه الثلاث :حدثت في أيام الغدير الثلاثة وقائع أكدت أهميته وهذه تفصيلها : أمر النبي (ص) مناديه أن يمشي بين الناس ويكرر عليهم جوهر بيعة الغدير بهذه العبارة : (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصر واخذل من خذله )) .أهدى الرسول الأعظم (ص) في يوم الغدير عمامته التي تسمى (( السحاب )) لـأمير المؤمنين (ع) ووضعها على رأسه وألقى بحنكها على كتفه , على ما كان من عادة العرب عند إعلان رئاسة شخص .وفي ذلك اليوم تقدم حسان بن ثابت الشاعر إلى النبي (ص) واستأذنه أن يقول شعرا بمناسبة الغدير .فأذن (ص) له وألقى حسان أول قصيدة عن الغدير في ذلك المكان المشهور لتبقى سندا حيا وتاريخيا للواقعة .وإليكم بعض الأبيات من القصيدة المشهورة (( يناديهم يوم الغدير نبيّهم .. )) :1- يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم واسمع بالرسول مناديا2- فقال فمن مولاكم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا 3- إلهك مولانا وأنت ولينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا 4- فقال له : قم ياعلي فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا5- فمن كنت مولانا فهذا وليه فكونوا له أنصارصدق مواليا 6- هناك دعا اللهم وال واليه وكن للذي عادى عليا معاديا ·وظهر جبرائيل (ع) في يوم الغدير بشكل رجل حسن الصورة طيب الريح واقفا بين الناس وقال :(( إنه عقد له عقدا لا يحله إلا كافرا بالله العظيم وبرسوله الكريم . ويل طويل لمن حل عقده )) !!!وفي اليوم الثالث من الغدير جاء رجل من المنافقين وقال : (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) .فرماه الله بحجر وسقط على هامته وخرج من دبره فقتله وأنزل الله تعالى : { سأل سائل بعذاب واقع } . وبهذه المعجزة ثبت للجميع أن بيعة الغدير صادر عن منبع الوحي وأنه أمر من الله عز وجل .وهكذا تمت مراسيم بيعة الغدير في ثلاثة أيام وعرفت بعد ذلك ب (( أيام الولاية )) وبقيت أحداثها راسخة في الأذهان .ثم توجه النبي (ص) إلى المدينة بعد أن أوصل أمانة النبوة إلى مقصدها , وتوجهت جموع المسلمين والقبائل إلى مناطقهم وديارهم .وسرعان ما انتشر خبر الغدير في المدن و المناطق وتسامع أو سمع الناس ببيعة الغدير وخطبتها وبذلك أيضا أتم الله تعالى حجته على عباده كما قال أمير المؤمنين (ع) : (( ما علمت أن رسول الله (ص) ترك يوم الغدير لأحد حجة ولا لقائل مقالا )) .المؤامرات ضد بيعة الغدير (( غدير خم )) :ازداد نشاط المنافقين وتخطيطهم لغصب الخلافة إثر واقعة الغدير وكتبوا فيما بينهم الصحيفة الملعونة التي كان مضمونها : (( إن مات محمد أو قتل نزوي الخلافة عن أهل بيته ما حيينا )) !!!ثم انضم إليهم آخرون وخططوا لقتل النبي ( ص) وهو متوجه إلى المدينة بعد بيعة الغدير ! فكشف الله مؤامرات المنافقين فانسلوا هاربين خائبين .وبعد وصول النبي (ص) إلى المدينة كثرت اجتماعات المنافقين ومشاوراتهم ووسعوا عدد الذين دخلوا معهم في معاهدة الصحيفة الملعونة وكتبوا صحيفة جديدة لتكون دستورا لهم في خططهم التي سينفذونها للوصول إلى مآربهم وأهدافهم الخبيثة !!!ورغم كل مؤامرات عتاة قريش وظلمهم لأهل بيت النبي الطاهرين (( عليهم أفضل الصلاة والسلام )) فإن بيعة الغدير تبقى لازمة في أعناقهم وسوف يسألون عنها يوم القيامة !!!وسيبقى الأبرار من هذه الأمة أوفياء لنبيهم مطيعين له في وصيته بالقرآن الكريم والعترة وتبليغه ولاية أمير المؤمنين علي (ع) من بعده { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } ونحن علينا في عصرنا أن نوصل خطاب الغدير ونكشف حقائقه ومعارفه للمسلمين لتبقى راية الولاية مرفوعة خفاقة عالية رغم كل المؤامرات على صاحب الغدير وأتباعه .اللهم لك الحمد والشكر على نعمة الغدير وولاية الأمير علي (ع) والحمد الله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة المعصومين من ولده صلوات الله عليهم أجمعين صور لـ غدير خمالمكان الذي أوصى فيه الرسول صلى الله عليه وَ آله وَ سلم لأخيه الإمام علي عليه السلام بالولاية وّ الخلافة من بعدهعند عودته من حجة الوداع وَ قال فيها صلى الله عليه وَ آله وَ سلم" من كنتُُ مولاه فـعليٌ مولاه.. اللهم والي من والاه و عادي من عاداه"يا ليتنا كنا معكم ..!وقد قالها الخليفة عمر وامام رسول الله (ص) في يوم الغدير الغدير [b]بخ بخ لك يا علي.. اصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنهولكنه مع الاسف لم يلتزم بهاغدير خم موقع النبع التاريخي[/b]

» عيد غدير مبارك