شبكة الموصل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلاميّة ثقافية عامة .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ابن العلقمي والمغول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طلال النعيمي
المدير العام
المدير العام
طلال النعيمي


ذكر
عدد الرسائل : 1810
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

ابن العلقمي والمغول Empty
مُساهمةموضوع: ابن العلقمي والمغول   ابن العلقمي والمغول Icon_minitimeالخميس 22 نوفمبر - 8:33

إبن العلقمي والمغول

وسقوط بغداد

مراجعة جديدة في التاريخ

صادق الرصافي

اعلامي وباحث اكاديمي

على الرغم من ان حادثة سقوط بغداد على يد المغول في العام 656هـ قد مضى عليها زمن طويل ، الا ان بعض الاقلام المسمومة والحاقدة ما زالت تتعاطى معها بطريقة غير موضوعية تتجاوز المسببين الحقيقيين التي تكشف المتورطين الحقيقيين في عملية السقوط ومن دون حصر الاتهام ببعض الشخصيات لاسباب طائفية معروفة.ابن العلقمي والمغول Alkami
رغم ان هذه الشخصيات المتهمة قد بذلت جهدا كبيرا اكثر من الخليفة نفسه للحيلولة دون سقوط بغداد ، لكن تقاعس الخليفة وتخاذل قائد جيشه وعدم الاخذ بنصائح الوزير ابن العلقمي والعملية فتحت الطريق امام هولاكو لدخول بغداد كما سيتضح فيما بعد لقد كانت هناك مقدمات سبقت هذه الحادثة بسنوات عديدة تمثلت بظهور المغول كأكبر قوة عسكرية في ذلك الزمان ، اذ استطاع جنكيز خان توحيد المغول في قبيلة واحدة بعد ان كانت عبارة عن قبائل متشرذمة ومتفرقة وضعيفة ، اصبح الجميع يخشاها ويحسب لها الف حساب ، بل ويتجنب التصادم معها.
لقد بدأت معركة سقوط بغداد قبل موعدها الحقيقي باربعين عاما عندما حدث التصادم بين المغول بقيادة جنكيزخان والدولة الخوارزمية بقيادة خوارزم شاه علاء الدين محمد التي كانت تجاور بلاد المغول والتي كانت تشكل حائط الصد الاخير للوقوف بوجه المغول ومنعهم من الاندفاع الى داخل بلاد المسلمين في ايران والعراق وبلاد الشام ، لكن الخلاف المحتدم والتنافس بين الملك الخوارزمي والخليفة العباسي في بغداد وقتها حال دون تشكيل جبهة عسكرية موحدة لصد المغول عند حدود الدولة الخوارزمية ، ورغم قوة الدولة الخوارزمية الا انها لم تستطع الصمود والوقوف بوجه الجيش المغولي القوي والزاحف اذ استطاع جنكيز خان وابتداءا من العام 616هـ من تحطيم قوة خوارزمشاه علاء الدين محمد الذي فر الى احدى جزر بحر قزوين حيث مات هناك ، لكن جنكيز خان لم يكمل زحفه هو الاخر ، اذ عاد الى بلاده حيث توفي هو الاخر في العام 620هـ ، وقد اكمل خليفة جنكيز خان ابنه الامبراطور منكوخان المهمة حيث اجهز على الدولة الخوارزمية وبشكل نهائي في العام 628هـ ومقتل اخر ملوكها جلال الدين منكوبرتي وبسقوط الدولة الخوارزمية القوية اصبح الطريق مفتوحا امام المغول لاقتحام باقي بلاد المسلمين والتي كان العراق من ضمنها . ولم يكف الامبراطور المغولي منكوخان عند مواصلة خططه لاحتلال بلاد ايران والعراق وبلاد الشام لكن وفاته المفاجئة ادت الى تأجيل هذه الخطة بضع سنوات حتى واصلها خليفته كيوك خان الذي بادر الى تعيين حكام لهذه الاقاليم بطريقة مسبقة على الرغم من ان جيوش المغول لم تصل اليها بعد ، وابتداءا من العام 633هـ بدأت جيوش المغول بشن غارات على اطراف العراق في كل من الموصل واربيل والحقيقة ان هذه الجيوش لم تكن ضخمة بل لم يتجاوز عددها بضعة الاف لكن الخليفة العباسي المستعصم الذي تزامنت هذه الغارات مع عهده لم يتعامل معها بشكل جدي بل ترك جيوش المغول تهاجم وبطريقة مريحة اطراف العراق الشمالية والشرقية من دون ان يتصدى لها جيش كبير يردعها حتى جاء العام 643هـ عندما شن المغول غارة كبيرة اقتربوا فيها من العاصمة بغداد ، كثيرا وبالذات في .


منطقتي خانقين والداقوق ، كان القصد منها جس نبض الخليفة وتحسس مدى قوة جيش الخلافة العباسية الذي كان في ذلك الوقت جيدا من حيث التنظيم والتجهيز واستطاع ان يصد هذه الغارة ويجبر المغول على الانسحاب وكان دور الوزير ابن العلقمي في هذه المعركة حاضرا والذي كان يمد العسكر الاسلامي بارائه ونصائحه التي مكنت الجيش البغدادي من صد الهجوم ، لكن هذا الجيش لم يكن قويا بما فيه الكفاية لمطاردة الجيش المغولي واستعادة السيطرة على المدن والبلدان التي سيطر عليها المغول في المشرق .
لقد كان الخليفة العباسي المستعصم احد اسباب سقوط بغداد نتيجة لضعفه وتردده وبخله الشديد وعدم اتباعه لستراتيجية واضحة في مواجهة المغول فقد كان طيلة الفترة التي سبقت سقوط بغداد مترددا بين مهادنة المغول او الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معهم ، اذ تذكر المصادر التاريخية التي تناولت شخصية الخليفة المستعصم بانه كان ذا شخصية ضعيفة وصاحب لهو وشغف بلعب الطيور التي كان يربي اعدادا كبيرة منها ويقيم لها الابراج في داخل قصره ويخصص لها ميزانية كبيرة تشمل نفقة طعامها والعناية بها من قبل مربين مختصين بتربية الحمام ، كما انه كان ضعيف الراي قليل العزم كثير الغفلة وسمّاع للاغاني اذ لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة وحتى في اشد ايام الحصار التي كانت تتعرض لها بغداد على يد المغول لم يترك ذلك ، وتنقل احدى المصادر التاريخية رواية مفادها بان الخليفة كان يلهو مع جارية له حتى جاءها سهم فقتلها من الشبابيك وهي ترقص بين يدي الخليفة فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا فامر بزيادة الاحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة . لقد كانت امور الخلافة في عهد المستعصم بيد اربعة من كبار المسؤولين وهم مجاهد الدين الداوندار الكبير وابنه الداوندار الصغير واقبال الشرابي والوزير العلقمي ولم يكن ابن العلقمي صاحب قرار بل مجرد مستشار ضمن مجموعة من المسؤولين والقادة ، وقد كان الداوندار الصغير وهو القائد للجيش العباسي قد خطط لمؤامرة لعزل الخليفة المستعصم ونقل الخلافة الى ابن الخليفة (ابو بكر) لكن هذه المؤامرة قد احبطت من قبل صاحب ديوان الخليفة الوزير ابن العلقمي الذي بادر الى ابلاغ الخليفة بهذا المخطط ، لكن شخصية الخليفة الضعيفة لم تمكنه من معاقبة الداوندار الصغير ، بل اكتفى بمعاتبته على هذا التصرف فقط ، مما جعل الداوندار الصغير يحقد لاحقا على ابن العلقمي ويروج لاشاعة اتصاله بالمغول ، ولقد كان للداوندار الصغير وابن الخليفة (ابو بكر) دور كبير في الفتنة الطائفية التي حدثت في بغداد عام 654هـ عندما احرقت محلة الكرخ التي كانت الشيعة تسكنها ، كما ان ابن الخليفة (ابو بكر) قد ساهم بنفسه في احراق مشهد الامام موسى بن جعفر (ع) فضلا عن ارتكابه فظائع ومجازر عديدة اخرى.


لقد ساقت بعض القوى والاقلام الطائفية اتهامات الى الوزير ابن العلقمي عن دوره ومسؤوليته في سقوط بغداد ، بل والصقتها به لاسباب معروفة والتي عجزوا من خلالها عن اثبات صحة هذه الاتهامات التي تدحضها بالمقابل ادلة تاريخية تؤكد براءة ابن العلقمي وتحمل الخليفة العباسي وقائد جيوشه الداوندار الصغير المسؤولية عن سقوط بغداد بيد المغول اذ ان المغول كانوا قد قرروا السيطرة على العراق قبل العام 656هـ بسنين عديدة بل وعينوا حاكما للعراق قبل سقوط بغداد كما تفيد بذلك مصادر تاريخية مثل ابن العبدي في (تاريخ مختصر الدول) والحوادث الجامعة (لابن الفوطي) وجامع التواريخ (لرشيد الدين الهمذاني) والكامل في التاريخ (لابن الاثير) .
لقد انصبت الاتهامات الموجهة لابن العلقمي على شيئين هما وجود مراسلات بين ابن العلقمي وهولاكو وان ابن العلقمي قد عمل على صرف جيوش الخلافة العباسية وتفرقها ليسهل امام هولاكو غزو العراق والحقيقة ان هذا الكلام مردود ، اذ ان كل ما قيل عن رسل الوزير ، انما كان مجرد ترديد لاشاعات لا تستند الى دليل ، فليس هناك من يدعي انه راى رسل ابن العلقمي الى هولاكو او تحدث معهم او شاهدهم يدخلون على هولاكو ، كما لم يثبت مطلقا ان الوزير منع رسل الخليفة من الوصول الى هولاكو ، بل ان المراسلات بين هولاكو والخليفة كانت موجودة وانها لم تكن سرية لان الخليفة قد ارسل في احدى المرات ابن الجوزي الى هولاكو كما ان الزعم بان الخلفاء السابقين للمستعصم بالله وخصوصا المستنصر كانوا يتخذون جيوشا كبيرة وان الوزير ابن العلقمي قد عمل على صرفها فهو مردود هو الاخر فليس هناك دليل يؤيد اتخاذ اولئك الخلفاء جيوشا كبيرة ، بل ان العكس هو الصحيح فجيش الناصر لدين الله وهو من اكثر الخلفاء العباسيين اهتماما بالامور العسكرية لم يستطع صد هجمات المغول التي تكررت على العراق في ايامه والذي كان الخوف منهم يسيطر على البلاد ولو كان لدى الخليفة جيش كبير لهاجم المغول في قواعدهم في ايران الذين لم يكونوا وقتها بذلك القدر الكبير من القوة لكن الجيش العباسي كان ضعيفا . ثم انه كيف يستطيع الوزير اقناع الخليفة بصرف اكثر جنوده والاكتفاء بالقليل منهم في وقت كان فيه الخطر المغولي يهدد الدولة العباسية وكان لدى الخليفة مستشارون عسكريون وقادة جيوش كبار . لقد دعا ابن العلقمي الى مؤتمر حربي حضره الخليفة وكبار قادته ومستشاروه عرض فيه على الخليفة خيارين مهمين اما مصانعة هولاكو بارسال الهدايا اليه ومداهنته والدخول في طاعته او تجييش العساكر وملاقاة المغول عند حدود خراسان قبل تمكنهم واستيلائهم على العراق وقد وافق الخليفة على الخيار الثاني وعمل قادة الجيش على تشكيل جيش كبير من المتطوعين لكن الخليفة امتنع عن الكثير من العلويين اثناء اقتحامهم لبغداد منهم السيد شرف الدين بن الصدر العلوي ونقيب العلويين علي بن الحسن بن المختار وعمر بن عبد الله بن المختار العلوي وصاحب المراتب ، كما قتلوا ايضا نقيب مشهد الامام موسى بن جعفر (ع) وقاموا باحراق المشهد نفسه.


تمويله لاحقا مما ادى الى تسريح الجيش وضياع اخر فرصة كانت ممكنة لصد المغول ودفع خطرهم عن بغداد على الرغم من ان الخليفة كانت توجد لديه بركة مملوءة بالذهب عثر عليها هولاكو لاحقا بعد ان امر بقتل الخليفة بعد استسلامه لقد رددت هذه الاقلام المسمومة من ضمن اتهاماتها بان الوزير قد تآمر مع المغول لينصب علويا خليفة للمسلمين بدلا من المستعصم وهذا ايضا غير صحيح لان علاقة العلويين بالعباسيين كانت طيبة خلال تلك الفترة وقد عرض المستنصر على رضي الدين ابي القاسم علي بن طاووس بان يذهب رسولا الى سلطان التتر فرفض ذلك وعرض عليه ان يكون وزيرا فرفض ايضا ، كما ان المغول قد قاموا بقتل الكثير من العلويين اثناء اقتحامهم لبغداد منهم السيد شرف الدين بن الصدر العلوي ونقيب العلويين علي بن الحسن بن المختار وعمر بن عبد الله بن المختار العلوي وصاحب المراتب ، كما قتلوا ايضا نقيب مشهد الامام موسى بن جعفر (ع) وقاموا باحراق المشهد نفسه.
ان سلامة شخص الوزير ومشاركته في اللجنة التي اعادت تنظيم صاحب ديوان الخليفة المستعصم بالله اي وزير المالية وحاجب الباب في عهده اي مدير شرطة العاصمة قد عوملوا بنفس المعاملة ، كما سلم اقرب مستشاري الخليفة عبد الغني درنوس فضلا عن ابن الخليفة الاصغر .
كما ان هولاكو لم يفرق في استباحته لبغداد بين السنة والشيعة بينما استثنى النصارى من ذلك ، لو كان ابن العلقمي قد اتفق مع المغول على تسليم بغداد انتقاما من السنة ، لما قتل المغول اعدادا كبيرة من الشيعة . ان عملية سقوط بغداد نفسها تمت بعد حرب دموية طاحنة خاضها الجيش العباسي الضعيف والقليل العدد الذي هزم في هذه المعركة واستيلاء المغول على اسوار بغداد وتفوقهم الواضح والكبير في العدة والعدد والتخطيط وفن ادارة المعارك والحروب مما يثبت ان عملية سقوط بغداد لم يكن للوزير ابن العلقمي اي دور فيها وان الصاق هذه التهمة به غايتها تبرير الاهمال والتسيب اللذين سيطرا على ادارة العراق من خليفة وامراء منذ بداية الغزو المغولي لدولة خوارزم عام 616هـ وقد كانت الخطة الصحيحة لتجنب سقوط بغداد هي في محاربة المغول منذ اول ظهورهم في بلاد ما وراء النهر وخراسان وليس في التفرج على هجماتهم وانتظارهم عند اسوار بغداد ، ثم اتهام الوزير ابن العلقمي بسبب انتمائه المذهبي بانه السبب وراء سقوط بغداد في الوقت الذي سقطت فيه دول ومدن كانت اكثر قوة ومنعة من بغداد ، كما ان المغول قاموا وقبل غزوهم للعراق بالاستيلاء على مساحات كبيرة من الاراضي في قارة اسيا والمحيط الهندي كانت فيها جيوش اقوى بكثير من الجيش العباسي المتهرئ وقد هزمت جميعها فضلا عن قلاع الاسماعيليين المنيعة والتي عجزت اقوى الجيوش عن اقتحامها واستطاع هولاكو وحده من تدميرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shiaatalmosel.yoo7.com
 
ابن العلقمي والمغول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الموصل الثقافية :: القسم الاسلامي والمناسبات الدينية :: مواضيع اسلامية-
انتقل الى: